من استراحة ملوك لـ صفقة إنقاذ.. الرابحون من مشروع رأس الحكمة

شيماء عزيز
صورة-جوية-لرأس-الحكمة

من استراحة للملوك لأصخم صفقة في تاريخ مصر، والتي أطلق علها الخبراء والمحللون: “صفقة إنقاذ مصر”.. “رأس الحكمة“، منطقة تتبع إداريا لمحافظة مطروح (شمال غرب)، وتعد من الشواهد التاريخية لبوابة مصر الغربية على الساحل الشمالي الغربي للبحر المتوسط، وكانت ميناءً لرسو السفن واستراحة للملوك والرؤساء.

قررت الحكومة المصرية، خلال الأشهر الماضية استغلال الموقع المميز لـ رأس الحكمة، واستثمارها لمساندة اقتصاد البلاد، ووقعت مصر والإمارات عقد تطوير وتنمية مدينة “رأس الحكمة” الجديدة باستثمارات تقدر بنحو 150 مليار دولار، تتضمن 35 مليار دولار استثمارًا أجنبيًا مباشرًا للحكومة المصرية خلال شهرين، منها 11 مليار دولار إسقاط ديون، وينص العقد على أن تحصل مصر على 35% من إجمالي أرباح المشروع.

الفوائد الاقتصادية

من جهته، يرى الدكتور أسامة عبدالخالق أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ “شبكة رؤية الإخبارية“، أن مشروع رأس الحكمة يعتبر من المشاريع التي ستساهم في زيادة السياحة الداخلية والخارجية، حيث يتضمن المشروع إنشاء فنادق ومرافق ترفيهية ومراكز تسوق، ما سيؤدي إلى جذب السياح من مختلف أنحاء العالم.

وتوقع أستاذ الاقتصاد، أن يخلق المشروع آلاف فرص العمل في مجالات البناء والخدمات والسياحة، وسيساهم ذلك في تقليل معدلات البطالة وزيادة دخل الأسر المصرية، إضافة لزيادة العملة الصعبة.

وأضاف، أنه مع زيادة النشاط السياحي، ستتمكن الحكومة من زيادة إيراداتها من الضرائب والرسوم السياحية. هذه الإيرادات ستساعد في تمويل مشاريع التنمية الأخرى وتحسين البنية التحتية.

تأثير رأس الحكمة على الاستثمار الأجنبي في مصر

أوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أن صفقة مشروع رأس الحكمة تعتبر خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز المناخ الاستثماري في مصر، لافتًا إلى أن المشاريع الكبرى، مثل رأس الحكمة، بمثابة مؤشر على استقرار الاقتصاد المصري وجاذبيته. عندما يرى المستثمرون الأجانب مشاريع ضخمة تُنفذ بنجاح، فإن ذلك يعزز ثقتهم في السوق ويشجعهم على الاستثمار.

وأكمل: مع تطوير رأس الحكمة كوجهة سياحية، يتوقع أن يجذب المشروع المزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة، وستدفع الحاجة إلى الفنادق، والمطاعم، والمرافق الترفيهية المستثمرين الأجانب إلى دخول السوق.

ورجح عبدالخالق، أن تؤدي الصفقة إلى فتح آفاق جديدة للشراكات بين الشركات المصرية والأجنبية، مشيرًا إلى أن المستثمرين الأجانب قد يسعون للتعاون مع الشركات المحلية للاستفادة من الخبرات المحلية وتحقيق النجاح في المشروع.

وأردف: مع زيادة الاستثمارات، ستتحسن البنية التحتية في المنطقة، مما يزيد من جاذبية مصر كوجهة للاستثمار، كما أن تحسين الطرق، والمرافق العامة، ووسائل النقل يسهل على المستثمرين الأجانب القيام بأعمالهم.

القطاعات الرابحة من صفقة رأس الحكمة

من جهته يرى الدكتور مصطفى فهمي الخبير الاقتصادي المصري، في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية“، أن صفقة مشروع رأس الحكمة خطوة استراتيجية لها تأثيرات إيجابية على عدة قطاعات اقتصادية في مصر، متوقعًا أن يشهد قطاع البناء والتشييد نشاطًا كبيرًا نتيجة لزيادة المشروعات الإنشائية المتعلقة بمشروع رأس الحكمة، لافتًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى طلب مرتفع على المواد والمعدات والعمالة، ما يعزز من نمو هذا القطاع.

وتابع: مع تطوير رأس الحكمة كوجهة سياحية، سيستفيد قطاع السياحة بشكل كبير، ومن المتوقع أن يزداد عدد الفنادق، والمنتجعات، والمرافق الترفيهية، مما يعزز من جاذبية المنطقة للسياح المحليين والدوليين.

تحسينات

أوضح أن المشروع سيتطلب تحسينات في البنية التحتية للنقل، مثل الطرق والمطارات. سيؤدي هذا إلى زيادة النشاط في قطاع النقل والمواصلات، ما يسهل حركة السياح والبضائع، ومع زيادة الاستثمارات والمشاريع، سيزداد الطلب على الخدمات المالية مثل البنوك، وشركات التأمين، والاستشارات المالية، وستحتاج المشاريع إلى تمويل وخدمات مالية متنوعة.

وتابع الخبير الاقتصادي: سيرتفع الطلب على المنتجات والخدمات نتيجة لزيادة عدد الزوار والمقيمين في المنطقة، ستستفيد شركات البيع بالتجزئة والمطاعم من هذا الطلب المتزايد، مرجحًا أن يشهد قطاع الطاقة استثمارات جديدة في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لدعم المشروعات السياحية والإنشائية، موضحًا أنه مع تزايد الاستثمارات، قد تنشأ فرص جديدة في قطاع التكنولوجيا، حيث يمكن أن تُطبق حلول رقمية لتحسين إدارة المشاريع والخدمات السياحية.

25 مليار دولار سنويًا

يسهم مشروع رأس  الحكمة بشكل كبير في الناتج المحلي للاقتصاد المصري بنحو 25 مليار دولار سنوياً، وسيوفر ما يقرب من 750 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر.

فيما يركز مشروع رأس الحكمة في مراحله الأولى على البنية التحتية السياحية، إذ تمتد المدينة على مساحة 44 كيلومترًا من ساحل البحر الأبيض المتوسط، وعلى بعد أربع ساعات طيران لأكثر من 400 مليون سائح خارجي مع إمكانات ومقومات هائلة للنمو، وفق صحف محلية.

مدن القابضة

ستعمل مجموعة مدن القابضة على استقطاب حصة كبيرة من سوق السياحة في البحر الأبيض المتوسط من خلال تقديم مناطق جذب فريدة وتجارب وفعاليات استثنائية على مدار العام.. ويسهل المطار الدولي وشبكة المواصلات الحديثة بما فيها السكك الحديدية والقطارات وصول سياح من داخل مصر وخارجها.

وتحتضن مدينة رأس الحكمة لدى اكتمالها نحو مليوني نسمة مع أكثر من 40 كيلومترا من المساحات الخضراء وستضم مطاراً دولياً جديداً ومحطة قطارات عالية السرعة ومناطق سكنية ومساحات مكتبية وفندقية ومرافق للتجزئة والترفيه ومرسى عالمياً للقوارب واليخوت ومنطقة حرة خاصة.

ربما يعجبك أيضا