كاتب إيراني: اتفاقية الجزائر أول توتر بين إيران وإسرائيل

اتفاقية الجزائر.. لم ينجر الشاه الإيراني وراء أحلام إسرائيل

يوسف بنده

"الشاه باتفاقه السريع مع العراق، وضع إسرائيل كشريك في المرتبة الثانية، وخطوته هذه بمثابة ذر الملح على الجرح".


كانت إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، ثاني دولة ذات غالبية مسلمة تعترف بإسرائيل باعتبارها دولة ذات سيادة بعد تركيا.

وكانت إيران حليفة لإسرائيل بدافع ارتباط الطرفين بالمعسكر الغربي، ورغبة الشاه الإيراني في الحفاظ على علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل التهديدات التي يواجهها العرش البهلوي من الداخل والخارج.

اتفاقية الجزائر مارس 1975م 1

اتفاقية الجزائر مارس 1975م

اتفاقية الجزائر

استعرض الكاتب السياسي الإيراني، آرش رئيسي نجاد، في مقالة على صحيفة آرمان امروز الإيرانية، اليوم الاثنين 14 أكتوبر 2024، أول توتر في العلاقة بين إيران وإسرائيل.

وكتب الباحث في مركز الشرق الأوسط بجامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، أن توقيع الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، على اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران في 6 مارس عام 1975، وبإشراف رئيس الجزائر آنذاك هواري بومدين، أحدثت زلزالًا في العلاقة بين البلدين.

وأوضح خبير الجغرافيا السياسية، أن هذه الاتفاقية جعلت الجبهة الشرقية أكثر عرضة للخطر بالنسبة لإسرائيل، فبالرغم من أن الإسرائيليين كانوا على علم باتفاق وشيك بين طهران وبغداد، إلا أنهم لم يتوقعوا أن تكون نهاية عملياتهم في كردستان العراق بهذه “الدراماتيكية والمأساوية”. فقد اعتقدوا أن الحرب الكردية ستستمر لفترة أطول

ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين بغضب ومرارة على الاتفاق الجزائري وقال: “الملك باع الأكراد”.

وفي عام 1975 ولغرض إخماد الصراع المسلح للأكراد بقيادة مصطفى البارزاني الذي كان يُدعمه شاه إيران محمد رضا بهلوي، قام العراق بتوقيع اتفاقية الجزائر مع إيران، وتم الاتفاق على نقطة خط القعر كحدود بين الدولتين، ولكن صدام حسين ألغى هذه الاتفاقية يوم 17 سبتمبر عام 1980 بعد سقوط حكم الشاه ووصول الخميني إلى الحكم، الأمر الذي أشعل حرب الخليج الأولى.

اتفاقية الجزائر مارس 1975م 2

اتفاقية الجزائر مارس 1975م

تعرية الجنود الإسرائيليين

ويشير السياسي الإيراني إلى أن الشاه باتفاقه السريع مع العراق، قد وضع إسرائيل كشريك في المرتبة الثانية، وأنه خطوته هذه بمثابة ذر الملح على الجرح.

مضيفًا: “قبل يوم واحد فقط من انسحاب الجنود الإيرانيين، أبلغ ضباط الاستخبارات الإيرانية (سافاك) في “كردستان العراق” الضباط الإسرائيليين بالانسحاب الإيراني المفاجئ. ما عرّض قرار الشاه الضباط الإسرائيليين لخطر الاعتقال من قبل الجيش العراقي.

ولم يكن أمام الضباط الإسرائيليين المتمركزين في شمال العراق، سوى ساعتين للهروب إلى بيرانشهر، في مقاطعة أذربيجان الغربية.

ورغم أن الأكراد العراقيين طلبوا من الإسرائيليين الدعم الجوي وإرسال المساعدات عبر المظلات، إلا أن إسرائيل رفضت ذلك، لأنها كانت تدرك جيداً وحشية المنطق الجيوسياسي، فإن إسرائيل لا تستطيع أن تستمر في تعاونها مع الأكراد العراقيين من دون موافقة إيران”.

اتفاقية الجزائر مارس 1975م 3

اتفاقية الجزائر مارس 1975م

تجنب انتقاد إيران

يضيف الباحث الإيراني في جامعة لندن: “على الرغم من أن الإسرائيليين كانوا غاضبين للغاية من التحول الاستراتيجي الإيراني، إلا أنهم تجنبوا انتقاد الشاه علناً. لكن كان السفير الإسرائيلي، أفيري لوبراني، هو الوحيد الذي أظهر استياء تل أبيب تجاه طهران.

لكن استياء لوبراني قوبل برد فعل حاد من أحد ضباط سافاك الذي قال: “إن الأمر يتعلق بعدم قدرة إسرائيل على السماح للعواطف بالتدخل في السياسة”.

ومن وجهة نظر إسرائيل، كان قرار الشاه في مارس 1975م بمثابة خيانة تعادل التخلي عن تشيكوسلوفاكيا لصالح النازي هتلر على يد تشامبرلين، رئيس الوزراء البريطاني.

اتفاقية الجزائر مارس 1975م 5

اتفاقية الجزائر مارس 1975م

ربما يعجبك أيضا