«جروميكو هذه الأيام».. رئيس حكومة بريطانيا السابق يصف لافروف

عبدالمقصود علي

وصف رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأنه “جروميكو هذه الأيام” في إشارة إلى وزير الخارجية السوفيتي أندريه جروميكو.

وفي مذكراته تحدث بوريس جونسون عن مفاوضاته مع لافروف في موسكو عام 2017، حينما التقاه في موسكو بصفته وزيرا للخارجية. حيث انتهت المفاوضات دون نتائج، وترك لافروف انطباعا لدى جونسون جعله يصفه في مذكراته بهذا الوصف، زفقالما ذكرته قناة “روسيا اليوم”، اليوم الثلاثاء 15 أكتوبر 2024.

ثقة كبيرة

تحدث رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، الذي شغل منصبه في الأعوام 2019-2022، في مذكراته التي حملت عنوان Unleashed (المتحرر من القيد)، عن تفاصيل اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية الروسي.

وفي مذكراته، يتذكر جونسون أنه ذهب إلى موسكو “دون ثقة كبيرة في أن الزيارة ستحمل فائدة”، وكانت بريطانيا هي الدولة الوحيدة من بين أعضاء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة التي لا تجري حوارا ثابتا مع روسيا.

ووصف جونسون لافروف على النحو التالي: “طويل القامة، يدخن السجائر الواحدة تلو الأخرى، نصف أرمني، داكن اللون”. وينتقل جونسون إلى التوصيف السياسي: “إنه وزير خارجية روسيا الأطول خدمة منذ العهد القيصري، هو جروميكو هذه الأيام، التجسيد المتعب للسياسة الخارجية الروسية بكل ما فيها من سفسطة ومراوغات وأكاذيب”، على حد تعبيره.

“السير جاي”

تابع لافروف: “قال لي: أنا لست السير جاي Sir Gay (السيد مثلي الهوية الجنسية)، هذا لديكم في وزارة الخارجية البريطانية. وكانت تلك بداية الاجتماع الثنائي المبتذل، أعقبه عشاء ساخن للغاية حيث أجبرني لافروف على الجلوس أمام مدفأة مشتعلة حتى كان العرق يتصبب من جسدي ووجهي كما لو كان معلما يعاقب تلميذه في مدرسة فيكتورية”.

وأردف “لم يسفر الاجتماع عن شيء، لم نكن قريبين من التوصل إلى اتفاق بشأن سوريا أو أوكرانيا، وعندما ذكرت ألكسندر ليتفينينكو، رسم علامة الصليب وابتسم ابتسامة عريضة وقال: لقد قتل اليهود يسوع، إلا أن هذا لا يعني أن علينا التخلي عن العلاقات مع إسرائيل”.

“السيد لا”

يشار إلى أن أندريه جروميكو اشتهر في المجتمع الدبلوماسي الدولي بلقب “السيد لا” منذ أواخر أربعينيات حيث استخدم حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أكثر من 20 مرة. وشغل منصب وزير الخارجية في الفترة من 1957-1985، حيث طرح خلال هذه الفترة مبادرة إبرام معاهدة لحظر تجارب الأسلحة النووية في ثلاث بيئات (1963)، وفي يناير 1966 أجرى مع أليكسي كوسيجين مفاوضات منعت الحرب بين الهند وباكستان.

وبمشاركته تم التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (1968)، ومعاهدة موسكو بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا (1970)، ومعاهدة الحد من أنظمة الدفاع الصاروخي (1972)، ومعاهدة مبادئ العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية (1972)، ومعاهدة منع الحرب النووية (1973)، ومعاهدات الحد من الأسلحة الاستراتيجية في عامي 1972 و1979، والوثيقة الختامية لمؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا (1975).

كما دعم جروميكو دخول قوات حلف وارسو إلى تشيكوسلوفاكيا عام 1968، وكان جزءا من دائرة ضيقة من كبار قادة الدولة في 1979 الذين قرروا إرسال القوات السوفيتية إلى أفغانستان لمواجهة التمرد في البلاد الذي كان يدعمه الغرب وبعض الدول.

ربما يعجبك أيضا