«تداعيات انسحاب الفلبين» بعد المواجهات في بحر الصين الجنوبي

«انسحاب الفلبين من شعاب سبينا» اختبار لتهدئة التوترات مع الصين

شروق صبري
انسحاب الفليبين من بحر الصين الجنوبي

انسحاب الفلبين من شعاب سبينا بعد مواجهة مع الصين يختبر استعداد بكين لتهدئة التوترات وتجنب تصعيد الخلافات.


في ظل التوترات المتصاعدة في بحر الصين الجنوبي، سحبت الفلبين مؤخرًا إحدى سفن خفر السواحل الخاصة بها من شعاب سبينا المتنازع عليها بعد مواجهة استمرت عدة أشهر مع الصين.

جاء هذا الانسحاب بعد أن تعرضت السفينة “تيريزا ماغبانو”، وهي أكبر سفن خفر السواحل الفلبينية، لحوادث متعددة من السد والاصطدام من خفر السواحل الصيني، ما أدى إلى تدهور حالة الطاقم وتضرر هيكل السفينة. يضع هذا التطور اختبارًا جديدًا لقدرة الصين على تهدئة النزاعات في المنطقة التي تعتبرها جزءًا من سيادتها، رغم  الاعتراضات الدولية.

انسحاب سفينة فلبينية

سحبت الفلبين سفينة خفر السواحل التي كانت تراقب شعاب سبينا المتنازع عليها بعد أشهر من المواجهة مع الصين.

عادت السفينة “تيريزا ماغبانو” وهي أكبر سفينة خفر سواحل تابعة للفلبين إلى الميناء يوم الأحد بعد أن تعرضت للسد والاصطدام المتعمد من قبل خفر السواحل الصيني، مما ترك الطاقم يعاني من الجفاف وسوء التغذية، وفقًا لمسؤولين فلبينيين. وأشارت مانيلا إلى أن السفينة سيتم استبدالها في شعاب سبينا.

اختبار لقدرات الصين

وفق  ما ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، اليوم الأحد 15 سبتمبر 2024، من المتوقع أن يختبر هذا الانسحاب فعالية إجراءات خفر السواحل الصيني وقدرة الصين على تهدئة التوترات مع الفلبين.

وتأتي هذه التطورات في ظل الخلافات المستمرة حول بحر الصين الجنوبي، حيث تطالب الصين بمعظم مياهه، بما في ذلك مناطق تعتبرها القوانين الدولية ضمن الحقوق الاقتصادية الحصرية للفلبين.

تطور النزاع

تحولت شعاب سبينا إلى نقطة اشتعال جديدة بين البلدين بعد أن نشرت الفلبين السفينة “تيريزا ماغبانو” في أبريل 2024 لحمايتها من محاولات الصين الاستيلاء عليها.

وفي يوليو، أرسلت الصين سفينة خفر سواحل أكبر حجمًا لعرقلة جهود مانيلا في إمداد طاقم السفينة الفلبينية، مما أدى إلى تكرار الاصطدامات المتعمدة.

حادثة سكاربورو

أثار انسحاب الفلبين مخاوف من تكرار حادثة شعاب سكاربورو في عام 2012، حيث تمكنت الصين من احتلال الشعاب بعد انسحاب السفن الفلبينية بسبب سوء الأحوال الجوية.

ولا يزال هذا الحدث يُشار إليه كمثال على عدم تدخل الولايات المتحدة لمساعدة حليفتها الفلبين في مواجهة التوسع الصيني في بحر الصين الجنوبي.

حكم دولي لصالح الفلبين

في عام 2016، أصدرت محكمة التحكيم الدولية حكماً يعتبر مطالبات الصين الواسعة في بحر الصين الجنوبي غير قانونية. ووفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، تعد شعاب سبينا جزءًا من الأراضي البحرية التي تتمتع الفلبين بحقوق اقتصادية حصرية عليها كونها تقع ضمن 200 ميل بحري من الساحل الفلبيني.

يأتي الانسحاب بعد مشاورات دبلوماسية ثنائية بين الفلبين والصين حول النزاع، إلا أن مسؤولًا فلبينيًا أكد أن عودة السفينة إلى الميناء لم تكن جزءًا من أي اتفاق مع بكين.

موقف الصين

في المقابل، واصلت الصين تأكيد سيادتها على الشعاب. ووصفت وجود السفينة الفلبينية بأنه “غير قانوني”، مشيرة إلى أن خفر سواحلها سيفرض السيطرة على المنطقة ويواصل “أنشطة إنفاذ القانون” في المياه التي تدعي أنها تابعة لها.

وأعلنت الفلبين، من خلال مجلسها البحري الوطني الجديد، الذي أسسه الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، أنها ستستبدل السفينة المنسحبة بأخرى فورًا. إلا أن البيانات المتاحة من تتبع السفن لم تظهر أي وجود لخفر السواحل الفلبيني في شعاب سبينا بعد مغادرة السفينة “تيريزا ماغبانو”.

أضرار لحقت بالسفينة

قال المتحدث باسم خفر السواحل الفلبيني إن السفينة اضطرت للعودة إلى الميناء بسبب الظروف الجوية السيئة ونقص الإمدادات، بالإضافة إلى الأضرار الهيكلية التي تعرضت لها نتيجة الاصطدام المتعمد من قبل خفر السواحل الصيني.

وأضاف أن السفينة ستخضع لإصلاحات وإعادة تجهيز قبل أن تعود لأداء مهمتها في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا