التوظيف القائم على الذكاء الاصطناعي ينمو 90% بالإمارات

مصطفى خلف الله

أطلقت وزارة الاقتصاد، تقرير “المواهب التقنية المستقبلية في الإمارات 2024″، وذلك خلال جلسة خاصة ضمن فعاليات ” GITEX x Expand North Star 2024″.

وبحسب بيان اليوم الاثنين 14 أكتوبر 2024، تقدم نسخة هذا العام التي تم إطلاقها بالتعاون بين الوزارة وشركة “Integra Seven” المتخصصة في الاستشارات والبحوث والسياسات العامة وتتخذ من دبي مقرا لها، نظرة شاملة حول تطور مشهد المواهب التقنية في الدولة.

الشركات الناشئة

وذلك بدعم من شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة “دو”، و”Fragomen” وهي شركة عالمية لخدمات الهجرة. حيث يهدف التقرير إلى تعزيز مكانة الدولة باعتبارها مركزا عالميا للمواهب التقنية الرائدة ووجهة عالمية للخبرات المتخصصة ورواد الابتكار التحويلي.

ويستكشف التقرير أبرز الاستراتيجيات التي تتبناها الشركات الكبرى والشركات الناشئة عبر تسعة قطاعات اقتصادية، بما في ذلك: الرعاية الصحية والخدمات المالية واللوجستيات، حيث تعمل هذه الشركات على تعزيز قدراتها التكنولوجية، وتوظيف المواهب محليا ودوليا، للتكيف مع الواقع الجديد، وذلك استنادا إلى الرؤى والاتجاهات التي قدمها تقرير “واقع المواهب التقنية في دبي 2023” الصادر العام الماضي،

وقال جمعة محمد الكيت وكيل الوزارة المساعد لشؤون التجارة الدولية في وزارة الاقتصاد “تؤكد نتائج أحدث تقارير المواهب التقنية المستقبلية في الإمارات أن الدولة تواصل تعزيز مكانتها كوجهة مفضلة لألمع العقول من مختلف أنحاء العالم. وهو ما يدعم مسيرة الدولة في مواصلة بناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، ويساند جهود استحداث صناعات جديدة وتطوير قدرات متقدمة وتصميم آليات مبتكرة لتعزيز القيمة.”

الإبداع والازدهار  

وقال: “ما زالت الجهود متواصلة لترسيخ بيئة أعمال تمكن هذه المواهب من الإبداع والازدهار، عبر مسارات مهنية متميزة ومستويات معيشة راقية في مجتمعات آمنة وبفرص تعلم وتطور نوعية. وفيما أثبتت مواهب التكنولوجيا أنها عامل مهم في تحقيق التنافسية في الاقتصاد العالمي الذي يتطور بسرعة، فإن دولة الإمارات مستمرة في ترسيخ موقعها لتبقى المقصد الأمثل للموهوبين الطموحين الباحثين عن الفرص المتميزة”.

ويكشف التقرير عن قوة التأثير للهوية الوطنية الإعلامية لدولة الإمارات في جذب المواهب المتميزة. حيث يعتقد حوالي 80% من أصحاب العمل أن سمعة الدولة تشكل عاملا حيويا في جذب نخبة المتخصصين في مجال التكنولوجيا. ومن الجدير بالذكر أن أقل من 20% من أصحاب المصلحة ينظرون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة على أنها مجرد موزع للتكنولوجيا، مما يؤكد ذلك تطورها كدولة رائدة عالميا في مجال الابتكار.

توظيف المتخصصين

كما يركز التقرير بشكل رئيسي على الانتشار العالمي لأصحاب المواهب والكفاءات في دولة الإمارات العربية المتحدة، في حين يؤكد ما يقارب النصف (48%) من أصحاب العمل على توافر المواهب المحلية بكثرة، إلا أن أكثر من 95% يواصلون البحث عن مواهب متخصصة من الخارج. كما ويتفق ثلثا أصحاب العمل على أن توظيف المتخصصين أصحاب المستوى العالي، وتحديدا في مجالات مثل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لا يزال يشكل تحديا كبيرا.

ويشير التقرير أيضا إلى أن العديد من المتخصصين الدوليين في التكنولوجيا يواجهون في البداية بعض “المعلومات غير الدقيقة” حول العمل في دولة الإمارات، لكن سرعان ما تتلاشى هذه المفاهيم الخاطئة بمجرد بدء حياتهم المهنية في الدولة.

الأسواق العالمية والمحلية

ومن جانبها، قالت ناتاليا سيشيفا، المدير العام لشركة “Integra Seven”: “تواصل دولة الإمارات جذب الشركات نظرا لارتباطها السلس بالأسواق العالمية والمحلية، وبيئتها الآمنة والمستقرة، واللوائح التجارية الميسرة والملائمة للأعمال. وعلى الرغم من أن الوصول إلى المواهب التكنولوجية يعد أمرا بالغ الأهمية، إلا أنه لم يصبح بعد العامل الأساسي الذي يجذب الشركات إلى المنطقة.

وهذا يدفعنا للتساؤل: كم عدد الشركات العالمية التي ستعمل على تأسيس أعمالها في دولة الإمارات إذا تم تبسيط الوصول إلى المواهب الماهرة، محليا وخارجيا؟”.

التواصل الاجتماعي

وأظهرت نتائج التقرير أن هناك نموا كبيرا في استخدام أدوات التوظيف القائمة على الذكاء الاصطناعي، مع ارتفاع معدلات الاستخدام بنسبة 90% منذ عام 2022، حيث تميل كل من شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة بشكل كبير نحو هذه الحلول والتقنيات المتطورة.

علاوة على ذلك، فقد شهدت الموضوعات المتعلقة بالتوطين اهتماما كبيرا، مع زيادة بنسبة 110% في عدد المرات التي تم ذكر أو تناول هذه الموضوعات لدى أكثر من 50 ألف شركة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التوظيف والمنتديات المخصصة للقطاعات المختلفة، الأمر الذي يؤكد التركيز المستمر على جهود التوطين.

ويقدم التقرير وجهة نظر مغايرة للافتراضات التقليدية حول جذب واستقطاب المواهب، ففي الوقت الذي ينظر فيه إلى الحوافز الحكومية على أنها ذات أولوية قصوى، إلا أن العديد من الشركات في دولة الإمارات تعتبر هذه الحوافز أقل أهمية. ومع ذلك فإن حوالي 30% من أصحاب العمل يفضلون وجود برنامج متخصص يوفر حوافز مباشرة للمواهب الاستثنائية بدلا من الشركات بشكل عام.

ربما يعجبك أيضا