فيديو| تدعو لاستيطان مناطق بلبنان.. ما هي منظمة عوري تسفون؟

محمد النحاس
تلقين طفل أفكار تدعو لاستيطان لبنان

منظمة “عوري تسفون” المتطرفة كانت تُعتبر حركة هامشية في السياسة الإسرائيلية، إلا أن نفوذها بدأ يتزايد، بفضل دعم غير معلن من شخصيات مؤثرة مثل حغاي بن أرتسي، صهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.. فما هي تلك المجموعة؟ وما أبرز أفكارها؟ وكيف نشأت؟

وانتشر مقطع فيديو لمستوطن إسرائيلي يدعى “عاموس عزاريا”، وهو يلقن طفل أفكارًا تدعو لاستيطان لبنان، من خلال قصة مصممة للأطفال بكتاب ألون ولبنان، وهي تروّج لهذه الأفكار ما أدى لحالة غضب واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي.

عاموس عزاريا، هو ناشط ينتمي إلى منظمة متطرفة تدعى “عوري تسفون” والتي برزت في الآونة الأخيرة كحركىة محورية تقف خلف مشروع استيطاني يسعى إلى إقامة مستوطنات دائمة في جنوب لبنان تدعو هذه الحركة إلى نزوح سكان الجنوب اللبناني إلى مناطق مثل بعلبك.

دعوات متطرفة

يرتكز هذا المشروع على تفسيرات دينية تعتبر أن جنوب لبنان جزء من “أرض إسرائيل الكبرى”، التي تنتمي إلى قبيلتي أشير ونفتالي وفق التوراة، وفي إطار تعزيز هذه الرؤية، أطلقت “عوري تسفون” حملة إعلانية تقول: “هل تحلمون بنصر آخر يترجم إلى منزل كبير بإطلالة على الجبال المغطاة بالثلوج في أرض أجدادنا؟”.


وأضافت الحركة: “نحن على بُعد قرار استراتيجي واحد فقط من تحقيق هذا الحلم، حيث يجب سحق جنوب لبنان وعدم السماح لسكانه بالعودة.”. فما هي هذه الحركة وكيف نشطت؟، بحسب Eurasia Review.

كيف ظهرت المجموعة وما علاقاتها بالحرب؟

منظمة “عوري تسفون” المتطرفة كانت تُعتبر حركة هامشية في السياسة الإسرائيلية، إلا أن نفوذها بدأ يتزايد، بفضل دعم غير معلن من شخصيات مؤثرة مثل حغاي بن أرتسي، صهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو،  وفي 30 يوليو، نفذت إسرائيل عملية اغتيال لأبرز قائد عسكري في حزب الله وهو فؤاد شكر، هذه الخطوة تلقفها متطرفون إسرائيليون واستغلوا هذا الحدث لتجديد الدعوة إلى “استيطان لبنان”.

ومنذ السابع من أكتوبر، يدعو العديد من مسؤولي بلدات الشمال في إسرائيل إلى “تدمير الجنوب اللبناني بالكامل” بالإضافة إلى احتلال بعض المناطق كوسيلة لتحقيق الأمن، وقد انضم عدد من الوزراء وأعضاء الكنيست لهذه الدعوات.

لكن هذه الدعوات أخذت أبعادًا أكثر خطورة مع ظهور مجموعة جديدة تُدعى “عوري تسفون”، والتي تأسست في مارس من العام الحالي، بهدف الدفع نحو إعادة احتلال لبنان، ليس فقط لأغراض عسكرية، بل أيضًا من خلال بناء مستوطنات مدنية إسرائيلية في الجنوب اللبناني.

أبعاد التسمية

اسم المجموعة مستوحى من آية توراتية تعني “استيقظ يا شمال”، وهي تتبنى فكرة أن استيطان جنوب لبنان ضرورة حتمية لضمان أمن إسرائيل الدائم.

وتأسست “عوري تسفون” تخليدًا لذكرى الجندي الإسرائيلي يسرائيل سوكول، الذي قُتل في غزة في يناير الماضي، وفقًا لعائلته، كان يحلم بإقامة مستوطنات إسرائيلية في لبنان.

وبعد مقتله، التقى أفراد عائلته مع مستطونين متطرفين، وبدأوا في مناقشة كيفية تحقيق هذا الحلم، ما أدى إلى تأسيس المجموعة.

نشاط متزايد

المجموعة تسعى لجعل الاستيطان في جنوب لبنان واقعًا ملموسًا، حيث استضافت مؤتمرًا افتراضيًا في يونيو الماضي، حضره مئات الأشخاص وتحدث فيه قادة “أوري تصافون” وخبراء عن “الصلة التاريخية” لليهود بلبنان، والوضع الجيوسياسي في المنطقة، واستراتيجيات إسرائيل على الحدود الشمالية.

حظي المؤتمر بتغطية واسعة في الصحافة الإسرائيلية، مما ساعد على إلقاء الضوء على هذه الحركة التي كانت تعتبر هامشية في البداية.

حضور واقعي

إلى جانب الحضور الرقمي، نظمت المجموعة احتجاجات على الأرض، بما في ذلك مظاهرات خارج كيبوتس ألونيم في شمال إسرائيل، حيث دعا المشاركون إلى استيطان الجنوب اللبناني.

كما قامت المجموعة بتنظيم رحلات إلى جبل ميرون، الذي يوفر إطلالات على لبنان، وكتبوا على منصتهم في تطبيق واتساب: “نظرنا إلى لبنان. بإذن الرب، سنكون هناك قريبًا”.

نمو سريع للحركة المتطرفة

منذ إطلاقها نمت “عوري تسفون” بسرعة، وأصبحت تضم آلاف الأعضاء من مختلف أنحاء إسرائيل، حيث ينشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويقومون بتنظيم فعاليات على الأرض، مثل حملات لتعليق اللافتات المؤيدة للاستيطان في البلدات الشمالية، فضلاً عن تنظيم رحلات استكشافية إلى المناطق القريبة من الحدود اللبنانية.

المجموعة لا تخفي طموحاتها بالتوسع الجغرافي، حيث يعتقد أعضاؤها أن السيطرة على الأراضي اللبنانية هي “ضرورة واقعية” لضمان استقرار الحدود الشمالية لإسرائيل.

كما يعتبرون أن الحدود الحالية بين إسرائيل ولبنان هي “حدود استعمارية سخيفة”، وأن جنوب لبنان يجب أن يكون جزءًا من “أرض إسرائيل التاريخية”.. في إحدى الفعاليات، قام الأعضاء بإرسال منشورات إلى الجانب اللبناني من الحدود تحمل عبارة “احذروا! هذه هي أرض إسرائيل التي تخص اليهود.. عليكم إخلاؤها فورً”.

ربما يعجبك أيضا