تراجع النمو السكاني.. هل تقلق إيران من الشيخوخة؟

يقلق النظام الإيراني من تراجع معدلات الإنجاب والخصوبة في ظل ارتفاع أعداد الوفيات والحوادث، ما يهدد بتآكل أعداد الشباب، الذين يمثلون الموارد البشرية بالنسبة للدولة الإيرانية.

وقد كثفت السلطات الإيرانية على مدار سنوات الدعاية للتشجيع للزواج والانجاب من أجل زيادة معدل المواليد، بما يساعد على مواجهة شيخوخة السكان في إيران.

عدد السكان

تحتل إيران المرتبة الـ17 في قائمة دول العالم من حيث عدد السكان، حيث تجاوز عدد سكانها 91 مليون نسمة، وفق احصائيات موقع “وورلد ميترز” العالمي.

وكان المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، قد شدد على ضرورة إزالة الحواجز التي تحول دون الإنجاب، في اجتماعه مع وزراء الحكومة الجديدة في 27 أغسطس الماضي.

مواطنون إيرانيون

شيخوخة المجتمع

أشار وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندی، أن المجتمع الإيراني يتجه نحو الشيخوخة خلال الـ10 سنوات الماضية، وأنه في السنوات القادمة، سيتم اعتبار معظم سكان البلاد من السكان المسنين، وسوف يسبب هذا الموضوع مشاكل للبلاد.

وحسبما نقلت وكالة ايسنا، أمس الثلاثاء 10 سبتمبر، أكد ظفرقندي، أن قضية الشباب السكاني هي قضية وطنية وبحاجة إليها وأشار إلى أن مستقبل البلاد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي على المحك، فالقضية هي السكان وشبابهم.

والمقصود بشيخوخة المجتمع أن عدد المواليد لا يتناسب مع عدد الشباب الحالي، ما يزيد من فرصة شيخوخة المجتمع، بأن يصبح شباب اليوم عجائز الغد دون تجديد لأعداد الشباب.

تشجيع الأسر على الإنجاب في إيران

تراجع الزوج وزيادة الوفيات

حسب تصريحات وزير الصحة الإيراني، فإن ارتفاع مستوى الوفيات يهدد بتآكل عدد سكان إيران ويعزز من شيخوخة السكان، إذ انخفض معدل النمو السكاني إلى أقل من 1%، بينما يموت حوالي 20 ألف شخص من سكان إيران في حوادث الطرق كل عام، وهو ما يعتبر من القضايا التي تضر سكان البلاد.

وحسب تقرير صحيفة آرمان امروز، أمس الثلاثاء 10 سبتمبر، يشير محمد رئيس زاده، رئيس النظام الصحي في إيران، إلى أن الدولة تولي اهتمامًا خاصًا بمسألة زيادة معدلات الانجاب، ولذلك تشجع على الزواج والولادة الطبيعية من أجل رفع معدلات الإنجاب.

وقد صرح رئيس مؤسسة البحوث الديموغرافية، محمد جواد محمودي، 3 سبتمبر الجاري، أن متوسط سن الزواج العام الماضي، 24 عاما للإناث، و28 عاما للذكور.

وأشار إلى أن معدل الزواج السنوي قد انخفض إلى 6% منذ عام 2011، وذلك لأسباب تتعلق بالغلاء وفرص العمل والإسكان والهجرة للخارج وارتفاع معدلات الطلاق.

المشكلات الاقتصادية والشباب في إيران

تغيير ديموغرافي

في ظل تراجع النمو السكاني، تخشى السلطات في إيران من حدوث تغيير ديموغرافي في بعض المناطق السكانية التي يتركز فيها وجود المهاجرين الأجانب.

فقد كشف عضو لجنة الشؤون المحلية في البرلمان، أبو الفضل أبو ترابي، أن هناك حوالي 7 مليون مهاجر في إيران، أغلبهم من الأفغان.

وحسبما نقلت وكالة تسنيم، اليوم الأربعاء 11 سبتمبر، فإن هناك 21 مليار دولار عبارة عن إعانات خفية للمهاجرين الأجانب في إيران، وهو ما يعزز من بقائهم ويهدد بتحولات ديموغرافية في ظل إنجاب أبنائهم على أرض المهجر.