«مترو غزة».. استراتيجية حماس لحرب طويلة الأمد ضد إسرائيل

أنفاق غزة.. سلاح حماس السري للاستعداد لحرب طويلة الأمد

شروق صبري
أنفاق حماس

اعتمدت حماس على استراتيجية أنفاق معقدة لتصنيع الأسلحة محلياً، استعداداً لحرب طويلة الأمد لاستعادة قوتها بعد الصراع.


كشفت السنوات التي سبقت هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2024 على إسرائيل، عن استراتيجية جديدة وضعها قائد الحركة، يحيى السنوار، لتبني نهج يعتمد على الاكتفاء الذاتي.

وفقًا لمسؤولين من حماس تحدثوا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فإن هذه الاستراتيجية كانت جزءًا من خطة طويلة الأمد للهجوم على إسرائيل، والتي تم الإعلان عنها لضيوف السنوار قبل 6 أشهر من وقوع الهجوم.

شبكة أنفاق “مترو غزة”

تعد شبكة الأنفاق التي أطلقت عليها إسرائيل “مترو غزة” واحدة من أهم إنجازات حماس الاستراتيجية. وفق ما نشرت “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024.

تمتد هذه الأنفاق تحت الأرض لمسافة 300 ميل تقريبًا، وهي أطول من مترو مدينة نيويورك، وتمتد بمسافة مماثلة للمسافة بين تل أبيب وجنوب تركيا، وقد كلفت هذه الأنفاق مئات الملايين من الدولارات.

منشآت تصنيع الأسلحة تحت الأرض

استثمرت قيادة حماس في السنوات الأخيرة بشكل كبير في بناء منشآت سرية لتصنيع الأسلحة تحت الأرض، حيث قال غازي حمد، عضو المكتب السياسي لحماس في غزة، إن الحركة نجحت في بناء مصانع للأسلحة لأنها كانت تدرك أن جميع القنوات الأخرى لجلب الأسلحة قد تُغلق في المستقبل. وقد لعبت هذه المنشآت دورًا كبيرًا في تجهيز الحركة لمقاومة طويلة الأمد.

تستخدم شبكة الأنفاق المتطورة لأغراض متعددة، منها تخزين الأسلحة، وتوفير ملاذ آمن للمقاتلين، وتحويل بعض الرهائن الذين تم اختطافهم في هجوم 7 أكتوبر إلى سجون تحت الأرض، بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم الأنفاق كشبكة اتصالات ومستودعات للإمدادات، ونظام طرق لنقل المعدات واللوجستيات.

التمويل الخارجي والتدريبات

رغم أن حماس اعتمدت على تصنيع الأسلحة محليًا، إلا أن الدعم الخارجي استمر بشكل كبير. حصلت الحركة على تمويل ضخم من إيران، بالإضافة إلى تدريبات لأعضائها في إيران ولبنان.

كشف مسؤولون أن بعض مكونات الأسلحة تم تهريبها إلى غزة من الخارج، مثل الأدوات الصناعية والمواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع المتفجرات.

قائد حماس يحيى السنوار

قائد حماس يحيى السنوار

ترسانة حماس

وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن 80% من أسلحة حماس تُصنع الآن محليًا في غزة. وتشتمل هذه الترسانة على صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مثل صاروخ M-75، الذي يعتمد على تصميم إيراني.

كما تعتمد حماس بشكل كبير على صواريخ “القسام” التي طورتها الحركة منذ أكثر من 20 عامًا، والتي تصنع من أنابيب المياه الفولاذية والمواد الكيميائية المتاحة محليًا.

مواجهة تحديات الحرب

رغم تدمير آلاف الأنفاق وقتل حوالي 15 ألفًا من مقاتلي حماس خلال الحرب مع إسرائيل، إلا أن الحركة بدأت بالفعل في التخطيط لاستعادة قوتها بعد انتهاء الصراع. تم تخصيص مبالغ كبيرة من الأموال لإعادة بناء البنية التحتية للحركة، مع استمرار تحدي الضغوط المالية الكبيرة التي يعاني منها سكان غزة.

تشير التقارير إلى أن الشباب الذين فقدوا أسرهم خلال الحرب أصبحوا من السهل تجنيدهم للقتال في صفوف حماس، وقد ساهمت الخسائر التي تكبدها الفلسطينيون في غزة، سواء في الأرواح أو الممتلكات، في زيادة تجنيد المتطوعين الجدد الذين يرغبون في الانتقام.

بناء حماس بعد الحرب

رغم محاولات إسرائيل لتدمير حماس بشكل كامل، إلا أن التخطيط جارٍ بالفعل لعودة الحركة إلى الساحة، كشفت تقارير أن حماس تمكنت من تحويل مبالغ ضخمة من الأموال إلى قنوات سرية لاستعادة قوتها بعد الحرب.

ويُعتقد أن المبالغ المخصصة لهذه العملية تتجاوز مئات الملايين من الدولارات، بما في ذلك الأموال النقدية والعملات الرقمية.

السنوار محاط بالأسرى

على صعيد متصل، أفادت قناة N12 الإسرائيلية أن مصادر قطرية عقدت اجتماعًا مع أقارب المختطفين وأخبرتهم أن قائد حماس يحيى السنوار “توقف عن التواصل عبر الهواتف بسبب الاغتيالات، وهو الآن يتواصل باستخدام الورقة والقلم، مما يزيد من صعوبة التواصل”.

صرحت المصادر القطرية المشاركة في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى لأسر المختطفين بأن قائد حماس يحيى السنوار “اختفى” عنهم، وفق ما تم الإبلاغ عنه صباح اليوم الأحد.

جاءت هذه التصريحات في إطار اجتماع بين أسر المختطفين ومصادر قطرية، حيث أبلغت المصادر الأسر أنهم يقدرون أن السنوار محاط بالأسرى. ومع ذلك، رغم اختفائه، لا توجد معلومات تشير إلى أن السنوار ليس على قيد الحياة.

إعادة رسم الخريطة الإقليمية

في الجيش الإسرائيلي، تم التقييم في الشهر الماضي أن قائد حماس لم يُقتل، وأنه لا يزال حيًا ويؤدي مهامه داخل غزة.

وفقًا للتقديرات، يتخذ السنوار احتياطات عديدة لتجنب الظهور حتى أمام الأشخاص المقربين منه في حماس

ربما يعجبك أيضا