اللغز الكبير.. هل تستطيع إسرائيل اختراق شبكة السنوار السرية؟

«في قلب الأنفاق».. كيف يصمد قائد حماس أمام ملاحقة إسرائيل؟

شروق صبري
يحي السنوار

يعيش السنوار، تحت حماية نظام اتصالات بسيط ولكنه فعال، يعيق قدرة إسرائيل على الوصول إليه وقتله. فما هو؟


يعتمد يحيى السنوار، قائد حركة حماس، على نظام معقد في الاتصالات يعيق عملية العثور عليه، رغم كل محاولات إسرائيل لاستهدافه منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

هذا النظام المتقن، الذي طوره السنوار أثناء فترة سجنه، يعتمد على تقنيات منخفضة التكنولوجيا مثل الرسائل المكتوبة باليد والرموز، ما يجعله غير مكشوف لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المتقدمة.

الاتصال عبر رسائل مشفرة

أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الثلاثاء 17 سبتمبر 2024، أن السنوار يمتنع بشكل كامل عن استخدام الهواتف المحمولة والرسائل النصية أو أي وسيلة اتصال إلكترونية، ما يجعل من الصعب على الاستخبارات الإسرائيلية تعقب تحركاته.

وفقًا لمصادر الوساطة العربية، تعتمد حركة الاتصالات بين السنوار وأعضاء حماس على رسائل مكتوبة يدويًا يتم نقلها عبر سلسلة من المراسلين الموثوقين، وغالبًا ما تُكتب الرسائل بطريقة مشفرة، بحيث يختلف الرمز المستخدم تبعًا للمستلم أو الظروف.

تحدي الاستخبارات الإسرائيلية

رغم السيطرة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، لم تتمكن إسرائيل حتى الآن من تعقب السنوار، فقد استخدمت إسرائيل سابقًا تقنيات متقدمة لتعقب وقتل قادة آخرين في حماس وحزب الله، مثل اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، والذي قُتل في بيروت بعد اختراق شبكة اتصالات داخلية لحزب الله.

هذا النجاح الإسرائيلي في تصفية قادة آخرين جعل السنوار أكثر حذرًا في تعامله مع وسائل الاتصال، وفقًا لخبراء في الشأن الفلسطيني.

تأثير اغتيالات القادة على السنوار

أدت اغتيالات القادة في حماس، خاصة مقتل العاروري ومحمد ضيف، قائد الجناح العسكري للحركة، إلى زيادة إحساس السنوار بالضعف وتعقيد نظام اتصالاته.

وأصبح السنوار الآن أكثر اعتمادًا على الرسائل الورقية والمراسلين، بعيدًا عن أي وسائل إلكترونية قد تكشف موقعه لإسرائيل.

السرية والتمويه

يعتقد الخبراء أن السنوار يعتمد بشكل رئيس على التقنيات القديمة التي طورتها حماس منذ سنواتها الأولى.

وقد أشار بعض الباحثين إلى أن السنوار ربما يكون قد طور هذا النظام منذ اعتقاله في عام 1988، داخل السجون الإسرائيلية، استخدم السنوار نظامًا لتبادل الرسائل المشفرة بين السجناء باستخدام كرات الخبز المجفف التي يتم رميها من قسم إلى آخر.

تحديات تواجهها إسرائيل

رغم كل جهود إسرائيل في تعقب السنوار، لم تتمكن من تحديد موقعه بدقة، تستخدم إسرائيل أجهزة استخبارات إلكترونية متطورة للتنصت على الاتصالات، ولكن الحذر الشديد للسنوار ونظامه البسيط في التواصل يجعل من الصعب اختراق هذه الشبكة المعقدة.

وحتى مع أنظمة الاتصالات الأرضية التي استخدمتها حماس في الأنفاق، لا زال السنوار ينجو من محاولات تعقبه.

الرسائل المُشفرة

وفقًا لمصادر الوساطة العربية، يبعث السنوار رسائل شكر وتقدير لحلفائه عبر نفس النظام المشفر، ورغم أن هذه الرسائل تصل في الوقت المناسب، إلا أن الوسيطين العرب لاحظوا أن السنوار في بعض الأحيان يتعمد تأخير الرسائل كجزء من استراتيجية التفاوض، مما يترك الغموض بشأن نواياه الحقيقية.

ووفق الصحيفة الأمريكية فإنه مع كل هذا الحرص، يبقى السنوار في خطر دائم، كما يوضح الخبراء في الاستخبارات الإلكترونية، فإن خطأ واحدًا في النظام قد يكلف السنوار حياته.

ربما يعجبك أيضا