مستشار مفتي مصر: الانتماء والمواطنة.. سُنة نبوية

نجم: على أهل العلم حماية الشباب من براثن الفكر المتطرف

بسام عباس

تمثل قدرة مصر على المحافظة على أمنها القومي أحد أهم مقومات قوتها ومكانتها، وتتمثل هذه القدرة في حماية مصر لأمنها الداخلي والخارجي وتوفر الوسائل اللازمة المواجهة الأزمات والتحديات المختلفة مع عدم التأثير على تحقيق معدلات النمو البشرى والاقتصادي.

وإلى جانب الحفاظ على الهوية المصرية في ظل المتغيرات الدولية المتلاحقة، ويتحقق أمنها القومي من خلال منظومة متكاملة متناغمة من المؤسسات الوطنية التي تعمل من أجل تحقيق هذا الهدف السامي والواجب الديني والوطني.

تصحيح المفاهيم

أوضح مستشار مفتي مصر، الدكتور إبراهيم نجم، في بيان يوم السبت 7 سبتمبر 2024، أن من أهم الفئات التي يقع على عاتقها دور كبير في حماية الأمن القومي المصري فئة الدعاة وعلماء الشريعة والمؤسسات الدينية ممن يتخذون منهج الأزهر الشريف الوسطى نبراسًا لهم.

وأضاف أن تحديات الأمن القومي المصري ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقضية تصحيح المفاهيم الشرعية وقيم الدين وتعاليمه التي حرفتها الجماعات المتطرفة، وابتعدت بها عن طريق التسامح والتعايش والوسطية التي أنزل الله الدين عليها، ومن أجل ذلك أراد أعداء الوطن استغلال جانب الهوية الدينية المميزة للشعب المصري.

وتابع أنهم حاولوا إبعاده عن مزاجه الوسطى وإحلال العنف والإرهاب محله فعملوا على استغلال ذلك الجانب لتحقيق أهدافهم الأمر الذي يفرض على العلماء واجبًا دينيًّا وقوميًّا ومجتمعيًّا المواجهة تحديات الأمن القومي عن طريق تحصيل الوعي التام بهذه التحديات وما يتفرع عنها.

أهمية قضية الانتماء

قال نجم إن على أهل العلم القيام بالبيان الشرعي لما يتعلق بهذه القضايا على عدة محاور لسد هذا الجانب، ومن هذه المحاور الكلية أن على العلماء بيان أهمية قضية الانتماء الوطني لبلدنا مصر، وأن المواطنة سنة نبوية، وإظهار التأصيل الشرعي لهذا ببيان أدلته من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم.

وذكر أن التحذير من مبدأ الانتماء للجماعات الإرهابية والتيارات المنحرفة والتأثر بأفكارها، وبيان أن هذه الجماعات هي من طائفة الخوارج التي حذرنا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من الانخداع بقولهم أو حالهم وعبادتهم، مع التأكيد على أن انتماء المسلم هو لأمته ووطنه، وأن جميع المسلمين داخلون في مفهوم الجماعة المسلمة، فلا بيعة لجماعة ولا ولاء لها.

ولفت إلى أن بيان العلماء للمبدأ الشرعي بوجوب طاعة ولي الأمر والاصطفاف خلفه ومساندته والتعاون معه ومع كافة مؤسسات الدولة على حفظ البلاد وخدمتها، فإن ذلك هو طريق الصلاح الذي به يحفظ الدين وتقام شعائره، وبه تقوم الدنيا وتدور معيشة الناس، وهذا أمر يشهد له الشرع والعقل وواقع الحياة.

حضارة بناء وتعاون

شدد مستشار مفتي مصر على ضرورة أن يتصدى أهل العلم والدعاة للفكر التكفيري الذي انتشر بين أوساط بعض الفئات، وخاصة بعض شبابنا الذين وقعوا في براثن الأفكار المتطرفة، وبيان بطلانه من الناحية الشرعية، والعمل على نفي فكرة جاهلية المجتمع، والتي يعمل من خلالها المتشددون على نقض تماسكه ووحدته والتفريق بين أبنائه.

وأضاف أن على العلماء بيان الدور الحضاري للشريعة الإسلامية، فهي حضارة بناء وتعاون ومحبة وتعايش، لا صدام فيها ولا نزاع ولا كراهية مع الآخر، وبيان أن عمارة الأرض والتعاون مع البشر جميعًا هما مقصد شرعي، وبناء الوطن والحفاظ على مقدراته ومقومات وجوده من أوجب الواجبات الشرعية في أيامنا هذه.

وحذر من المسلك السلبي لدى بعض الفئات تجاه القضايا الوطنية وحفظ أمن البلاد، موضحًا أن الأمن من أكبر نعم الله علينا في مصرنا الحبيبة، وأن الذي يتهاون في هذا الجانب يقع في الإثم الشرعي لأنه ينقض بذلك مقاصد الشريعة الإسلامية.

الوجه السمح للشريعة

ذكر نجم أن من أهم الأمور التي يجب على العلماء التحذير منها الانسياق وراء الشائعات والدعاوى الباطلة التي تصدر من أبواق الضلال المأجورة في الداخل والخارج، والتي تعمل على بث روح اليأس في نفوس الناس، وتعمل على نسف كل إنجاز وجهد يحدث في بلادنا، وتدعو إلى الصدام والخروج عن النظام الضابط للمجتمع.

وأضاف أن العمل على نشر الوجه السمح للشريعة الإسلامية وبيان الجانب الروحي الأخلاقي للإسلام، مع تأكيد أن هذا هو ما يمثل حقيقة الإسلام، ما يمهد الطريق لعودة المرجعية الوسطية السمحة لدى الفئات المضللة، مع تأكيد أهمية الجانب العقلي المميز للشخصية المسلمة، والتحذير من الانسياق وراء العاطفة والحماسة في الحكم على الأمور والقضايا.

ومن أهم المجالات التي تحمي الأمن القومي تصدي العلماء للهجمات الفكرية الداخلية والخارجية، والتي تعمل على تكوين مرجعيات فكرية تختلف تمامًا عن قيمنا الدينية، وتهدف بذلك إلى العبث في مكونات الشخصية المصرية وتبديلها، بحيث تؤدي إلى ظهور جيل مختلف الهوية، ضعيف الانتماء.

ربما يعجبك أيضا