الصراع مستمر.. نجاحات روسيا في الشرق تواجه صمودًا أوكرانيًا

محمد النحاس
الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك

لم تحقق روسيا في أوكرانيا خلال الأشهر الأخيرة سوى بعض النجاحات المتواضعة.. فما أبعاد ذلك؟


بالنسبة للقوات الروسية، يعتبر التقدم نحو “بوكروفسك” هو الجزء الأكثر نجاحًا خلال هجومها الصيفي على منطقة دونباس الأوكرانية.

رغم أن روسيا شنت هجمات على معظم خط التماس شرقًا، إلا أنها لم تحقق سوى مكاسب طفيفة بعد أشهر من القتال العنيف، فأين وصلت العمليات الميدانية بين الجانبين؟ وكيف يبدو شكل الجبهة في الوقت الحالي؟ وما مقدار التقدم الذي حققه الروس؟

تقدم بطيء ومُكلف

بدايةً فإن الهجوم المستمر منذ عام على بلدة “تشاسيف يار” التي تقع على تلة استراتيجية لم تحقق القوات الروسية فيه  سوى تقدم طفيف للغاية، نحو ثلاثة أميال فقط.

ورغم هذا النجاح النسبي حول بوكروفسك، إلا أن الهجوم الروسي الشامل في دونباس كان بطيئًا ومكلفًا، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، نشرته الأربعاء 11 سبتمبر 2024.

وفي حين أحرزت القوات الروسية تقدماً بالفعل، لكن هذا التقدم جاء على حساب خسائر مادية وبشرية كبيرة، مع تحقيق مكاسب تدريجية فقط في بعض المناطق الأخرى.

التقدم الأوكراني في كورسك

في الوقت نفسه، نفذت أوكرانيا هجومًا مفاجئًا في منطقة كورسك داخل روسيا خلال شهر أغسطس، في محاولة لتشتيت القوات الروسية وإجبار موسكو على تحويل بعض من قواتها من دونباس لمواجهة التقدم الأوكراني.

ومع ذلك، لم يثمر هذا الهجوم عن النتيجة المرجوة، حيث لم تقم روسيا بنقل قوات كبيرة من الجبهة الشرقية، وما زالت القوات الروسية تواصل تقدمها نحو الشرق.

تأثير الأمطار على سير المعركة

مع اقتراب فصل الخريف، من المتوقع أن تؤدي الأمطار الغزيرة إلى تقليل الحركة على كلا الجانبين؛ فبمجرد أن تتحول الطرق غير المعبدة إلى مسارات موحلة، تصبح شبه مستحيلة المرور أمام المركبات الثقيلة.

قد يتسبب ذلك في تباطؤ العمليات الهجومية لكلا الجانبين، مما يمنح القوات الأوكرانية فرصة لالتقاط الأنفاس وتعزيز دفاعاتها حول بوكروفسك.

أيام حاسمة

وفق التقرير، فإن المعركة حول بوكروفسك حاسمة في مستقبل منطقة دونباس ككل، وفي حال نجاح الروس في السيطرة على المدينة، سيكون بإمكان موسكو قطع خطوط الإمداد الأوكرانية وتعزيز قبضتها على المنطقة.

ومع ذلك، تظل القوات الأوكرانية مقاومة بشدة، وتحاول استغلال التحصينات والخنادق للدفاع عن المدينة، لذلك فإن الأيام القادمة قد تكون حاسمة مع اقتراب فصل الخريف وما سيفرضه من تحديات لوجستية على القوات المقاتلة.

ربما يعجبك أيضا