«نهج متناقض».. هل تكافح أمريكا المعلومات المضللة؟

محمد النحاس
نشر المعلومات المضللة

في الوقت الذي تعزز فيه الولايات المتحدة إجراءاتها لمكافحة المعلومات المضللة، خاصة من مصادر خارجية مثل روسيا والصين، يبرز تاريخ العمليات السرية الأمريكية في هذا المجال


أعلنت الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي، عن مجموعة من التدابير الرامية إلى حماية انتخابات 2024 من التدخل الأجنبي.

 ويشمل ذلك مصادرة نطاقات إنترنت وفرض عقوبات على عملاء روس، وتأتي هذه الخطوات في إطار الجهود المتزايدة لمكافحة المعلومات المضللة، وهي قضية أصبحت تشغل بال السلطات الأمريكية بشكل متزايد، بحسب مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية اليوم السبت 7 سبتمبر 2024. 

تدابير مثيرة للجدل

التدابير لم تخل من الجدل، إذ زعم مارك زوكربيرج، مؤسس شركة ميتا، في رسالة وجهها إلى الكونجرس، أن الحكومة الأمريكية مارست ضغوطاً على فيسبوك في عام 2021 لحذف منشورات تتعلق بكوفيد-19 تحت زعم أنها معلومات مضللة. 

وأوضح زوكربيرج في الرسالة: “في 2021، كان هناك ضغط متكرر من مسؤولين في إدارة بايدن، بما في ذلك البيت الأبيض، على فرقنا لحذف محتوى يتعلق بكوفيد-19، بما بشتمل على الفكاهة والتهكم، وعبّروا عن استيائهم عندما لم نتفق معهم”. وأكد زوكربيرج أن القرار النهائي بشأن حذف المحتوى كان من اختصاص فيسبوك.

أمريكا ونشر المعلومات المضللة

في الوقت الذي تعزز فيه الولايات المتحدة إجراءاتها لمكافحة المعلومات المضللة، خاصة من مصادر خارجية مثل روسيا والصين، يبرز تاريخ العمليات السرية الأمريكية في هذا المجال، ففي عام 2011، أُطلقت “عملية الصوت الجاد”، وهو برنامج عسكري يستخدم حسابات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر روايات مؤيدة للولايات المتحدة. 

تشير دراسة أصدرتها Stanford Internet Observatory في 2022 إلى استمرار هذه العمليات حيث تم تحليل آلاف المنشورات المنسقة على فيسبوك وتويتر تستهدف أفراداً في روسيا والصين وإيران.

عمليات واسعة النطاق

 تضمنت هذه المنشورات شائعات مثيرة مثل ادعاءات بسرقة الإيرانيين لأعضاء اللاجئين الأفغان، واستخدمت بعض الحسابات أساليب انتحال لتوجيه انتقادات للحكومة الإيرانية.

وثائق رسمية من الولايات المتحدة تكشف عن تزايد رغبة الجيش الأمريكي في استخدام المعلومات المضللة كأداة للعمليات النفسية. في أكتوبر 2022، طلبت قيادة العمليات الخاصة (SOCOM) أدوات جديدة تشمل “عمليات التأثير، والخداع الرقمي، وتعطيل الاتصالات، وحملات المعلومات المضللة” إلى جانب تكنولوجيا لتوليد الفيديوهات المزيفة (deepfakes). 

وفي أغسطس 2023، ظهرت رسائل مؤيدة لأمريكا مرتبطة بالجيش الأمريكي في إعلانات على تطبيق تندر في لبنان.

حساب مزيفة ومعلومات مضللة 

 في يونيو 2024، كشف تقرير لوكالة رويترز عن أن الجيش الأمريكي كان وراء حملة سرية ضد اللقاحات الصينية تستهدف الفلبين، حيث استخدم حسابات مزيفة لنشر معلومات مضللة حول سلامة اللقاحات التي تقدمها الصين.

ورغم وجود قوانين أمريكية تنظم الدعاية الأجنبية، مثل قانون سميث-موندد، فإن هذه القوانين تعتبر قديمة نسبياً. التعديلات الأخيرة، مثل قانون سميث-موندد للتحديث لعام 2012، خففت القيود على الرسائل عبر الإنترنت، في حين زادت قوة الجيش الأمريكي في العمليات المعلوماتية السرية بموجب قانون قسم 1631 الذي أقره الكونجرس في 2019.

ما مدى التأثير؟

بينما يُعتبر الفضاء الإلكتروني ساحة مهمة للمنافسة بين القوى الكبرى مثل الصين وروسيا، لا يزال تأثير المعلومات المضللة محل نقاش.

 حملات التأثير الأجنبي غالباً ما تواجه صعوبات في تجاوز الفجوات الثقافية، مما قد يحد من تأثيرها؛ فقد أظهرت دراسة Stanford أن الترجمة الحرفية للمنشورات واستخدام الهاشتاجات الأمريكية بدلاً من اللغة المحلية يمكن أن يحد من فعالية الرسائل.

وختامًا يرى المقال أن استخدام المعلومات المضللة يحمل مخاطر كبيرة وبالتالي على الولايات المتحدة إعادة النظر في سياساتها في هذا المجال.

ربما يعجبك أيضا