الرئيس الإيراني يطالب بنقل العاصمة إلى الجنوب.. ما السبب؟

نقل العاصمة.. خطة بزشكيان لإشغال الحرس الثوري

يوسف بنده

"إن نقل المركزية السياسية والاقتصادية بطريقة تجعلنا نجلس في طهران ونطلب من الناس أن يتحركوا أمر غير ممكن، علينا أن نذهب بأنفسنا أولاً حتى يتبعنا الناس".


بعد القضاء على الدولة الزندية، نقل القاجاريون عاصمة الدولة الفارسية من مدينة شيراز إلى طهران في شمال إيران عام 1795.

باتت طهران المركز الثقافي والاقتصادي والسياسي لإيران الحالية، بالإضافة إلى تركز المناطق الصناعية فيها، مع وجود سلسلة من الجبال المحيطة بها، ما جعلها واحدة من أكثر المدن إزدحامًا وتلوثًا في العالم.

العاصمة الإيرانية طهران

برج ميلاد في العاصمة الإيرانية طهران

اكتظاظ وتلوث

تعد العاصمة طهران أكثر المدن الإيرانية ازدحامًا بالسكان، إذ يتجاوز عدد سكانها 13 مليون نسمة، بجانب الكثير من الأزمات البيئية والصحية.

وعلى رأسها تلوث الهواء ونقص المياه الصالحة للشرب والازدحام المروي والهبوطات الأرضية المتكررة نتيجة ارتفاع مستوى استنزاف المياه الجوفية بسبب موجة القحط التي تعيشها المنطقة.

وتلوث الهواء وانتشار الروائح الكريهة القادمة من فوهات المصانع المحيطة بالعاصمة وظاهرة الضباب التي ترافق موجهات الرياح، تدفع الحكومة لتعطيل الأعمال الإدارية في العاصمة طهران.

نقل العاصمة إلى الجنوب

دعا الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أمس السبت 7 سبتمبر إلى نقل العاصمة الإيرانية إلى المناطق الجنوبية قرب مضيق هرمز وبحر عمان.

وحسب وكالة الأنباء الرسمية (ارنا)، قال بزشكيان: “إن نقل المواد الأولية من الموانئ الجنوب والبحر إلى العاصمة لتحويلها إلى منتجات، ثم إعادة تصديرها جنوبًا، يستهلك قدرتنا على المنافسة ويقلل منها”.

وفي إشارة إلى الاقتراب من البحر وتطوير سواحله، قال بزشكيان: “ليس لدينا خيار سوى نقل المركز الاقتصادي والسياسي للبلاد إلى الجنوب وقرب البحر”.

وتعبر رغبة الرئيس الإيراني عن يأس الحكومات المتعاقبة من إصلاح المدينة التي تحاصرها الأزمات، فقال: “أية جهود تُبذل لتطويرها ليست إلا إضاعة للوقت.. إن نقص المياه وهبوط الأراضي وتلوث الهواء وما شابه ذلك لم يتفاقم إلا مع استمرار السياسات والتدابير التي تم اعتمادها وتنفيذها حتى الآن، والحل الأساسي هو تغيير المركزية السياسية والاقتصادية للبلاد”.

وفي إشارة إلى فشل السياسات السابقة في دفع المواطنين إلى المدن الجديدة، قال: “إن نقل المركزية السياسية والاقتصادية بطريقة تجعلنا نجلس في طهران ونطلب من الناس أن يتحركوا أمر غير ممكن، علينا أن نذهب بأنفسنا أولاً حتى يتبعنا الناس”.

بزشكيان يلتقي قادة عسكريين

بزشكيان يلتقي قادة عسكريين، السبت 7 سبتمبر 2024

خطة إشغال للحرس الثوري

تأتي تصريحات الرئيس الإيراني، خلال زيارته مقر “خاتم الأنبياء للبناء” الذراع الاقتصادية للحرس الثوري الإيراني.

وقد سيطر هذا الذراع الاقتصادي على الكثير من مشاريع البناء وإنتاج النفط بعد فرض العقوبات الدولية على إيران ومغادرة الشركات الأجنبية.

ويبدو أن الرئيس الإيراني المحسوب على التيار الإصلاحي يعمل على إشغال الحرس الثوري في مشاريع تخدم أهدافه التنموية خلال ولايته الحالية.

فقد قال بزشكيان: “الحكومة الرابعة عشرة ستستخدم كافة قدرات وخبرات البلاد، بما في ذلك القدرات الفنية والهندسية القيمة لمعسكر بناء خاتم الأنبياء لحل المشاكل”.

يذكر، أن النائب السابق في البرلمان، أبو الفضل أبو ترابي، قد كشف عام 2020، أن مقر خاتم الأنبياء قد طلب موافقة الرئيس الأسبق، حسن روحاني لنقل العاصمة الإيرانية من طهران.

عمدة طهران الأسبق كرباستشي

عمدة طهران الأسبق، غلام حسین کرباستشی

انتقادات للطرح

الإصلاحي والمسؤول السابق، غلام حسین کرباستشی، في تصريحات لصحيفة هم ميهن، اليوم الأحد 8 سبتمبر، انتقد طرح الرئيس الإيراني.

وأوضح كرباستشي أن معالجة أزمات طهران يحتاج إلى اعتماد سياسة اللامركزية، من أجل عدم لجوء المواطنين للسفر إلى العاصمة لإنهاء أمورهم الإدارية. مشيرًا إلى تجربة البرازيل في نقل عاصمتها في ظل عدم وجود سياسة لامركزية أدى الأمر إلى تكرار المشاكل نفسها في العاصمة الجديدة.

وأضاف عمدة طهران الأسبق، أن الدراسات التي أجريت في عهد حكومة الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، أشارت إلى أن إخراج 160 منظمة ومؤسسة حكومية كبيرة من طهران سيؤدي إلى تقليص ثلث سكان العاصمة. متسائلا عن ضرورة أن يتواجد مقر للشركات الحكومية في العاصمة طهران.

ربما يعجبك أيضا