الإمارات تواصل إغاثة المنكوبين.. عطاء إنساني غير محدود

إسراء عبدالمطلب

تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا عالميًا رائدًا في تحويل العمل الخيري إلى نهج مستدام يصل تأثيره إلى كافة الشعوب والأمم دون أي تمييز أو تفرقة، وذلك استنادًا إلى المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة التي تكرس روح الإحسان والإخاء.

وفي إطار الالتزام العميق للإمارات بهذه القيم، تتبنى الإمارات منهجًا شاملاً لتعزيز التضامن الدولي والتكافل الإنساني، مستندة إلى المثل الخالدة التي أرسى قواعدها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومستمرة بقيادة حكيمة تعمل على دعم العمل الخيري والإنساني في جميع أنحاء العالم.

الإمارات ونهجها المستدام في العمل الخيري

تتواصل جهود دولة الإمارات في دعم العمل الخيري، حيث أصبح جزءً لا يتجزأ من سياساتها الإنسانية والتنموية، ومنذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971 وحتى منتصف العام الجاري، بلغت المساعدات الخارجية التي قدمتها الإمارات 360 مليار درهم (ما يعادل 98 مليار دولار أمريكي).

وهذه المساعدات كان لها دور بالغ الأثر في التخفيف من معاناة الشعوب الفقيرة، وتقليص تداعيات الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، فضلًا عن دعم عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والسلم الدوليين.

ومن خلال هذه الجهود، تسعى الإمارات إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي ترتبط بشكل وثيق بالعمل الخيري والإنساني، وهو التزام يظهر جليًا في كل المبادرات والأنشطة التي تقوم بها الدولة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

مبادئ الشيخ زايد

لطالما كان العمل الخيري في دولة الإمارات جزءً من إرثها وتاريخها، وبدأ هذا النهج مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي رسخ قيم العطاء والخير والتسامح، وكانت فلسفة الشيخ زايد تقوم على أن العمل الخيري ليس مجرد فعل إنساني، بل هو واجب أخلاقي ومسؤولية تجاه الإنسانية.

واستمر هذا النهج في ظل القيادة الحالية، حيث يحرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على مواصلة تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لجميع الشعوب، دون النظر إلى اختلافاتهم الدينية أو الثقافية أو السياسية.

وتولي القيادة الإماراتية الأولوية للأعمال والمبادرات الخيرية التي تتصدى للكوارث والأزمات والحروب والصراعات، وتحرص على تقديم يد العون والمساعدة لكل من يحتاجها، وتُظهر هذه المساعدات التزام الإمارات بالوقوف إلى جانب المتضررين في أصعب الظروف، وتجسد روح الأخوة الإنسانية التي تتبناها الدولة.

مؤسسة العمل الخيري

تمتلك دولة الإمارات تجربة فريدة في مأسسة العمل الخيري، حيث كانت من أوائل الدول التي بادرت إلى تنظيم هذا المجال من خلال وضع الأطر التشريعية والتنفيذية التي تضمن له المرونة وسرعة الاستجابة، ويتجلى هذا النهج في فتح المجال أمام جميع فئات المجتمع الإماراتي للمشاركة في الأعمال الخيرية من خلال وسائل متعددة، مثل التطوع والتبرع ودفع الزكاة.

وتُشرف العديد من الجهات المانحة والمؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية في الإمارات على إدارة وتنفيذ مختلف المبادرات الخيرية. تركز هذه المؤسسات على تقديم مساعدات إنسانية وتنموية في المجالات والقطاعات ذات الأولوية، مثل الصحة والتعليم والإغاثة، ويتجلى التزام الإمارات بمساعدة المحتاجين من خلال الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الرشيدة لهذه المؤسسات، ما يجعل من الإمارات أحد أبرز المساهمين في العمل الإنساني العالمي.

المبادرات الإنسانية البارزة

شهدت السنوات الماضية إطلاق دولة الإمارات العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية التي هدفت إلى تقديم العون والإغاثة للمتضررين من الأزمات والكوارث في مختلف أنحاء العالم. ومن أبرز هذه المبادرات:

  • حملة “عونك يا يمن” (2015): أطلقت الإمارات هذه الحملة لدعم الشعب اليمني خلال الحرب، حيث قدمت الدولة مساعدات إنسانية واسعة النطاق للأسر المتضررة، ما ساهم في التخفيف من معاناتهم.
  • حملة “لأجلك يا صومال” (2017): كانت هذه الحملة موجهة لدعم الشعب الصومالي الذي كان يعاني من المجاعة والنزاعات المسلحة، حيث قدمت الإمارات مساعدات غذائية وطبية، وساهمت في تحسين ظروف المعيشة.
  • حملة الإمارات لدعم أطفال ونساء الروهينغا (2019): في إطار التزامها بدعم الفئات الأكثر ضعفًا، أطلقت الإمارات هذه الحملة لتقديم الدعم الإنساني لأطفال ونساء الروهينغا الذين عانوا من التهجير والتطهير العرقي.
  • حملة “لنجعل شتاءهم أدفأ” (2022): كانت هذه الحملة موجهة لدعم اللاجئين والنازحين في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث قدمت الإمارات مساعدات شتوية شملت الملابس والبطانيات للمتضررين من البرد القارس.
  • حملة “جسور الخير” (2023): أطلقت الإمارات هذه الحملة لنجدة المتأثرين من الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا، حيث قدمت الدولة مساعدات إغاثية عاجلة للأسر المتضررة.
  • حملة “تراحم من أجل غزة” (2023): تهدف هذه الحملة إلى تقديم الإغاثة الإنسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة المتضرر من الحرب، حيث قدمت الإمارات مساعدات غذائية وطبية لدعم الأسر المتضررة.

دعم الإمارات للبنان:

في ظل الأزمات المتكررة التي يعاني منها الشعب اللبناني، أعلنت دولة الإمارات عن تقديم مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار لدعم لبنان في مواجهة التداعيات الإنسانية الناتجة عن الغارات الإسرائيلية المكثفة.

وتأتي هذه المبادرة تأتي في إطار جهود الإمارات الدائمة لدعم الشعوب المتضررة والتزامها بدعم الدول الشقيقة في الأوقات الصعبة.

المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين:

يؤكد المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين لدولة الإمارات أن المساعدات الإنسانية الخارجية جزء أساسي من التزام الإمارات الأخلاقي تجاه الشعوب الأقل حظًا، وتبرز هذه المبادئ أن المساعدات الإماراتية لا ترتبط بدين أو عرق أو لون، وأنه حتى في حال وجود خلافات سياسية مع أي دولة، فإن ذلك لا يمنع الإمارات من تقديم المساعدات الإنسانية في الأزمات والكوارث. يشمل هذا المبدأ أيضًا حماية الفئات الأكثر ضعفًا، مثل النساء والأطفال وكبار السن، وتوفير احتياجاتهم الأساسية.

ومنذ تأسيسها وحتى اليوم، تواصل دولة الإمارات دورها الريادي في تقديم العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم. من خلال مبادراتها المتنوعة ومساهماتها السخية، أثبتت الإمارات أن العمل الخيري جزء لا يتجزأ من هويتها وقيمها. بتوجيه من قيادتها الرشيدة، تظل الإمارات ملتزمة بمساعدة الشعوب المتضررة ودعم الإنسانية في مواجهة الكوارث والأزمات، مما يجعلها نموذجًا عالميًا يحتذى به في مجال العمل الخيري المستدام.

2024

ربما يعجبك أيضا