مركز فاروس: موريتانيا وحلف الناتو.. دوافع الشراكة

موريتانيا نقطة ارتكاز للحلف الأطلسي في أفريقيا

يوسف بنده
«الإمارات» للسياسات يبحث حدود الشراكة بين موريتانيا وحلف الناتو

تُمثل موريتانيا نقطة ارتكاز استراتيجية للناتو، بفضل موقعها الجغرافي وأمنها النسبي، مما يعزز دورها كشريك رئيسي في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية.


في الأشهر القليلة الماضية، تزايدت الدلالات بشأن دخول العلاقة بين موريتانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) طورًا جديدًا.

وحسب دراسة لمركز فاروس للاستشارات، تجلَّى هذا التطور بوضوح من خلال سلسلة زيارات رسمية بارزة في مايو 2024.

موريتانيا

علم موريتانيا

الوضع الجيوسياسي

تعد موريتانيا بموقعها الجغرافي الاستراتيجي نقطة التقاء حيوية بين شمال وغرب أفريقيا، مما يعزز أهميتها في المشهد الأمني الإقليمي؛ فبفضل موقعها المحوري بالقرب من المغرب وفي قلب منطقة الساحل، تلعب نواكشوط دورًا أساسيًا في جهود الأمن الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة التي تستحوذ على اهتمام كل من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدول الأفريقية.

ورغم الاضطرابات الأمنية التي تشهدها المنطقة، استطاعت موريتانيا الحفاظ على استقرارها الداخلي، إذ لم تشهد البلاد أي هجمات إرهابية منذ فترة طويلة، الأمر الذي يعزز مكانتها كواحة استقرار في منطقة مليئة بالتحديات.

هذا الاستقرار السياسي تجلى بوضوح في الانتقال السلمي للسلطة بعد انتخابات 2019، حيث تولي الرئيس محمد ولد الغزواني الحكم خلفًا لمحمد ولد عبد العزيز. وقد ساهم هذا المناخ المستقر في جذب اهتمام القوى الغربية، مما أدى إلى تعزيز التعاون العسكري بين الجيش الموريتاني والناتو.

كما أبرمت نواكشوط اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وفي الوقت ذاته، حافظت موريتانيا على سياسة خارجية متوازنة مع مختلف الأطراف الدولية، ما يعزز من مكانتها كركيزة استراتيجية في توازن القوى الكبرى الساعية لتعزيز نفوذها في المنطقة.

في مؤتمر تعزيز السلم.. رئيس موريتانيا يدعو إلى التصدي للعنف

في مؤتمر تعزيز السلم 17 يناير 2023.. رئيس موريتانيا يدعو إلى التصدي للعنف

تحديات أمنية

تأثرت الاستراتيجية العالمية لحلف الناتو بالتحديات الأمنية القادمة من منطقة الشرق الأوسط، التي أصبحت تمثل تهديدًا متزايدًا للأمن الغربي، وقد تجسدت هذه التحديات بشكل واضح في الحرب في غزة والحرب الأوكرانية، حيث أبرزت النزاعات الأخيرة نفوذ القوى الإقليمية وتأثيرها المباشر على الاستقرار العالمي.

ففي الحرب الأوكرانية، لعبت الطائرات المسيّرة الإيرانية دورًا حيويًا في دعم روسيا، ما أثر على الدفاعات الأوكرانية والأهداف الاستراتيجية.

أما في سياق الحرب في غزة، فقد تسببت النزاعات في تهديد مسارات التجارة العالمية والتحكم في موارد الطاقة، عبر الهجمات على السفن في البحر الأحمر. وفي هذا الإطار، تُمثل موريتانيا نقطة ارتكاز استراتيجية للناتو، بفضل موقعها الجغرافي وأمنها النسبي، مما يعزز دورها كشريك رئيس في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية.

للاطلاع على الدراسة كاملةً، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا