السنوار تحت الحماية.. لماذا تراجعت إسرائيل عن اغتياله؟

«السنوار في الأمان» إسرائيل تتردد رغم تحديد موقعه

شروق صبري
يحيى السنوار قائد حماس

الغموض يكتنف مصير يحيى السنوار بعد انقطاع التواصل معه، مع تقارير غير مؤكدة حول تغيير موقعه واحتمائه بالرهائن.


قصفت القوات الإسرائيلية أحد معاقل الأنفاق التابعة لحركة حماس في غزة قبل عدة أسابيع، وجاء هذا القصف في إطار محاولة تحديد موقع قائد الحركة، يحيى السنوار، الذي يُعتقد أنه كان في المنطقة المستهدفة.

ورغم الجهود المكثفة التي بذلتها القوات الإسرائيلية، لم يتم العثور على السنوار أثناء عمليات التفتيش في الأنفاق بعد الغارات الجوية. منذ تلك اللحظة، انقطع التواصل تمامًا معه، ما أدى إلى زيادة التساؤلات حول مصيره.

علامات استفهام حول مصير السنوار

في صورة نشرتها إسرائيل يوم 29 سبتمبر 2024، ظهر رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي أثناء تقييم الوضع الأمني. خلفه تظهر “شجرة القيادات” التي تستهدفها إسرائيل، والتي تشمل قادة من حزب الله في لبنان وقادة من حركة حماس في غزة.

اللافت في الصورة هو وضع علامة استفهام على وجه يحيى السنوار، بينما وُضعت علامة “X” على صور القيادات الذين تم تصفيتهم. تشير هذه الصورة إلى الغموض الذي يحيط بمصير السنوار، إذ أن المعلومات المتوفرة حتى اللحظة لا تؤكد ما إذا كان حيًا أم قُتل. حسب ما نشرت يديعوت أحرنوت الإسرائيلية.

شائعات عن تغيير مكان السنوار

رغم انقطاع التواصل معه، أفادت تقارير إعلامية بأن السنوار قد يكون قد غيّر موقعه داخل غزة بعد اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله.

تشير التقارير إلى أن حماس غيرت دائرة الحماية الخاصة به كإجراء احترازي، إذ يُعتقد أن هذا القرار جاء بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق يعتقد أن السنوار كان يتواجد فيها.

إجراءات احترازية داخل حماس

بعد هذه التطورات، اتخذت قيادة حماس سلسلة من الإجراءات الاحترازية لحماية قيادتها. تم إيقاف الاجتماعات الرسمية داخل لبنان وتقييد الاتصالات الداخلية بين أعضاء الحركة.

بدلاً من التواصل المباشر، اتجهت حماس إلى التراسل النصي فقط، لتجنب احتمالية اعتراض المحادثات أو الكشف عن مواقع القادة الرئيسيين في التنظيم. تأتي هذه التدابير في إطار الحذر الشديد الذي تبديه الحركة في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.

الفرصة الذهبية لاغتيال السنوار وإلغاء العملية

في خضم هذه التطورات، حصلت إسرائيل على ما وصفته بـ”الفرصة الذهبية” لاغتيال يحيى السنوار خلال القتال. هذه الفرصة كانت نتيجة لمعلومة استخباراتية دقيقة قدمت فرصة نادرة لاستهداف قائد حماس في غزة.

ورغم هذه الفرصة، قررت القيادة الإسرائيلية إلغاء العملية. السبب الرئيسي وراء هذا القرار كان وجود رهائن في المنطقة التي يُعتقد أن السنوار كان يختبئ فيها. أثارت هذه المعلومة المخاوف من تعريض حياة الرهائن لخطر كبير في حال تنفيذ الهجوم.

السنوار يختبئ تحت حماية الرهائن

تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن يحيى السنوار، الذي يعتبر أحد أكثر المطلوبين، يختبئ على الأرجح في أنفاق غزة، محاطًا بمجموعة من الرهائن. وفق ما نشرت إسرائيل اليوم الإسرائيلية يوم 29 سبتمبر 2024.

يُعتقد أن السنوار يستخدم وجود هؤلاء الرهائن كدرع لحماية نفسه من أي محاولة اغتيال إسرائيلية مباشرة. ورغم ملاحقته المستمرة منذ بدء الحرب، إلا أن هذه الحماية التي يعتقد أنها مرتبطة بالرهائن حالت دون استهدافه.

علامة استفهام على قائد حماس يحيى السنوار

علامة استفهام على قائد حماس يحيى السنوار

التردد الإسرائيلي في اتخاذ القرار

في مقابلة تلفزيونية سابقة، أشار رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنجبي، إلى أن اكتشاف مكان السنوار بجوار الرهائن يمثل معضلة كبيرة. وفق ما نشرت القناة 12 الإسرائيلية يوم 30 سبتمبر 2024.

وأوضح أن القيادة الإسرائيلية تجد صعوبة بالغة في اتخاذ قرار اغتيال السنوار بسبب الخوف من تعريض حياة الرهائن للخطر. هنجبي أكد أن هذا النوع من القرارات يرافقه تردد شديد، نظراً لما قد يترتب عليه من نتائج مؤلمة على جميع الأطراف.

تصاعد الشكوك حول مصير السنوار

في الأيام الأخيرة، تزايدت التقارير التي تتحدث عن الغموض المحيط بمصير يحيى السنوار. ومنذ انقطاع التواصل معه، لم تتمكن القوات الإسرائيلية من تأكيد مصيره بشكل قاطع.

في صورة نُشرت بعد جلسة تقييم للوضع عُقدت عقب الهجوم على اليمن، ظهرت مجددًا “شجرة القيادات” الإسرائيلية، مع وضع علامة استفهام على صورة السنوار. هذه الصورة لم تكن سوى تأكيد إضافي على حالة الغموض التي ترافق مصيره، حيث لا يوجد دليل يؤكد ما إذا كان على قيد الحياة أو تم تصفيته خلال العمليات الأخيرة.

ربما يعجبك أيضا