خبير يوضح لـ«رؤية» أهداف الاحتلال من استهداف اليونيفيل

أهداف استراتيجية وراء استهداف إسرائيل لقوات اليونيفيل في لبنان

شروق صبري
قوات حفظ السلام في لبنان

تسعى إسرائيل لتغيير دور قوات اليونيفيل في لبنان، وزيادة الضغط على حزب الله، وتعزيز قوتها على الحدود.


أُصيب اثنان من أعضاء بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، يونيفيل، أمس الخميس 10 أكتوبر 2024، بعدما أطلقت دبابة إسرائيلية النار على أحد أبراج المراقبة الخاصة بالبعثة، وفقًا لمصادر أممية.

وتعتبر هذه الحادثة الأشد خطورة التي تتعرض لها القوات الدولية منذ تحذير إسرائيل للبعثة بضرورة الانتقال من المواقع اللبنانية القريبة من منطقة إطلاق صواريخ حزب الله باتجاه شمال إسرائيل.

دعوات أوروبية لمحاسبة إسرائيل

طالب جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بتحمل إسرائيل المسؤولية، مؤكدًا عدم وجود مبرر للهجمات على بعثة الأمم المتحدة. وفق ما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تصريحاته يوم 10 أكتوبر 2024.

وكتب على منصة “إكس”: “لقد تم تجاوز خط آخر بشكل خطير في لبنان، حيث قُصفت القوات الإسرائيلية جنود حفظ السلام في مواقعهم”. كما أدان رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، هذه الهجمات ودعا جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي.

انتهاك للقانون الإنساني الدولي

أصدرت بعثة اليونيفيل بيانًا أشارت فيه إلى أن مقرها والمواقع المحيطة بها تعرضت لـ “قصف متكرر”. وأكدت البعثة أن استهداف جنود حفظ السلام بشكل متعمد يعد انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي تم إقراره عام 2006 لإنهاء الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل.

وذكّرت البعثة جميع الأطراف بالتزاماتهم لضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة واحترام حصانة مبانيها.

تأثير الاشتباكات على بعثة اليونيفيل

تعمل بعثة اليونيفيل في جنوب لبنان منذ عام 1978، وتضم أكثر من 10,000 فرد من الجنود والمدنيين من حوالي 50 دولة. وتكمن مهمتها الرئيسية في مراقبة الحدود بين لبنان وإسرائيل، والمعروفة أيضًا بالخط الأزرق.

وقد تم توسيع تفويض البعثة عام 2006 بعد انتهاء النزاع الأخير بين إسرائيل وحزب الله، المدعوم من إيران. وفي هذا السياق، أوضح جان بيير لاكروا، نائب الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، أن الاشتباكات وضعت قوات حفظ السلام في “خطر جسيم”، مشيرًا إلى أن “أنشطة بعثة اليونيفيل العملياتية قد توقفت تقريبًا منذ 23 سبتمبر، مما حد من قدرتها على المراقبة والإبلاغ”.

طلبات إسرائيلية بالانسحاب

وفقًا لوكالة أنباء رويترز، طلبت القوات الإسرائيلية من حفظة السلام الأسبوع الماضي الاستعداد للانسحاب لأكثر من 5 كيلومترات من الحدود “في أقرب وقت ممكن، لضمان سلامتهم”.

في الوقت نفسه، أرسلت اليونيفيل رسالة للجيش الإسرائيلي تعبر فيها عن قلقها إزاء ممارسات القوات الإسرائيلية التي تضع مركباتها بالقرب من مواقع الأمم المتحدة، مما يعرض سلامة الأفراد للخطر.

في هذا الصدد قال د. أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس في تصريحات خاصة لشبكة “رؤية” الإخبارية، تتعدد الأهداف الإسرائيلية من وراء استهداف قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني.

تغيير توازن القوى

الهدف الأول، الاحتلال يسعى إلى تغيير طبيعة وجود هذه القوات، حيث أعلن عن نيته لتعزيز هذه القوات بقوة دولية. إذ يصور الاحتلال نفسه كقوة رائدة في العالم، مما يعكس عدم احترامه للقوانين الدولية.

الهدف الثاني، هو دفع قوات اليونيفيل للتراجع إلى ما بعد نهر الليطاني، حيث تعرف هذه القوات بوجودها على الخط الأزرق الفاصل وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بين الحدود اللبنانية وإسرائيل. الاحتلال يسعى الآن إلى إزاحة هذه القوات إلى ما بعد نهر الليطاني، الذي يبعد حوالي خمسة كيلومترات عن الحدود اللبنانية الفلسطينية.

انتهاك الاتفاقيات

في تطور غير مسبوق، قامت القوات الإسرائيلية بشن ضربات على قلب بيروت، متجاوزة بذلك الاتفاقيات السابقة التي تمنع استهداف المرافق المدنية، بما في ذلك مطار الطيران المدني.

وهذا يعد خرقًا واضحًا للالتزامات التي قطعتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية، مما يشير إلى غياب أي خطوط حمراء تلزم الاحتلال بالامتثال لها. حسب ما قاله الرقب.

الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس

الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس

التخطيط لعملية اجتياح

يبدو أن الاحتلال يخطط لعملية اجتياح بري للبنان لتحقيق عدة أهداف، منها:

1. تأمين المناطق الحدودية: العمل على تأمين المناطق القريبة من نهر الليطاني.
2. نزع سلاح حزب الله: وضع شرط أساسي لنزع سلاح حزب الله، الذي يعتبره الاحتلال تهديدًا رئيسيًا.
3. تغيير ملامح لبنان: تعزيز قوة الجيش اللبناني ليكون أقوى من أي ميليشيا داخل البلاد، مما يمثل تدخلًا خطيرًا في الشأن الداخلي اللبناني.

عجز المجتمع الدولي

قال الرقب، في ظل عدم اكتراث أو عجز المجتمع الدولي في كبح جماح الاحتلال، قد يتجه الاحتلال نحو اتخاذ المزيد من الإجراءات العدوانية. مضيفا إننا نشهد الآن تصعيدًا مماثلًا لما يحدث في غزة، حيث تسعى إسرائيل للقيام بنفس الدور في لبنان، مما يثير القلق حول مستقبل الاستقرار في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا