تعاون استراتيجي واقتصادي.. أهداف زيارة لي تشيانج للإمارات

إسراء عبدالمطلب
رئيس دولة الإمارات يلتقي رئيس مجلس الدولة الصيني في أبوظبي

شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة زيارة رسمية رفيعة المستوى من رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانج.

وتناولت المباحثات الثنائية بين الإمارات والصين سبل تعزيز التعاون والعمل المشترك لدعم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، إذ تأتي هذه اللقاءات في إطار العلاقات المتينة والممتدة بين الإمارات والصين التي تعود إلى 4 عقود، وسط تطلعات مشتركة نحو تعزيز هذه الروابط في المستقبل.

رئيس دولة الإمارات يلتقي رئيس مجلس الدولة الصيني في أبوظبي

رئيس دولة الإمارات يلتقي رئيس مجلس الدولة الصيني في أبوظبي

رئيس مجلس الدولة الصيني في الإمارات

استقبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الخميس 12 سبتمبر 2024، لي تشيانج رئيس مجلس الدولة الصيني، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الإمارات على رأس وفد رفيع المستوى، وناقش الجانبان خلال اللقاء سبل تعزيز التعاون المشترك لدعم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق المزيد من التقدم والازدهار.

وفي تغريدة عبر منصة “إكس”، أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن سعادته بلقاء لي تشيانج في أبوظبي، قائلاً: “سعدت اليوم بلقاء لي تشيانج رئيس مجلس الدولة الصيني، في أبوظبي، بحثنا سبل تعزيز العمل المشترك لدعم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين بلدينا، علاقاتنا المثمرة ممتدة على مدى أربعة عقود، ودولة الإمارات ملتزمة بتعزيز هذه العلاقات خلال العقود المقبلة، بما يحقق المزيد من التقدم والازدهار لشعبينا”.

الشيخ محمد بن راشد يستقبل رئيس مجلس الدولة الصيني

الشيخ محمد بن راشد يستقبل رئيس مجلس الدولة الصيني

تعزيز علاقات الصداقة والتعاون

من جانب آخر، استقبل نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لي تشيانج والوفد المرافق له، حيث رحب بزيارتهم وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين الصديقين.

وشهد قصر الوطن في أبوظبي مراسم استقبال رسمية لرئيس مجلس الدولة الصيني، حيث تم عزف السلام الوطني لجمهورية الصين الشعبية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية، وتؤكد هذه اللقاءات على أهمية الشراكة بين الإمارات والصين، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما يخدم تطلعات البلدين وشعبيهما.

شراكة استراتيجية وتبادل تجاري متزايد

تعكس العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والصين تعاونًا وتنسيقًا مشتركًا على جميع الأصعدة، وهو ما يتجلى في تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين بحوالي 800 مرة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، ويستهدف البلدان الوصول إلى 200 مليار دولار في حجم التبادل التجاري بحلول عام 2030.

ووقع البلدان أكثر من 148 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مختلف المجالات. وبلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الصين في العام الماضي نحو 296 مليار درهم (81 مليار دولار)، محققاً نسبة نمو بلغت 4.2% مقارنة بعام 2022. بذلك، حافظت الصين على موقعها كالشريك التجاري الأول لدولة الإمارات في تجارتها غير النفطية لعام 2023، مستحوذة على 12% من هذه التجارة.

التدفقات الاستثمارية بين الإمارات والصين

بين عامي 2003 و2023، بلغت التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الصين نحو 11.9 مليار دولار، شملت قطاعات متنوعة مثل الاتصالات، والطاقة المتجددة، والنقل والتخزين، والفنادق والسياحة، والمطاط. في المقابل، بلغت التدفقات الاستثمارية الصينية إلى الإمارات 7.7 مليار دولار خلال الفترة ذاتها.

إلى جانب الصين، تحظى العلاقات بين الإمارات وهونج كونج بأهمية خاصة، فهونج كونج، باعتبارها منطقة إدارية خاصة في الصين، تلعب دورًا حيويًا في مبادرة الحزام والطريق، ولها علاقة مميزة مع الإمارات خاصة في مجالات التجارة، التمويل، والخدمات اللوجستية.

وبلغ إجمالي تجارة الإمارات غير النفطية مع هونج كونج 12 مليار دولار في عام 2022، محققاً نمواً يقارب 50% خلال العقد الماضي. كما بلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر من هونج كونج في الإمارات 2.1 مليار دولار، تركز بشكل رئيسي في قطاعات تجارة التجزئة والسيارات بنسبة 73%، والتصنيع 19%، والنقل والتخزين 5%.

بوابة الشركات الإماراتية إلى السوق الآسيوية

تعمل هونج كونج كبوابة للشركات الإماراتية للوصول إلى السوق الصينية وأجزاء أخرى من آسيا، كما تعد كل من الإمارات وهونج كونج مراكز مالية رئيسية، حيث يشهد التعاون بينهما نموًا ملحوظًا في مجالات الخدمات المصرفية، التأمين، وأسواق رأس المال.

وفي مجال الخدمات اللوجستية والنقل، تكمل البنية التحتية اللوجستية ذات المستوى العالمي في هونج كونج الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات، مما يعزز من الشراكة بينهما في التجارة الإقليمية والعالمية.

ربما يعجبك أيضا