شمال غزة.. هل بدأت إسرائيل تنفيذ «خطة الجنرالات»؟

محمد النحاس
نتنياهو وجالانت

لليوم التاسع، تتواصل العملية العسكرية في شمال غزة، حيث يتحدث شهود عيان عن تدهور الأوضاع الإنسانية وتعرض أحياء كاملة في جباليا للقصف المتواصل، ما أسفر عن تدمير نحو 80% من البنية التحتية، وفق تقديرات محلية.

عمليات القصف تركزت على جباليا وتحديدًا في مناطق السلاطين والصفطاوي، حيث أُبلغ عن نسف عشرات المنازل، بالتزامن مع تقدم القوات البرية ووضع السواتر الترابية على مداخل المنطقة لمنع أي تواصل خارجي مع جباليا، فيما تواصل المسيرات إطلاق النار على أي تحرك داخل المناطق المحاصرة، ما يجعل من الصعب على المدنيين الهروب أو تلقي المساعدات الإنسانية.. فماذا يريد الاحتلال؟

خطة الجنرالات

يرى العديد من الخبراء العسكريين أن التحركات الإسرائيلية تُظهر معالم واضحة لتنفيذ ما يعرف بـ “خطة الجنرالات”، وهي خطة طرحها عدد من الجنرالات الإسرائيليين السابقين بهدف تغيير الوضع الأمني والديموغرافي في شمال غزة بشكل جذري، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في تقرير لها 13 أكتوبر 2024.

هذه الخطة، التي وُضعت على طاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، تقضي بإخلاء كامل للمنطقة من السكان وتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة، حيث يعتبر أي شخص يتواجد فيها “إرهابياً محتملاً”.

تفاصيل الخطة

الخطة تقوم على تهجير كل من يعيش في شمال القطاع خلال فترة زمنية لا تتجاوز أسبوعًا، وفرض حصار محكم يشمل منع دخول أي إمدادات ما يضمن تصفية أي نشاط مقاوم، كما ترمي الخطة إلى إحداث تغييرات ديموغرافية طويلة الأمد، عبر تهجير السكان بشكل دائم من شمال القطاع.

تجدر الإشارة إلى أن “خطة الجنرالات” ليست جديدة، فقد طُرحت لأول مرة في سبتمبر الماضي، حيث اقترحها اللواء المتقاعد جيورا آيلاند ومجموعة من الجنرالات كخطة بديلة عن الهجمات المتكررة التي أثبتت محدودية تأثيرها.

ماذا يقول الخبراء؟

العميد أمير أفيفي، مؤسس منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، يوضح لوكالة أنباء فرانس برس أن العمليات الحالية تهدف إلى تقليص قدرات حماس في المنطقة بشكل كبير.

وزعم أن: “الإخلاء لن يكون إجبارياً بشكل مباشر، لكنه في الواقع يحدث على الأرض، إذ أن القصف المكثف والتهديدات المستمرة يجعلان البقاء في المنطقة أمراً غير ممكن” مشيرًا إلى أنه ومع تقدم القوات، سيتم فرض حصار كامل لضمان عدم وصول أي إمدادات أو مساعدات إنسانية، ما يدفع بالمقاتلين إلى الاستسلام أو الهلاك” وفق تصوره.

أما مدير برنامج في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، عوفر شيلح، يشير إلى أن التحركات الحالية تُظهر تصميماً إسرائيليًّا على تطبيق الخطة، وإن كان ذلك بشكل غير رسمي، مشددًا على أن فرض حصار مطبق على المناطق التي يتم إخلاؤها سيكون الخطوة التالية في العملية، ما يعني تقطيع أوصال الشمال وعزله بشكل كامل.

كيف تتعامل حماس؟

رغم ذلك، يرى خبير عسكري آخر، وهو دانييل بن ديفيد، أن ما يجري حالياً لا يمكن اعتباره تنفيذًا كاملاً لخطة الجنرالات، بل هو نوع من التمهيد، حيث يعتمد الجيش على القصف العشوائي لإحداث حالة من الذعر بين السكان ودفعهم إلى مغادرة المناطق طوعياً، وفقًا لوسائل إعلام عبرية.

ويشير بن ديفيد إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يواجه صعوبات في تطبيق الخطة على الأرض بشكل كامل نظراً للمقاومة التي تبديها حماس وفصائل المقاومة الأخرى.

ربما يعجبك أيضا