مرصد مراكز الأبحاث| رد إيران على إسرائيل.. وأفول داعش بغرب إفريقيا

محمد النحاس
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث لهذا الأسبوع، طرحًا مختلفًا لاحتمالية الرد الإيراني على إسرائيل بعيدًا عن ساحات الشرق الأوسط، كما يسلط الضوء على عدة عوامل تعزز من تقويض قدرات تنظيم داعش الإرهابي في غرب إفريقيا، بالإضافة إلى دور الهجوم الأوكراني على كورسك بإبرام صفقة في المستقبل.

وفي المرصد أيضًا، نستعرض مستقبل السياسة الأمريكية الخارجية حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وطبيعة العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والصين، وأخيرًا المخاطر التي تواجه البنية التحتية البحرية في أوروبا، وضرورة تحديث القوات البحرية لجيوش القارة.

رد إيران على إسرائيل.. هل يكون خارج الشرق الأوسط؟

WhatsApp Image 2024 09 10 at 4.06.46 PM

في ظل التوترات الحالية بين إسرائيل وإيران، يحذر مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، من أن إيران قد تلجأ إلى ما يسميه “الإرهاب الدولي” كوسيلة للرد على إسرائيل، بدلًا من الدخول في مواجهة مباشرة على جبهات متعددة.

وبحسب المركز، فلدى إيران تاريخ طويل في استخدام “الإرهاب الدولي كأداة سياسية”، وعلى حد زعم التحليل، تصاعدت ما يصفها بـ”عمليات الإرهاب الدولي الإيرانية” في السنوات الأخيرة، كما نفذت عمليات في دول كانت تُعتبر أقل عرضة للهجمات مثل الدول الأوروبية.

ويعتقد التحليل أن إيران قد تلجأ للرد على اغتيال، الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية عبر “هجمات إرهابية” خارج الشرق الأوسط، ويشير ختامًا إلى أن الحل الأنجع بالنسبة لتل أبيب هو الشروع في حملة دبلوماسية وإعلامية لكشف ما يصفه بـ”سلوك إيران الإرهابي” على الصعيد العالمي، بجانب الدعوة إلى تصنيف “فيلق القدس” كمنظمة إرهابية.

فرصة للحكومات.. أفول داعش في غرب إفريقيا

WhatsApp Image 2024 09 10 at 4.06.46 PM 1

سلط تقرير لمعهد دراسات الأمن الإفريقي، الضوء على  تدهور العلاقات بين تنظيم داعش الإرهابي “فرع غرب إفريقيا” والمدنيين في المناطق التي يسيطر عليها، مشيرًا إلى أن الحكومات في المنطقة يمكن أن تستغل هذه الفرصة لإعادة بناء الثقة مع المجتمعات المحلية من جديد.

ولفترة طويلة، حاول تنظيم داعش الإرهابي تقديم نفسه كبديل للحكومات، مع وعود بحماية المدنيين وتوفير الأمن؛ وبعد انفصال ما يسمى بتنظيم ولاية غرب إفريقيا (التابعة لداعش)، عن “بوكو حرام” في 2016، انتقلت الجماعة الإرهابية إلى جزر بحيرة تشاد، واستغلت الموارد الاقتصادية في المنطقة، وشجعت المدنيين على القدوم والعمل تحت سيطرتها مقابل الحماية.

وفي الآونة الأخيرة، بدأت العلاقة بين داعش  والمدنيين في التدهور، مع تصاعد الهجمات على المجتمعات المحلية وعمليات الاختطاف والإعدام، ويرجع ذلك إلى جملة من العوامل ومنها الضغط العسكري من القوات متعددة الجنسيات، والصراع بين داعش وبوكو حرام، بالإضافة إلى نقص الغذاء الذي دفع الجماعة للسماح لمقاتليها بسرقة المدنيين.

يبدو إذن -حسب التقرير- أن الحكومات في المنطقة لديها فرصة للاستفادة من هذا الوضع من خلال تقديم بدائل أفضل للمجتمعات المحلية، مثل تحسين الأمن وتوفير الخدمات الأساسية، وقد يساعد ذلك على تقويض داعش وإضعاف قدرتها على التجنيد وجمع الموارد اللازمة للبقاء.

هجوم كورسك.. هل يقود للتفاوض؟

WhatsApp Image 2024 09 10 at 4.06.47 PM

بحسب تحليل حديث صادر عن مؤسسة راند، يمثل الهجوم الذي شنته أوكرانيا على منطقة كورسك الروسية تقدمًا ملحوظًا، ولكنه ليس تحولًا جذريًّا في مجرى الحرب، حيث يواصل الروس التقدم في منطقة دونباس، بجانب الهجمات الجوية المستمرة.

لذا يرى التحليل أن الحل النهائي لهذا الصراع سيكون عبر التفاوض، وليس من خلال تحقيق انتصار عسكري شامل، لافتًا إلى أن التوغل الأوكراني في كورسك خطوة تعزز موقف أوكرانيا في أي مفاوضات مستقبلية، وعلى أوكرانيا استغلال هذا الزخم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والسعي نحو حل دبلوماسي.

وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، يرفض في البداية أي مفاوضات لكنه أصبح أكثر انفتاحًا على فكرة الحوار.

ويخلص التحليل إلى أن روسيا، التي تعاني أيضًا من تكاليف الحرب الباهظة، قد تكون مضطرة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في وقت قريب، خاصةً أن الحل العسكري أصبح أقل احتمالاً، وكلما تأخرت أوكرانيا في استغلال هذا الموقف الميداني للتفاوض قد يضعف ذلك من موقفها مستقبلاً.

روسيا والصين.. مصالح مشتركة وتكامل استراتيجي

WhatsApp Image 2024 09 10 at 4.06.48 PM

حسب تقرير صادر عن مركز كارنيجي للسلام الدولي، تستند العلاقة بين روسيا والصين إلى 4 عوامل رئيسية تدعم شراكتهما الاستراتيجية، بدايةً من العداء المشترك تجاه أمريكا، والسبب الثاني الأولويات الجيوسياسية المتكاملة؛ إذ تركز روسيا على تعزيز نفوذها في أوروبا، بينما تسعى الصين للهيمنة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ما يساهم في تعزيز مصالح كل منهما دون تعارض.

والسبب الثالث، هو التوافق في السياسات الداخلية في الحكم، والرابع التكامل الاقتصادي، حيث تستفيد الصين من الموارد الطبيعية الروسية، فيما تدعم الصناعات الصينية التقدم التكنولوجي والعسكري الروسي.

تستفيد الصين من الحرب في أوكرانيا لتوجيه موارد وتركيز الولايات المتحدة بعيدًا عن نطاقها الإقليمي لكنها تحاول الحفاظ على “حياد ظاهري”، ومن ناحية أخرى، تستفيد روسيا من التوترات في آسيا والمحيط الهادئ التي تشغل الولايات المتحدة عن اهتمامها بأوروبا.

في حال اندلاع نزاع بين الولايات المتحدة والصين، من المتوقع أن تتجنب روسيا، المشاركة المباشرة، لكنها قد تقدم دعمًا غير مباشرًا للصين، في مجالات الطاقة والدفاع والاستخبارات.

سياسة ترامب الخارجية.. كيف ستكون؟

WhatsApp Image 2024 09 10 at 4.06.48 PM 1

يتناول تحليل لمركز تشاتام هاوس البريطاني سياسة الولايات المتحدة  المحتملة، دوليًّا ومحليًّا، حال فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، الذي حوّل حزبه من كيان يعبر عن “قيم تقليدية” إلى “حركة شعبوية”، كما يجسد ترامب تحولًا نحو نهج أكثر “انعزالية”.

فيما يتعلق بحرب روسيا وأوكرانيا، يشير التحليل إلى أن ترامب سيحاول إبرام صفقة سريعًا بين موسكو وكييف، لكن حال فشلها، قد يضطر إلى زيادة الدعم لأوكرانيا بغض النظر عن مزاعمه في هذا الصدد، خاصةً وأن أكثر من 85% من الأمريكيين باتوا ينظرون إلى الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين كـ”عدو”، وقد يأتي زيادة الدعم أيضًا بهدف إرغام الروس على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

ويتوقع التحليل أن يضغط ترامب على الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي، ويشير إلى أن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي قد تشهد توترًا بسبب احتمالات فرض رسوم جمركية من جانب إدارة ترامب.

فيما يخص الصين، يتوقع التحليل أن يواصل ترامب اتخاذ مواقف صارمة تجاه الصين خاصة اقتصاديًّا وتجاريًّا، أما بالنسبة للشرق الأوسط، فقد تؤدي عودة ترامب إلى البيت الأبيض لمزيدٍ من التوترات، وقد يتصاعد النزاع مع إيران، كما سيفاقم دعمه لإسرائيل من تعقيد الأمور في المنطقة.

أوروبا بحاجة لتطوير قواتها البحرية

WhatsApp Image 2024 09 10 at 4.06.50 PM

بحسب تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)  تواجه أوروبا تحديات متزايدة في حماية البنية التحتية البحرية، ما يُحتِّم إجراء تحديثات للقوات البحرية التابعة للجيوش الأوروبية.

غير أنّ البحريات الأوروبية تجد صعوبة في تحديث قدراتها لمواكبة التهديدات المتزايدة؛ بسبب تأخيرات الموردين والمشكلات التقنية والنقص في الكوادر المؤهلة،كما تراجعت أعداد سفن الاستطلاع والمراقبة في أوروبا بشكل ملحوظ، وكشفت الهجمات على خطوط أنابيب الغاز عن هشاشة تأمين البنية التحتية البحرية في أوروبا.

تجاوبًا مع ذلك، يزيد حلف شمال الأطلسي (الناتو) من دورياته البحرية، وتعمل دول أوروبية على تعزيز التعاون فيما بينها، ورغم الجهود المبذولة، فإن جهود تضمين التكنولوجيا في أسلحة القوات البحرية لم تصل لمرحلة النضج بعد، لذلك يشدد التحليل ختامًا على ضرورة  سعى الدول الأوروبية إلى تحسين قدراتها من خلال تسريع إدخال التكنولوجيا الجديدة وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.

ربما يعجبك أيضا