إيران وإسرائيل.. اتصالات مع أمريكا لضبط إيقاع الانتقام

إيران في انتظار رد إسرائيلي محسوب

يوسف بنده

سارعت طهران تحركاتها الدبلوماسية على مسارين، الأول: تأكيد التزامها بالشرعية الدولية في حق الرد على أية اعتداء من جانب إسرائيل، والثاني: تأكيد سعيها أيضًا لعدم اتساع دائرة الحرب في المنطقة.


في مهمة وسط النار، تبذل الخارجية الإيرانية جهودًا مكثفة لمنع اتساع دائرة الحرب في المنطقة إذا ما تعرضت لضربة عسكرية إسرائيلية.

ووجه الحرس الثوري الإيراني، ضربة صاروخية داخل إسرائيل، الثلاثاء 1 أكتوبر الماضي، وذلك ردًا على عمليات الاغتيالات المتتالية التي طالت قادة فصائل المقاومة داخل وخارج إيران. ما دفع تل أبيب لإعلان حق الرد على الضربة الإيرانية، وذلك سعيًا منها لاستعادة نظرية الردع التي فقدتها منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.

عيد الغفران

عيد الغفران

توقيت الضربة

تعيش إيران أجواء الحرب النفسية انتظارًا للضربة الإسرائيلية التي قد تطال منشآتها النووية أو النفطية، وسط جهود أمريكية لضبط إيقاع هذه الضربة، بما لا يفتح الباب أمام حرب واسعة، لكن يظل توقيت هذه الضربة مرهون بحسابات إقليمية ودولية.

شبكة “إن بي سي” الإخبارية، نقلت عن مسؤولين أمريكيين، أن إسرائيل قد تقدم على توجيه ضربة إلى داخل إيران بعدما تنتهي من عطلة عيد الغفران.

وحسب تقرير الشبكة الأمريكية، اليوم السبت 12 أكتوبر، فإن تل أبيب تعتزم استهداف منشآت نفطية ومواقع عسكرية إيرانية، وذلك بعد تقليص الفجوات بين واشنطن وتل أبيب عن كيفية الرد على إيران، بعد مكالمة بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، 9 أكتوبر، حسبما كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي.

بايدن ونتنياهو

بايدن ونتنياهو

تأخير الضربة

بينما وسائل إعلام إيرانية، منها صحيفة أبرار، اليوم السبت، قد تناقلت أن هناك اتفاق ضمني بين بايدن ونتنياهو على تأجل هذه الضربة الانتقامية إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، حيث يخشى الديمقراطيون من تأثيرها على مصيرهم في سباق الرئاسة.

وذلك في مقابل الحصول على غطاء أمريكي لفترة زمنية أطول للبقاء في جنوب لبنان للقضاء على وجود حزب الله اللبناني، بجانب إرهاق الجانب الإيراني بمزيد من العقوبات الأمريكية.

أمير سعيد إيرواني

أمير سعيد إيرواني

تحركات إيرانية

سارعت طهران تحركاتها الدبلوماسية على مسارين، الأول: تأكيد التزامها بالشرعية الدولية في حق الرد على أية اعتداء من جانب إسرائيل، والثاني: تأكيد سعيها أيضًا لعدم اتساع دائرة الحرب في المنطقة والتزام بمسار التهدئة ونزع فتيل الحرب ودعمها للتهدئة في غزة ولبنان.

فقد صرح مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أمس الجمعة 11 أكتوبر، أن بلاده لا تسعى إلى الحرب أو تصعيد التوتر في المنطقة، مع ذلك هي على استعداد تام للدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها ضد أي عدوان يهدد مصالحها الحيوية وأمنها، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (ارنا).

أما وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال جولته الإقليمية، وأثناء حواره مع شبكة الجزيرة القطرية، قال: “رغم أننا لا نسعى للحرب أو التصعيد، إلا أننا مستعدون لأي سيناريو. يمكن للإسرائيليين أن يختبروا إرادتنا”.

وفي إشارة إلى جدية التهديدات الإسرائيلية، قال عراقجي: “سنرى كيف سيكون الهجوم، وبناء على ذلك سنحدد طبيعة ردنا بعد التحقيق الدقيق، وتتطلع إسرائيل إلى حرب واسعة النطاق وجر الدول إلى هذه الحرب”، مؤكدًا: “دعمنا لمحور المقاومة في لبنان وفلسطين لن يقتصر على الدعم السياسي والدبلوماسي، وسنقدم لهم كل ما يلزم”.

عراقجي في الدوحة

عراقجي في الدوحة

اتصالات مع أمريكا

في إشارة إلى اتصالات إيرانية أيضًا مع الجانب الأمريكي لضبط إيقاع الرد الإسرائيلي، قال الوزير الإيراني من الدوحة: “القنوات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة مفتوحة من خلال دول أخرى ونتبادل وجهات النظر معها بشكل غير مباشر”.

وقد لعبت الدوحة دورًا سابقًا في نقل رسائل بين واشنطن وطهران بجانب وساطتها في حل أزمة تبادل السجناء بين واشنطن وطهران.

كما عيّن وزير الخارجية الإيراني، محمد رضا رؤوف شيباني، ممثلًا خاصًا له لشؤون غرب آسيا، وذلك لمتابعة اتصالات حلول الدبلوماسية في المنطقة، حيث التقى شيباني بسفراء قطر وروسيا وفرنسا في لبنان، الخميس الماضي 10 أكتوبر. حيث تلعب هذه الدول دورًا فاعلًا في إدارة حل الأزمات الداخلية في لبنان.

ربما يعجبك أيضا