التهديد النووي الإيراني.. خطوط إسرائيل الحمراء تقترب

خطر النووي الإيراني.. هل تقترب الضربة الإسرائيلية؟

أحمد عبد الحفيظ

شهدت المنطقة توترات متزايدة خلال العقدين الماضيين بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث ترى إسرائيل في هذا البرنامج تهديدًا وجوديًا لأمنها.

ومع تصاعد الخطاب السياسي بين الطرفين، يطرح السؤال المستمر متى قد تضطر إسرائيل إلى ضرب مفاعلات إيران النووية؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب فهم الدينامكيات السياسية، والعسكرية، والاستراتيجية المحيطة بهذا النزاع.

القلق الإسرائيلي تجاه النووي الإيراني

بحسب تقرير صادر عن صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الخميس 3 أكتوبر 2024، فإنه منذ بدايات تطوير إيران لبرنامجها النووي في التسعينيات، شعرت إسرائيل بقلق متزايد، تظهر القيادة الإسرائيلية أن هذا القلق ينبع من الخشية من امتلاك إيران سلاحًا نوويًا يغير موازين القوى في المنطقة ويهدد وجود إسرائيل.

ورغم المحاولات الدبلوماسية المتعددة، من خلال عقوبات اقتصادية ومفاوضات، إلا أن إسرائيل بقيت متشككة في نوايا إيران الحقيقية، خصوصًا مع تقدم تخصيب اليورانيوم ووصوله إلى مستويات تقترب من القدرة على تصنيع أسلحة نووية.

خطوط إسرائيل الحمراء

حددت إسرائيل على مر السنوات عدة “خطوط حمراء” فيما يتعلق بتقدم البرنامج النووي الإيراني، الخطوط الحمراء تتعلق بعدة نقاط، منها نسبة تخصيب اليورانيوم التي تتجاوز 90%، أو تطوير تقنيات تمكن إيران من تركيب رأس نووي على صواريخ بعيدة المدى. إذا تجاوزت إيران هذه الخطوط، فقد ترى إسرائيل أن الخيار العسكري هو الوسيلة الوحيدة لإيقاف هذا التهديد.

ورغم أن إسرائيل لم تحدد بشكل دقيق متى قد تتخذ خطوة عسكرية ضد إيران، إلا أن كثيرًا من الخبراء يشيرون إلى أن لحظة الضربة قد تكون عندما تقترب إيران من تحقيق قدرات نووية عسكرية قادرة على تهديد إسرائيل بشكل مباشر.

المعوقات والتحديات أمام إسرائيل

رغم أن إسرائيل تمتلك قدرات عسكرية متطورة، بما في ذلك طائرات ذات قدرة عالية على الوصول إلى أهداف بعيدة، إلا أن ضرب المفاعلات النووية الإيرانية ليس بالأمر البسيط، إيران تعلم جيدًا أن مفاعلاتها النووية تعد أهدافاً محتملة، ولهذا وزعتها في عدة مواقع محصنة تحت الأرض، مثل مفاعل “فوردو” الذي يقع على عمق كبير ويصعب تدميره بالأسلحة التقليدية.

علاوة على ذلك، فإن الضربة الإسرائيلية المحتملة قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الصعيد الإقليمي والدولي. إيران لديها وكلاء في عدة دول، مثل حزب الله في لبنان، الذين قد يردون بهجمات على إسرائيل إذا تمت هذه الضربة. كما أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم الصراع الإقليمي وإشعال حرب واسعة النطاق تشمل دولًا أخرى في الشرق الأوسط.

خيارات إسرائيل المتاحة

إسرائيل تدرس باستمرار خياراتها تجاه إيران، وتتراوح هذه الخيارات بين استمرار الضغوط الدبلوماسية وتوسيع التعاون مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة لإيقاف تقدم البرنامج النووي الإيراني من خلال العقوبات والمفاوضات.

ورغم أن الخيار العسكري يبقى مطروحًا على الطاولة، إلا أن إسرائيل قد تفضل هذا الخيار فقط كملاذ أخير، عندما تتأكد من أن الدبلوماسية والعقوبات فشلت في وقف التهديد النووي.

من جهة أخرى، تبقي إسرائيل على خيار القيام بضربات سرية ضد أهداف إيرانية ذات صلة بالبرنامج النووي، وهو ما يُعتقد أنها قامت به عدة مرات في الماضي من خلال اغتيال علماء نوويين أو هجمات سيبرانية مثل فيروس “ستوكسنت” الذي أضر بتطوير أجهزة الطرد المركزي في إيران.

السيناريوهات المستقبلية

المستقبل غير مؤكد بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني وردود فعل إسرائيل عليه. إذا استمر الإيرانيون في توسيع قدراتهم النووية مع المماطلة في المفاوضات، قد تجد إسرائيل نفسها مجبرة على التحرك العسكري.

ومع ذلك، فإن أي ضربة إسرائيلية ستكون محفوفة بالمخاطر وستتطلب تنسيقًا دقيقًا مع حلفائها، خاصة الولايات المتحدة.

في النهاية، تبقى التوترات بين إسرائيل وإيران في تصاعد مستمر، ومع زيادة التقدم في البرنامج النووي الإيراني، قد تصبح الخيارات أمام إسرائيل محدودة أكثر فأكثر، مما يزيد من احتمالية التصعيد العسكري في حال عدم التوصل إلى حلول دبلوماسية.

ربما يعجبك أيضا