لعنة أكتوبر تطارد إسرائيل.. حروب ونكبات بتاريخ دولة الاحتلال

أصبح شهر أكتوبر لعنة بالنسبة لإسرائيل، إذ ارتبط هذا الشهر عبر التاريخ بأحداث مصيرية وحروب أثرت على مستقبل المنطقة.

ومن حرب أكتوبر 1973، التي شهدت أول انتصار عربي حاسم على جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى عمليات المقاومة الفلسطينية التي استهدفت الاحتلال، كان أبرزها “طوفان الأقصى” عام 2023، ليعود شبح إسرائيل ويطاردها من جديد متمثلًا في الصواريخ الإيرانية يوم 1 أكتوبر 2024.

حرب أكتوبر 1973

“لعنة أكتوبر” كما يسميها البعض، لا تزال تطارد إسرائيل وتثير مخاوفها مع كل عام جديد، حيث يجدد المقاومون العرب والفلسطينيون ذكريات الانتصار والتحدي، مستبشرين بقدوم شهر يحمل في طياته آمالًا بهزيمة جديدة للاحتلال.

وفي ظهيرة السادس من أكتوبر عام 1973، شنت القوات المصرية والسورية هجومًا مشتركًا على القوات الإسرائيلية. تمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف الحصين، محققة ما اعتُبر “معجزة عسكرية”، وشكلت الانتصار العربي الوحيد في مواجهة المشروع الإسرائيلي في المنطقة.

“طوفان الأقصى” أكتوبر 2023

في السابع من أكتوبر 2023، أعلن القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، بدء عملية “طوفان الأقصى”، واستهدفت العملية 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة إسرائيلية حول قطاع غزة، بهدف إنهاء الحصار المفروض على القطاع وإفشال مخططات إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية والسيطرة على المسجد الأقصى.

وأسفرت العملية عن مقتل حوالي 1500 إسرائيلي بين جنود ومستوطنيين، وأدت إلى أسر العشرات. في المقابل، ردت إسرائيل بعدوان واسع النطاق على غزة، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال.

القصف الإيراني – أكتوبر 2024

بعد مرور نحو عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يبدو أن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهدافها المعلنة، بل ازدادت تعقيدًا في مواجهة تداعيات الحرب. كلما طالت مدة الصراع، وجدت إسرائيل نفسها تغرق في مأزق القطاع الذي كبّدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

وفي ذكرى الحرب، ومع أول يوم في شهر أكتوبر 2024، جاءت المفاجأة من إيران عبر قصف نحو 200 صاروخ، ما دفع بسكان إسرائيل إلى الملاجئ. وأشار العديد من الإسرائيليين عبر مواقع التواصل إلى أن “شهر أكتوبر هو شهر النكبات لدينا، لم ننسَ بعد السابع من أكتوبر الماضي واليوم حماس وإيران ذكرونا فيه”، في إشارة لعملية إطلاق النار في يافا والقصف الإيراني. ويعتقد العديد من المراقبين أن الرد الإسرائيلي على القصف الإيراني سيقابله موجات صواريخ ومسيرات من العراق ولبنان واليمن وإيران.

العملية الفلسطينية في تل أبيب

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة، نفذ فلسطينيان عملية وسط تل أبيب مساء الثلاثاء 1 أكتوبر 2024، حيث تسللا إلى المدينة وطعنا مستوطنًا قبل الاستيلاء على سلاحه، وأسفرت العملية عن مقتل وإصابة ما يقارب 22 شخصًا.

جاء ذلك بعد تحذيرات أمنية إسرائيلية من عمليات فدائية محتملة، في ظل الضغوط الممارسة على الفلسطينيين وعمليات الاعتقال المتواصلة في الضفة الغربية، وتستمر المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتتصاعد التوترات في لبنان مع حزب الله، بينما يبقى شهر أكتوبر حاضرًا في الذاكرة كرمز لمقاومة الاحتلال وتحقيق انتصارات عربية تاريخية.

2024