خبراء لـ«رؤية»: ثلث إمدادت النفط مهددة بسبب إيران وإسرائيل

شيماء عزيز

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، مما أثار مخاوف كبيرة في الأسواق العالمية، في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، حيث يُشير المحللون إلى أن اتساع هذا الصراع قد يؤثر سلبًا على التجارة العالمية ويزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

ويشير خبراء ومحللون، إلى أن تعرض طهران لهجمات غربية أو إسرائيلية يعرض مضيق هرمز الذي يمر عبره ثلث إمدادات العالم للخطر، وسط توقعات برد إسرائيلي مرتقب على إيران عقب شن الأخيرة غارات جوية على تل أبيب منذ أيام.

توقعات بوصل برميل النفط لـ 100 دولار

يرى المهندس وليد فوزي خبير البترول، في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن أسعار النفط ارتفعت بشكل ملحوظ الأسبوع الماضي، ووصل سعر برميل النفط لأرقام قياسية، لافتًا إلى أن هذا الارتفاع يأتي نتيجة القلق من احتمال تصعيد النزاع في الشرق الأوسط، والذي يُعتبر أحد أكبر مصادر النفط في العالم، وقد أدى هذا الوضع إلى زيادة الطلب على النفط كملاذ آمن، مما ساهم في دفع الأسعار إلى الأعلى.

وتابع خبير البترول: “تتزايد المخاوف من أن أي تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل قد يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز، الذي يُعتبر ممرًا حيويًا لشحنات النفط. يُنقل حوالي 20% من النفط العالمي عبر هذا المضيق، وبالتالي فإن أي تهديد له قد يؤثر بشكل كبير على إمدادات النفط ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار بصورة أكبر”.

وأردف: “علاوة على ذلك، قد تتأثر التجارة العالمية بشكل كبير، فزيادة أسعار النفط تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن والنقل، مما ينعكس على أسعار السلع في الأسواق، كما أن الدول المستوردة للنفط ستواجه تحديات في تلبية احتياجاتها الأساسية، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، متوقعًا وصول سعر البرميل لـ100 دولار في حال ردت إسرائيل على الغارة الإيرانية التي شنتها طهران منذ أيام”.

مخاوف من تدهور قطاع النفط

قال أسامة عبدالخالق، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن الدول الكبرى تسعى إلى تهدئة الأوضاع، حيث دعت الولايات المتحدة إلى الحوار بين الأطراف المعنية لتجنب أي تصعيد. كما أعربت دول أخرى عن قلقها من تأثير النزاع على الأمن الإقليمي والعالمي.

وأوضح أن هناك عدد من التدابير التي يمكن أن تتخذها الدول لتخفيف تأثير ارتفاع أسعار النفط، من أبرزها الاتجاه لمصادر طاقة جديدة، خاصة مع دخول فصل الشتاء، والتقليل من الحاجة للنفط، لأن جميع التوقعات الإقليمية تؤكد رد تل أبيب على الغارة الإيرانية، وحتى هذه اللحظة من المجهول موعد الرد الإسرائيلي.

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن الوضع الإقليمي خلال الفترة المقبلة يشوبه حالة من الضبابية، لذلك يجب على الدول المستهلكة للنفط توجيه استثماراتها في البدائل مثل الاستثمار في الطاقة المتجددة وتعزيز استخدام الطاقة الشمسية والرياح والموارد المتجددة الأخرى، وتطوير تكنولوجيا الطاقة البديلة ودعم الأبحاث في مجال توليد الطاقة البديلة وتقنيات البطاريات.

مستجدات أسبوعية

نشرت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، “أوابك”، المستجدات الأسبوعية بأسواق النفط العالمية، فى ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث سجلت أسعار النفط الخام الآجلة أكبر مكاسب أسبوعية لها في أكثر من عام، بلغت نسبتها حوالي %8.4% لخام برنت، وحوالي 9.1% لخام غرب تكساس الأمريكي.

وأشار التقرير إلى أن أهم العوامل الرئيسة التي ساهمت في ارتفاع أسعار النفط الخام تضمنت تزايد المخاوف بشأن إمكانية اتساع نطاق التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط وتحولها إلى حرب إقليمية، تؤثر سلبًا على الإمدادات وحركة التجارة النفطية من أكبر منطقة منتجة في العالم.

وأشار التقرير أيضًا إلى انخفاض عدد حفارات النفط العاملة في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني على التوالي لتصل إلى 479 حفاره، وهو مؤشر مبكر على إمكانية تراجع الإنتاج المستقبلي.

مخزونات النفط

أما العوامل الأخرى التي حدت من ارتفاع أسعار النفط الخام فتضمنت المخاوف بشأن ضعف الطلب في الصين، كبر مستورد عالمي للنفط، في ظل انكماش نشاط التصنيع للشهر الخامس على التوالي وتباطؤ قطاع الخدمات بشكل حاد.

وتابع التقرير، إعلان المؤسسة الوطنية للنفط في دولة ليبيا عن رفع حالة القوة القاهرة في كافة حقول وموانئ النفط الخام الليبية.

وأضاف التقرير، ارتفاع مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 3.9 مليون برميل لتبلغ 416.9 مليون برميل، تزامنًا مع الزيادة في الإنتاج وصافي الواردات، وتراجع طلب مصافي التكرير إلى أدنى مستوى له منذ شهر أبريل 2024 وكذلك زيادة مخزونات الجازولين الأمريكية بنحو 1.1 مليون برميل، تزامنًا مع تراجع الطلب المحلى إلى حوالي 8.5 مليون بي عقب انتهاء موسم السفر والعطلات الصيفي.

أسعار النفط

أشار التقرير، إلى ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له منذ أغسطس الماضي، بدعم من تقرير الوظائف الأقوى من المتوقع، مما قد يحد من إمكانية قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض كبير في أسعار الفائدة، ويضر بالطلب على النفط.

وسجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا قياسيًا وحققت أكبر مكاسب أسبوعية في أكثر من عام، وسط مخاطر متزايدة من زيادة الصراع والتوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط ،وزادت العقود الآجلة لخام برنت 43 سنتًا أو 0.6 % لتصل إلى 78.05 دولار للبرميل عند التسوية، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 67 سنتًا، أو 0.9 %، لتبلغ 74.38 دولار للبرميل.

وتشير هذه الزيادة في الأسعار إلى التأثير الكبير للأحداث الجيوسياسية، إذ تؤثر التوترات وتوسع الصراع غالبًا في منطقة الشرق الأوسط على إمدادات النفط العالمية.

ربما يعجبك أيضا