7 أكتوبر.. هل مهدت الطريق لإسرائيل لضرب إيران؟

عملية حماس وتهديد إيران.. هل تصعد إسرائيل المواجهة؟

أحمد عبد الحفيظ
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

عملية 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حركة حماس ضد إسرائيل مثلت لحظة محورية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنها تحمل في طياتها تداعيات أوسع نطاقاً تمتد إلى الساحة الإقليمية.

إحدى أبرز الأسئلة التي تثيرها هذه العملية هي ما إذا كانت قد مهدت الطريق لإسرائيل لضرب إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة، بما في ذلك حزب الله في لبنان والفصائل المدعومة من طهران في العراق وسوريا.

ربط إيران بالهجوم

بحسب صحيفة “مونت كارلو” في تقرير لها اليوم الاثنين 7 أكتوبر 2024 فأنه منذ الهجوم، بدأت إسرائيل وبعض الدوائر الغربية بالتركيز على دور إيران في دعم حماس وبقية الفصائل المسلحة الفلسطينية. رغم أن إيران لم تعلن عن تورط مباشر في التخطيط أو تنفيذ العملية، إلا أنها لطالما كانت تعتبر داعماً أساسياً لحماس وحركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى عن طريق التمويل والتسليح. لذلك، كان من السهل ربط طهران بالتصعيد الأخير، وهو ما منح إسرائيل ذريعة لتوجيه أصابع الاتهام نحو إيران باعتبارها الممول الرئيسي للعنف الذي تواجهه.

إسرائيل كانت دائمًا ترى في إيران أكبر تهديد استراتيجي، نظرًا لطموحاتها النووية ونفوذها الإقليمي المتنامي. ومن هذا المنطلق، قد ترى القيادة الإسرائيلية أن عملية 7 أكتوبر تمثل فرصة سانحة لتوسيع نطاق المواجهة وتوجيه ضربة استباقية إلى إيران وأذرعها في المنطقة، وذلك في إطار استراتيجية إسرائيل الأوسع للتعامل مع التهديد الإيراني.

تحييد التهديدات الإقليمية

بالإضافة إلى إيران، هناك مخاوف إسرائيلية متزايدة من تنامي قدرات حزب الله العسكرية في لبنان، والذي يعتبر الذراع الأقوى لطهران في المنطقة. حزب الله يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ التي يمكن أن تستهدف العمق الإسرائيلي. في ظل هذا التهديد المتصاعد، ترى إسرائيل أن القضاء على نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة هو أمر ضروري لتأمين حدودها، لا سيما بعد أن أظهرت عملية 7 أكتوبر نقاط ضعف في الدفاعات الإسرائيلية.

إسرائيل قد تستغل هذا التوقيت لضرب المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا، التي تعتبر ممرًا حيويًا لإيصال الأسلحة إلى حزب الله والفصائل المدعومة من إيران. بالفعل، نفذت إسرائيل العديد من الغارات الجوية على أهداف إيرانية في سوريا خلال السنوات الماضية، ولكن بعد الهجوم الأخير، قد تتزايد هذه العمليات بوتيرة أعلى وتحت غطاء دولي أكبر.

الدعم الدولي والإقليمي

عملية 7 أكتوبر عززت موقف إسرائيل في المجتمع الدولي، وخاصة مع حلفائها التقليديين مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، التي ترفض تصعيد العنف وتعتبر إيران مصدرًا لعدم الاستقرار في المنطقة.

بعد الهجوم، تمكنت إسرائيل من الحصول على دعم أكبر لمواصلة عملياتها العسكرية ضد التهديدات الإيرانية وأذرعها في المنطقة.

المخاطر المحتملة

على الرغم من الفرصة التي قد يوفرها الهجوم لتمهيد الطريق أمام ضرب إيران وأذرعها، هناك مخاطر كبيرة تترتب على ذلك. أي ضربة عسكرية لإيران قد تؤدي إلى ردود فعل عنيفة من قبل حلفاء طهران في المنطقة، وخاصة حزب الله.

حزب الله يمتلك قدرة كبيرة على استهداف إسرائيل بصواريخ دقيقة قد تفتح جبهة جديدة في الشمال، مما قد يؤدي إلى تصعيد شامل في المنطقة. كما أن استهداف إيران بشكل مباشر قد يدفع الأخيرة إلى تفعيل قدراتها العسكرية واللجوء إلى أساليب غير تقليدية مثل الهجمات السيبرانية أو استهداف المصالح الإسرائيلية والغربية في المنطقة وهو ما حدث مؤخرا.

توترات إقليمية الدولية

عملية 7 أكتوبر قد تكون بالفعل قد فتحت الباب أمام إسرائيل لتوجيه ضربة قوية لإيران وأذرعها، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية. ومع ذلك، تبقى الخيارات أمام إسرائيل محفوفة بالمخاطر، حيث إن أي تصعيد عسكري ضد إيران قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة بأكملها.

بناءً على ذلك، سيظل التحرك الإسرائيلي مرهونًا بحسابات دقيقة، تتراوح بين استغلال الفرصة وتجنب الانزلاق في صراع أوسع لا يمكن التنبؤ بنهايته.

ربما يعجبك أيضا