مناظرة ترامب وهاريس.. مرشحان «بلا رؤية» للسياسة الخارجية

محمد النحاس
هاريس-ترامب

تحدث المرشحان كثيرًا في السياسة الخارجية، ومع ذلك لم تضح رؤية أيًّا منهما، فقد ركزا على شن هجمات على بعضهما البعض دون تقديم إجابات جادة


بعد مناظرة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس جو بايدن، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بدا واضحًا أن المرشحين يفتقران لرؤية متماسكة في السياسة الخارجية.

واختار المرشحان استخدام لغة مبهمة وتوجيه اتهامات لبعضهما البعض، ما جعل النقاش حول القضايا الهامة مثل حربي أوكرانيا وغزة غير متماسك تمامًا، كما بدا الحديث عن القضايا الداخلية المهمة للناخب الأمريكي هامشيًّا مقارنةً بالمساحة التي وجهت للسياسة الخارجية والتي لم تسفر هي الأخرى عن نتيجة واضحة.

غزة.. ردود غير كافية واتهامات متبادلة

عند سؤال كامالا هاريس عن أكثر من 40,000 قتيل فلسطيني في غزة، أشارت إلى أهمية وقف إطلاق النار والعودة إلى حل الدولتين، مؤكدة في نفس الوقت دعمها الدائم لإسرائيل في حقها بالدفاع عن نفسها، خاصة أمام تهديدات إيران.

لم تتطرق هاريس إلى موضوع تمويل الصراع وما إذا كان يضر بالمصالح الأمريكية، كما لم تنتقد علانية سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حسب مقال نشرته مجلة “ريسبسنبول ستيت كرافت” الأمريكية، الأربعاء 11 سبتمبر 2024.

ترامب يحذر من “زوال إسرائيل”

من جانبه، استغل ترامب المناظرة لمهاجمة هاريس شخصيًا، وادعى أنها “تكره إسرائيل” مشيرًا إلى حادثة سابقة عندما رفضت مقابلة نتنياهو خلال زيارته للكونغرس.

واستخدم لغة شعبوية، مدعيًا أنه إذا أصبحت هاريس رئيسة، “فلن تبقى إسرائيل موجودة خلال سنتين”، وهو تصريح يفتقر إلى أي دليل.

أوكرانيا.. وعود فضفاضة

بالانتقال إلى أوكرانيا، كان لترامب لحظة نادرة من الوضوح حين أشار إلى رغبته في إنهاء الحرب من خلال جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غرفة واحدة.

ومع ذلك، بدا أن فهْمَه لأسباب اندلاع الحرب وكيفية إنهائها محدود ومبني على فكرة أن إدارة بايدن وهاريس “ضعيفة”، متجاهلاً تعقيدات الصراع.

وفي المقابل، بدت هاريس عالقة في سرديات 2022، مؤكدة أن استمرار دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا يهدف إلى منع روسيا من السيطرة على أوروبا بأكملها.

أفغانستان.. تناول سطحي

فيما يتعلق بأفغانستان، اتفق الطرفان على أن الانسحاب كان خطوة جيدة، لكن دون توضيح الأسباب الكامنة وراء ذلك.

انتقدت هاريس ترامب على مفاوضاته مع طالبان، حيث أطلقت سراح 5,000 من مقاتلي الحركة، ترامب من جهته ألقى باللوم على إدارة بايدن في الانسحاب الكارثي عام 2021.

الصين وكوريا الشمالية.. إشارات عابرة

لم يكن هناك ذكر يذكر للصين باستثناء مناقشة موجزة حول التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب ولم يرفعها بايدن.

أما فيما يخص كوريا الشمالية، فقد كانت المناظرة مقتصرة على تبادل الاتهامات، حيث اتهمت هاريس ترامب بالتودد للديكتاتور كيم جونغ أون، في حين رد ترامب بأن الدول “كانت تخاف منه” خلال ولايته.

غياب رؤية “أمريكا أولا

يرى المقال ختامًا أن المناظرة فشلت في تقديم أي رؤية واضحة أو استراتيجية محددة حول السياسة الخارجية للمرشحين، ما يترك الناخب الأمريكي في حالة من الارتباك والحيرة.

ورغم أن التصويت في الانتخابات المقبلة قد يعتمد على قضايا أخرى، إلا أن غياب رؤية واضحة تجاه قضايا مثل حربي غزة وأوكرانيا وتهديدات الدول القوية يجعل ما يُسمى بـ”أمريكا أولاً” مجرد “ادعاءات جوفاء”.

ربما يعجبك أيضا