حكم على صحفيين يضع نهاية الديمقراطية في هونج كونج

كيف تقمع الأنظمة الاستبدادية الحريات العامة والحركات الديمقراطية؟

بسام عباس
محتجون في هونج كونج ضد الحكم على صحيفة ستاند نيوز

حُكم على صحفيين اثنين مؤيدين للديمقراطية في هونج كونج بالسجن بتهمة ممارسة أنشطة “تحريضية” و”أيديولوجيات غير قانونية”، حيث حكم على رئيس تحرير صحيفة “ستاند نيوز” السابق، تشونج بوي كوين، بالسجن لمدة 21 شهرًا وخليفته، باتريك لام، لمدة 14 شهرًا، بسبب حالته الصحية.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الرجلين هما أول صحفيين يدانان بارتكاب مثل هذه الجرائم في هونج كونج منذ أن سلمت المملكة المتحدة الدولة القومية للحكم الصيني في عام 1997.

نهاية حركة الديمقراطية

قالت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس 26 سبتمبر 2024، إن الحكم في هذه القضية يمثل، من نواحٍ عديدة، نهاية لحركة الديمقراطية في هونج كونج، والتي اكتسبت اهتمامًا دوليًا باحتجاجات حاشدة في 2019، حين حاول النشطاء حماية استثنائية المدينة بموجب سياسة “دولة واحدة ونظامان” التي وضعت بعد إعادة سيادتها إلى بكين عام 1997.

وفي خضم حملة شرسة على الحريات المدنية والحريات السياسية، وُضعت وسائل الإعلام السائدة تحت درجات متفاوتة من سيطرة الحكومة، مثل آبل ديلي وسيتزن نيوز، وكانت صحيفة “ستاند نيوز” إحدى آخر المنافذ الإعلامية المستقلة في هونج كونج التي استمرت في انتقاد الحكومة، إلا أن مكاتبها تعرضت لمداهمة، في 2021، واعتقل تشونج ولام، وتوقفت الصحيفة عن العمل.

وعكست الحملة القمعية التحول الشديد الذي شهدته الصين في عهد الرئيس شي جين بينج، الذي أعاد الحزب الشيوعي الصيني إلى دوره كقوة مهيمنة في جميع جوانب المجتمع، وفي هذا السياق، لم يكن من المرجح أن تنجو هونج كونج كمعقل للحرية النسبية، ولكن لا تزال بعض المواقف المجتمعية الراسخة في هونج كونج تميزها عن الصين.

مشاعر وتطلعات

ذكرت المجلة أن الاحتجاجات في هونج كونج كانت إحدى الحركات المؤيدة للديمقراطية في جميع أنحاء العالم في عامي 2019 و2020، مع وجود مظاهرات حاشدة أيضًا في تايلاند، التي تعلم ناشطوها بشكل مباشر من المحتجين في هونج كونج فيما يتعلق باستراتيجيات التعبئة والتقنيات اللازمة للتعامل مع الغاز المسيل للدموع وغيره من تكتيكات السيطرة التي تستخدمها الشرطة.

وأضافت أن الحركة الأكثر نجاحًا في تايلاند كانت قادرة على دفع حزب مؤيد للديمقراطية إلى النصر في الانتخابات العامة في البلاد العام الماضي، ولكنها لم تتمكن من إزاحة النظام القائم من السلطة، ولكن هذه الحركات فقدت زخمها بسبب الوباء، حيث تمكنت الحكومات من استخدام التدابير الصحية لتبرير الحد من التجمعات وقمع النشاط.

وأوضحت أن احتجاجات 2019 في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كانت بمثابة خلفاء طويلي الأمد للانتفاضات العربية في 2011، ما يؤكد أنه رغم إمكانية قمع هذه الحركات، إلا أن المشاعر والتطلعات التي تحركها أكثر صعوبة وربما من المستحيل إخمادها، ومن المتوقع عودة هذه الحركات في شكلٍ ما، كما حدث مؤخرًا وبنجاح كبير في بنجلاديش.

ربما يعجبك أيضا