بعد 18 عامًا من ظهورها.. حركة الشباب الصومالية لا تزال خطيرة

ما هي عوامل صمود حركة الشباب أمام جهود الجيش الوطني الصومالي؟

بسام عباس

لم تتوقف حركة الشباب الصومالية لحظة عن سفك دماء المدنيين والجنود الصوماليين وقوات حفظ السلام الدولية، منذ نشأتها قبل 18 عامًا.

ويبقى استمرارها طوال هذه السنوات دون توقف محيرًا للمتخصصين، فتقديراتهم تشير إلى أن ما يتراوح من 25% إلى 74% من الجماعات الإرهابية لا تصمد أكثر من عام واحد، وفقًا للمركز الوطني الأمريكي لدراسة الإرهاب.

لا تزال صامدة

قالت مجلة منتدى الدفاع الإفريقي، في تقرير نشرته الخميس 26 سبتمبر 2024، بمناسبة مرور 18 عامًا على نشأة حركة الشباب، إن بعض الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيمَي القاعدة وداعش في إفريقيا صمدت لعدة سنوات، ولكن حركة الشباب لا تزال صامدة أمام الجهود التي يبذلها الجيش الوطني الصومالي وقوات الاتحاد الإفريقي والميليشيات العشائرية المحلية.

وأضافت أن الحركة شنت هجومًا، في 15 سبتمبر، على قاعدة عسكرية في بادوا، وأسفر عن مقتل شخصين بعد إطلاق النار لعدة ساعات، وذكرت مصادر لوكالة أنباء “جاروي أونلاين” الصومالية أن العديد من الجنود نُقلوا مؤخرًا لتعزيز القوات الإقليمية في نزاع على نقطة تفتيش تضم ميليشيات محلية، فيما نُقلت قوات شبه عسكرية من بادوا.

عوامل الصمود

أوضحت المجلة ان المحللين حددوا عدة عوامل وراء صمود الحركة طوال هذه السنين، فهي تزدهر بفضل الضرائب غير القانونية التي تفرضها، والتهريب، وغسيل الأموال، فالعائدات من هذه الأنشطة ساعدتها على التعافي بعد أن مُنيت بخسائر فادحة في ساحة المعركة.

ونقلت المجلة عن أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة النرويجية للعلوم، الدكتور ستيج جارل هانسن، في مقاله على موقع “كونفرسيشن” قوله: “إن حركة الشباب يمكنها أن تفعل ذلك لأن خصومها يقصرون في حماية المناطق المحتلة أو المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بل إنها قادرة على أن تهيمن على المناطق التي تسيطر عليها الدولة وبعثة الاتحاد الإفريقي عسكريًّا”.

علاقة الحركة بالمدنيين

في مقال لهما نشره معهد التنمية الخارجية (ODI)، قال محمد مبارك وأشلي جاكسون إن علاقتها بالمدنيين سرٌ من أسرار صمودها، فتتمتع بتأييد السكان المحللين باستغلال التوترات السياسية والمظالم المحلية وإهمال الحكومة، وأن جزءًا كبيرًا من علاقة حركة الشباب بالمدنيين يعتمد على الظروف المحلية وسياسات العشائر، والحركة تستغل سلطة العرف والانتفاع بها، ما يسمح لها بالسيطرة على السكان.

وأوضحت المجلة أن علاقة الحركة بمختلف العشائر الصومالية عنصر أساسي في بقائها وصمودها، فالحكومة الصومالية حشدت العشائر لمحاربة حركة الشباب، إلا أن الصراعات بين العشائر يمكن أن تعقد مسعاها، إذ يمكن أن تؤدي هذه الصراعات إلى أن يتحالف المواطنون مع حركة الشباب لحمايتهم من الصراعات العشائرية.

ثغرات أمنية

نما حجم الجيش الوطني الصومالي في الـ 15 سنة الماضية ليصل تعداده 19 ألف جندي، وتحسَّن التدريب، وأصبحت معدلات الفرار من الخدمة أقل بكثير من الماضي، لكنه لا يزال يفتقر إلى القدرة على شن هجمات فعالة في عدة مناطق في آن واحد، ما يترك ثغرات أمنية يستغلها الإرهابيون.

وقال ستيج جارل هانسن إن هذا يثير الشكوك في الدعم العسكري الذي يمكن أن يقدمه الجيش الصومالي للولايات الاتحادية التي ترفض مواجهة حركة الشباب بمفردها، لافتًا إلى أن الحكومة حاولت كسب “قلوب وعقول” المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الشباب، ولكنها فشلت، ولم تستطع القوات الصومالية والدولية توفير الأمن في أرجاء البلاد.

وأضاف أنه من الصعب على قوات الأمن طرد حركة الشباب من معاقلها في جوبا السفلى والوسطى، وفي ولاية جنوب غرب الصومال، فالحركة تستغل هذه المناطق لإراحة مقاتليها، وتدريب المقاتلين الجدد، وتنسيق العمليات والجهود الدعائية، لافتًا إلى أنه من المحال دحر الحركة دون الاستيلاء على هذه المناطق.

ربما يعجبك أيضا