تكلفتها باهظة.. ابتكارات علاجية تمنح الأمل لمرضى السرطان

إسراء عبدالمطلب
علاج السرطان

يصل سعر العلاج السنوي لـ Opdivo إلى حوالي 200 ألف دولار وفقًا لتقديرات ATI Advisory، ويتزامن هذا مع زيادة الجهود لتوسيع نطاق التشخيص المبكر والعلاج.


في اليوم الذي أتم فيه ابنها عامه الثامن عشر، تلقت ليندا ميدندورب، خبرًا مفاده أنها ستواجه الموت، بعدما أظهرت الفحوصات أنها تعاني من سرطان غير قابل للشفاء انتشر بالفعل من معدتها ومستقيمها.

وقالت ميدندورب، التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 51 عامًا: “كان الأمر بمثابة الكابوس الأكبر”، لكنها شعرت ببصيص أمل عندما علمت أن خصائص الورم جعلتها مؤهلة لتجربة هولندية لعلاج يزيل القيود التي تمنع الجهاز المناعي من مهاجمة الخلايا السرطانية.

ليندا ميدندورب

ليندا ميدندورب

بصيص أمل

حسب تقرير نشرته صحيفة فايننشيال تايمز، اليوم الأحد 8 سبتمبر 2024، تلقت ليندا دواء Opdivo، وهو علاج مناعي من شركة بريستول مايرز سكويب، مما منحها شعورًا بالتحسن، ويعد هذا العلاج واحد من عدة تطورات علاجية حديثة ساهمت في تحسين التوقعات لمرضى السرطان، مثل العلاجات المستهدفة والأدوية المرتبطة بالإشعاع.

ومع تزايد الإنفاق على أدوية السرطان عالميًا، تواجه الأنظمة الصحية تحديات متزايدة مع ارتفاع تكاليف العلاجات الحديثة، والتي تصل أحيانًا إلى مئات الآلاف من الدولارات سنويًا، وقال رئيس المنظمة الأوروبية لأبحاث وعلاج السرطان، الدكتور دينيس لاكومب، إن هذه الأدوية مكلفة للغاية.

تكلفة العلاج المناعي Opdivo

يصل سعر العلاج السنوي لـ Opdivo إلى حوالي 200 ألف دولار وفقًا لتقديرات ATI Advisory، ويتزامن هذا مع زيادة الجهود لتوسيع نطاق التشخيص المبكر والعلاج، مما أدى إلى تضخم النفقات على أدوية السرطان عالميًا، ويتوقع أن تستمر هذه الزيادة في المستقبل.

وتكمن المشكلة في عدم توافق الموارد المتاحة مع الطلب على العلاجات الحديثة، مما يعقد عمل الأطباء الذين يواجهون صعوبات في توفير العلاجات المثلى لمرضاهم، ويبدو هذا التحدي أكثر وضوحًا في حالات الأورام النادرة، حيث تتقلص فرص الحصول على الأدوية المناسبة بسبب نقص التجارب السريرية والموافقات التنظيمية.

عقبات مالية بوجه الحكومات

تواجه الحكومات تحديات في تحديد ما إذا كانت العلاجات الحديثة تقدم قيمة حقيقية مقابل تكاليفها، إذ تقع نسبة كبيرة من هذه العلاجات ضمن فئة الطب الدقيق، مما يجعل عدد المرضى المؤهلين للعلاج أصغر، ولتجاوز نقص البيانات، أطلقت بعض الدول برامج تجريبية لتقييم العلاجات بناءً على البيانات الواقعية والنتائج الفعلية للمرضى.

وتعمل المبادرات على مستوى الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون بين الدول بهدف توسيع نطاق هذه البرامج التجريبية، مع الاعتراف بدور هولندا كقائد في هذا المجال، ومع ذلك، تواجه هذه الجهود تحديات مستمرة، بما في ذلك الحاجة إلى تأكيد فعالية العلاجات قبل تقديمها للسوق.

ابتكارات هولندية تقدم أملاً جديداً

لتعويض نقص البيانات، أُطلق “بروتوكول إعادة اكتشاف الأدوية” في هولندا، والذي يوفر الأدوية خارج العلامة للأورام التي تتوافق مع الجينات الوراثية. هذا البرنامج، الذي توسع إلى دول أوروبية أخرى، وساعد أكثر من 1500 مريض.

وفي اليابان، يتعين تعويض جميع الأدوية التي تحصل على الموافقة التنظيمية، لكن الشيخوخة السكانية والضغوط المالية تدفع الحكومة لخفض الأسعار المدفوعة، مما يحد من تطوير الأدوية الجديدة. ويقوم الباحثون بدراسة جدوى إعطاء العلاجات بجرعات مخفضة لتقليل التكاليف دون التأثير على الفعالية.

نظرة مستقبلية

في حين تحقق صناعة الأدوية تقدماً هائلاً في مجال علاج السرطان، إلا أن هناك حاجة إلى إعادة تقييم الأساليب التقليدية لتحديد القيمة الاقتصادية لهذه العلاجات، مع الأخذ بعين الاعتبار الفوائد الأوسع التي تقدمها للمجتمع والاقتصاد.

وتبقى التساؤلات قائمة حول كيفية تحسين فعالية العلاج من حيث التكلفة، خاصة في ظل ارتفاع أعداد المرضى وكلفة العلاجات الجديدة، وتؤثر على السياسات الصحية في جميع أنحاء العالم.

ربما يعجبك أيضا