مع تزايد الضغوط.. هل تخلى حزب الله عن غزة مقابل الهدنة؟

إسراء عبدالمطلب

تتزايد الضغوط الدولية والإقليمية لإيجاد حل ووقف إطلاق النار في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة جهوداً دبلوماسية حثيثة تهدف إلى التوصل إلى هدنة شاملة بين الأطراف المتصارعة.

وتستمر المناقشات بين الولايات المتحدة ودول عربية وإيران حول وقف إطلاق نار يشمل جميع الجبهات، وسط غياب واضح لإسرائيل عن هذه المحادثات، ومع ذلك، يبقى الموقف في غزة غامضًا دون أي مؤشرات واضحة على قرب التوصل إلى اتفاق.

وقف إطلاق النار

أفادت القناة 12 الإسرائيلية اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024، بأن الولايات المتحدة وعدة دول عربية يناقشون مع إيران إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار يشمل جميع الجبهات بشكل متزامن، ومع ذلك، لم تشارك إسرائيل في هذه المحادثات حتى الآن، وليس هناك موقف واضح من الجانب الإسرائيلي بشأن الأوضاع في غزة.

ونقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤول رفيع في الحكومة الإسرائيلية قوله إن بلاده تتمتع الآن بموقف قوة، ولن توافق على وقف القتال إلا بشروط، أبرزها انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني وتفكيك البنية التحتية العسكرية للحزب على الحدود، بالإضافة إلى فك ارتباط الجبهة اللبنانية عن غزة.

فك الارتباط بغزة

نقلت وكالة أنباء رويترز عن مصدر حكومي لبناني، أن حزب الله مستعد لمناقشة وقف إطلاق نار مع إسرائيل دون ربطه بوقف القتال في غزة، ورغم ذلك، يبقى الموقف الرسمي لحزب الله معلناً التزامه بربط أي هدنة في لبنان بتوقيع اتفاق يشمل غزة، ورغم مقتل الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله في غارة إسرائيلية الشهر الماضي، لا تزال الجماعة تؤكد على موقفها الداعم لغزة.

وفي خطاب بثه التلفزيون اللبناني يوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024، أشار نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، إلى انفصال تدريجي في الموقف بين جبهتي لبنان وغزة، مشددًا على دعمه للجهود التي يبذلها رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، للتوصل إلى هدنة دون وضع شروط مسبقة، قائلًا: “نؤيد الحراك السياسي الذي يقوده بري بهدف وقف إطلاق النار”، وأضاف: “إذا استمر العدو في حربه، فالميدان هو من يحسم”.

ضغوط داخلية وخارجية

وفقًا لمصادر حكومية لبنانية، جاء تحول موقف حزب الله نتيجة عدة ضغوط، بما في ذلك النزوح الجماعي للسكان من مناطقهم الجنوبية والضاحية الجنوبية لبيروت، بالإضافة إلى المعارضة المتزايدة من الأطراف السياسية اللبنانية لتورط حزب الله في الصراع. كما أن تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني دفع الجماعة إلى إعادة تقييم موقفها.

وفي هذا السياق، دعا زعماء لبنانيون من مختلف الطوائف، مثل الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط والسياسي المسيحي، سليمان فرنجية، إلى إنهاء القتال دون ربط مصير لبنان بالصراع في غزة، وقال جنبلاط في تصريح سابق: “لن نربط مصيرنا بمصير غزة”، بينما أكد فرنجية على ضرورة توحيد الصفوف في لبنان ووقف الهجوم الإسرائيلي.

وورغم هذه التحولات، يرى دبلوماسيون أن حزب الله تأخر كثيراً في تفعيل الزخم الدبلوماسي، إذ يبدو أن “المنطق الحاكم” الذي تتبناه إسرائيل أصبح عسكرياً بالدرجة الأولى، وأشار دبلوماسي غربي إلى أن الموقف اللبناني تطور من التركيز الحصري على غزة إلى محاولة حل الأزمة اللبنانية بشكل مستقل، لكن لا توجد مؤشرات واضحة على وقف إطلاق النار في الأفق.

2024

ربما يعجبك أيضا