هآرتس: حرب غزة تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة

إسراء عبدالمطلب

تواجه إسرائيل تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة للحرب المستمرة في قطاع غزة وسوء إدارة السياسات المالية، مما أدى إلى تدهور واضح في ااقتصاد الدولة العبرية.

ورغم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن “النصر الكامل”، إلا أن الحقائق الاقتصادية على الأرض تشير إلى عكس ذلك، حيث تعاني البلاد من ركود اقتصادي طويل الأمد قد يستمر لفترة طويلة، وفق صحيفة “هآرتس”.

ما بين مؤيد ومعارض: هل توقف الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية الحرب على غزة؟ - المرصد

ركود اقتصادي

منذ بداية الحرب، أظهرت التقديرات الرسمية انكماشًا في الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 1.5%، ويرجع هذا الركود إلى عدة عوامل، أبرزها تراجع كبير في الصادرات والاستثمارات، مما أثر بشكل مباشر على الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وبالإضافة إلى ذلك، شهدت إسرائيل تخفيضًا في تصنيفها الائتماني من قبل وكالات التصنيف الكبرى مثل موديز وستاندرد آند بورز وفيتش، بسبب ارتفاع العجز واستمرار الإنفاق الكبير على الحرب.

وتخفيض التصنيف الائتماني جعل من الصعب على إسرائيل اقتراض الأموال بأسعار فائدة مناسبة، ما يؤثر سلبًا على قدرتها على تمويل مشاريع إعادة الإعمار وسد العجز المتزايد في الموازنة، ومن المتوقع أن يبلغ العجز في موازنة عام 2025 أرقامًا قياسية، وفقًا لتقرير الصحيفة، بسبب الإنفاق العسكري والمساعدات الإنسانية اللازمة لإعادة بناء المناطق المتضررة من الحرب، مثل غلاف غزة.

تكاليف الحرب

أحد الجوانب الأكثر تأثيرًا للحرب على الاقتصاد الإسرائيلي هو الزيادة الهائلة في الإنفاق العسكري، حيث تشير التقديرات إلى أن فاتورة الحرب تجاوزت المليارات، مع ارتفاع تكاليف شراء الوقود والمعدات العسكرية. وتُعتبر شركة الكهرباء الإسرائيلية من بين المؤسسات التي تأثرت ماليًا بشكل كبير، حيث أنفقت مئات الملايين من الشواكل على شراء السولار لضمان استمرارية إمدادات الطاقة.

وفيما يتعلق بالاقتصاد العالمي، كانت تأثيرات الحرب على الأسواق محدودة حتى الآن، إلا أن التصعيد مع إيران قد يؤدي إلى تغير جذري في الأوضاع. فاستهداف منشآت النفط الإيرانية من قبل إسرائيل قد يتسبب في توقف نحو 4 ملايين برميل من النفط يوميًا، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًا بمقدار يصل إلى 13 دولارًا للبرميل، كما أن إيران أو حلفاءها مثل جماعة الحوثي قد يهددون منشآت النفط في دول الخليج، أو حتى إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو خمس الإنتاج النفطي العالمي.

نصر مكلِّف

رغم أن نتنياهو قد يسعى لإعلان “النصر الكامل”، إلا أن تقرير “هآرتس” حذر من استمرار التحديات الاقتصادية لفترة طويلة، فيما تتوقع “ستاندرد آند بورز” أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي للفرد في إسرائيل هذا العام بنسبة 0.2%، مما يعكس تدهور مستوى المعيشة، كما أن التضخم المستمر يزيد من الضغط على الأسر الإسرائيلية، مما يجعل من الصعب تحقيق استقرار اقتصادي قريب.

ورغم الحديث عن تحقيق “نصر كامل” في غزة، إلا أن الواقع الاقتصادي لإسرائيل يعكس صورة أكثر تعقيدًا، ومن المرجح أن تستمر التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها البلاد لفترة طويلة، مما يعزز من ضرورة إعادة النظر في السياسات الاقتصادية والاستراتيجية لتجنب تفاقم الأزمة.

2024

ربما يعجبك أيضا