زوكربيرج في قلب الجدل.. دور «ميتا» بالسياسة الأمريكية

هل تدفع ميتا ثمن الابتعاد عن ساحة الصراع الانتخابي؟

شروق صبري
مارك زوكربيرج وسط كاملا هاريس ودونالد ترامب

 يسعى مارك زوكربيرج لإبعاد ميتا عن السياسة، وسط جدل حول دورها في الانتخابات الأمريكية المقبلة، مع تخفيض جهود مكافحة المعلومات المضللة وتركيز الشركة على الذكاء الاصطناعي والميتافيرس.


يجد الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، مارك زوكربيرج، نفسه في وسط جدل حاد حول دور شركته في السياسة الأمريكية، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

في ظل محاولاته المتواصلة للابتعاد عن الساحة السياسية، يُثار تساؤل حول ما إذا كان قراره بتقليص دور ميتا في الإشراف على محتوى او الحل الأمثل، أو أنه يعرض شركته لمزيد من الانتقادات.

زوكربيرج  يبتعد عن السياسة

بعد سنوات من الانتقادات التي تعرضت لها ميتا فيما يتعلق بدورها في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 وتورطها في نشر المعلومات المضللة، بات زوكربيرج أكثر حرصًا على إبعاد شركته عن هذه المعارك السياسية.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، أعلن زوكربيرج عن استراتيجيته الجديدة التي تركز على تعزيز مشاريع الذكاء الاصطناعي والميتافيرس. كما صرح بأنه ارتكب “خطأ سياسيًا” في السابق عندما تحمل مسؤولية قضايا لم تكن شركته مسؤولة عنها بشكل مباشر.

تقليص إجراءات حماية الانتخابات

منذ انتخابات 2020، قررت ميتا تقليص بعض المبادرات التي كانت تهدف إلى حماية نزاهة الانتخابات على منصتها. يشعر الخبراء والمسؤولون السابقون بالقلق حيال هذا التراجع، خاصة بعد تسريح آلاف الموظفين في إطار حملة “عام الكفاءة” التي أطلقها زوكربيرج تحت ضغط المستثمرين.

ويشير هؤلاء المستثمرين إلى أن ميتا قد لا تمتلك الآن القدرات المؤسسية اللازمة للتصدي للتهديدات الكبيرة التي قد تواجهها في الانتخابات المقبلة.

الكفاءة والذكاء الاصطناعي:

بينما أثار تقليص فرق العمل المعنية بالانتخابات قلقًا واسعًا، كان لذلك الجانب الإيجابي في تعزيز قيمة أسهم ميتا. ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 68% منذ بداية العام، مما رفع القيمة السوقية لميتا إلى نحو 1.5 تريليون دولار.

بالإضافة إلى ذلك، تجاوزت ثروة زوكربيرج الشخصية 200 مليار دولار، مما يشير إلى نجاح استراتيجياته الاقتصادية على الرغم من الانتقادات المتعلقة بالانتخابات.

نيك كليج يتولى زمام المبادرة:

مع تركيز زوكربيرج المتزايد على المشاريع التكنولوجية المستقبلية، تولى نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق ورئيس الشؤون العالمية في ميتا، نيك كليغ، المسؤولية الأكبر في اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات الانتخابية.

هذا التغيير في القيادة أتاح لزوكربيرج التركيز على طموحاته المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والميتافيرس، ولكن في الوقت نفسه أثار أسئلة حول مدى استعداد ميتا للتعامل مع التدخلات السياسية والانتخابية.

كاملا هاريس و زوكربيرج وترامب

كاملا هاريس و زوكربيرج وترامب

الاتهامات بمحاولة إرضاء ترامب

على الرغم من محاولات زوكربيرج الحفاظ على الحياد السياسي، يتهمه النقاد بالسعي إلى إرضاء الرئيس السابق دونالد ترامب والجمهوريين.

ويُشيرون إلى أن زوكربيرج يسعى لتجنب الهجمات السياسية من خلال تقليص دوره في الإشراف على الانتخابات، وخاصة بعد الانتقادات التي وُجهت إليه من قِبل اليسار خلال أحداث العنف في مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، حيث تم اتهام ميتا بالسماح بنشر روايات مضللة حول نتائج الانتخابات.

الانتقادات الموجهة إلى ميتا

تعرضت ميتا لانتقادات لاذعة بعد قرارها السماح بالإعلانات التي تنكر نتائج انتخابات 2020، وكذلك بعد إغلاق أداة “CrowdTangle” التي كانت تستخدمها المنظمات والباحثون لتحليل انتشار المحتوى المضلل على المنصة.

ويُشير الخبراء إلى أن ميتا قد قلصت جهودها لمكافحة المعلومات المضللة، وهو ما يُثير قلقهم مع اقتراب الانتخابات المقبلة.

استجابة ميتا للانتقادات

في ظل تزايد الانتقادات، أصرت ميتا على أنها لا تزال ملتزمة بحماية نزاهة الانتخابات الأمريكية لعام 2024. وأكدت الشركة أنها تحتفظ بفريق أمني ضخم يتألف من 40,000 موظف يعملون على قضايا السلامة والأمن، وأنها ستقوم بتفعيل مركز عمليات الانتخابات خلال انتخابات نوفمبر المقبل للتعامل مع أي إساءة استخدام في الوقت الفعلي.  كما ستواصل ميتا العمل مع برنامج التحقق المستقل للتصدي للمعلومات المضللة.

رغم الجهود التي يبذلها مارك زوكربيرج للابتعاد عن السياسة وتجنب الانتقادات، لا يزال موقفه وتأثير ميتا في الانتخابات الأمريكية المقبلة محل جدل كبير. وبينما يتزايد تركيزه على الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، يبقى السؤال حول ما إذا كانت ميتا مستعدة للتعامل مع التهديدات الانتخابية المستجدة، وما إذا كان نهج زوكربيرج الجديد سيؤدي إلى حماية الشركة من الهجمات السياسية أم سيزيد من تعقيد الأوضاع.

ربما يعجبك أيضا