مع اقتراب نفاد صواريخها.. هل انتهت أسطورة القبة الحديدية؟

عمر رأفت
بعد اختراقها ونفاذ صواريخها.. هل أنتهت أسطورة القبة الحديدية؟

تواجه إسرائيل تحديات كبيرة تتعلق بنقص المعدات والذخيرة التي لديها، خاصة الصواريخ، نتيجة لاستمرار حربها في غزة وبداية حربها في لبنان منذ فترة طويلة.

ووفقًا لمجلة “ميلاتري ووتش” الأمريكية، أمس الثلاثاء 15 أكتوبر 2024، يعتمد نظام القبة الحديدية بشكل كبير على الصواريخ الأرض- جو، لكنه أصبح عرضة بشكل متزايد لضغوط من ضربات المدفعية والصواريخ من حركة حماس وحزب الله، حيث تستهدف هجمات حزب الله بطاريات الدفاع الجوي بشكل خاص.

توخي الحذر

في الوقت نفسه، تأثرت منظومة مقلاع داوود، وحيتس 3 وباراك 8، بشكل كبير بسبب الهجمات الصاروخية الباليستية المتواصلة، بالإضافة الهجمات واسعة النطاق التي شنتها إيران في أبريل وسبتمبر الماضيين، كما زاد القصف بالصواريخ الباليستية من حزب الله من التعقيدات بالنسبة لإسرائيل.

وأضافت المجلة الأمريكية أن هذه الظروف قد تدفع إسرائيل إلى توخي الحذر عند التخطيط لأي هجوم محتمل على إيران، فيما ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن دانا سترول، دانا سترول أكدت أن أي رد من طهران على هجوم إسرائيلي، مع تصاعد هجمات حزب الله، سيضع ضغوطًا شديدة على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ما يزيد من تعقيد الأمور في المنطقة.

وأوضحت “ميلاتري ووتش”، أن الولايات المتحدة حاولت تخفيف الضغوطات على الدفاعات الجوية الإسرائيلية من خلال تدخلها لإسقاط المسيرات والصواريخ القادمة من اليمن وإيران في الفترة الماضية.

القبة الحديدية تفقد قدراتها

مع تصاعد الأعمال العدائية بين إسرائيل وخصومها منذ أواخر عام 2023، زادت القوات المسلحة الأمريكية من تواجدها في المنطقة عبر نشر أنظمة جديدة من صواريخ باتريوت وثاد، في إطار تعزيز وجودها الإقليمي، ولكن هذه الخطوات تعكس الضغط المتزايد على الدفاعات الجوية الأمريكية في جميع أنحاء العالم، حيث تعاني من نقص بسبب القدرات الإنتاجية المحدودة لأنظمة باتريوت وثاد، بالإضافة إلى تلك الموجودة على المدمرات البحرية.

فيما طرحت صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية، سؤالًا مفاده “هل فقدت القبة الحديدية الإسرائيلية قدرتها على اكتشاف الصواريخ؟”، وقالت إنه فيما يبدو أن حزب الله وجد طريقة للتغلب عليها، خاصة بعد اقتراب نفاد صواريخ القبة الحديدية.

وأضافت الصحيفة الهندية، في تقرير لها، اليوم الأربعاء 16 أكتوبر 2024، إن القبة الحديدية بمثابة السلاح الأقوى لحماية المدنيين الإسرائيليين، في ظل القصف الصاروخي المستمر على تل أبيب، ولكن القبة الحديدية، يبدو أنها غير قادرة على حمايتهم، خاصة بعد أن أشارت تقارير إلى أن حزب الله ربما اكتشف نقاط الضعف في القبة الحديدية، والتي قد تشكل خطراً محتملاً على الأمن القومي الإسرائيلي.

تطور مقلق

بحسب تقرير صحيفة “ذا صن” البريطانية، هناك مخاوف من أن القبة الحديدية أصبحت أضعف، حيث لم تتمكن من اكتشاف هجوم مسيرة نفذه حزب الله مؤخرًا، وبحسب التقارير، أدى هذا إلى تشكيك قادة جيش الدفاع الإسرائيلي في دقة القبة الحديدية.

وتعرضت قاعدة جسر جولاني التابعة للجيش الإسرائيلي لهجوم عنيف بمسيرة نفذه حزب الله، ووصفت التقارير هذا الهجوم بأنه الأشد من نوعه الذي يستهدف الأراضي الإسرائيلية من قبل عدو، وأسفر الهجوم عن أضرار بالغة في القاعدة، مما زاد من حدة المخاوف بشأن فعالية نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية”.

ويأتي هذا التطور المقلق في وقت تدعي فيه تل أبيب بامتلاك أحد أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تقدمًا في العالم، مما يثير التساؤلات حول مدى قدرتها على التصدي للتهديدات المتزايدة والمتطورة التي تواجهها، فالهجوم غير المسبوق يعيد النظر في جاهزية الدفاعات الإسرائيلية للتعامل مع مثل هذه التحديات، خاصة في ظل تزايد استخدام المسيرات كأسلحة هجومية من قبل خصوم إسرائيل.

حيرة كبيرة في تل أبيب

هناك حيرة كبيرة في تل أبيب بشأن فشل نظام القبة الحديدية في رصد إشارات الهجوم بالمسيرات على قاعدة جسر جولاني، على الرغم من أن الهجوم كان واسع النطاق، وقد زاد من صدمة الإسرائيليين أن صافرات الإنذار الجوية لم تتمكن من تنبيه الدفاعات في القاعدة قبل الضربة، مما أثار القلق والذهول حول الثغرات المحتملة في منظومة الدفاع الجوي.

هذا التطور أثار مخاوف جدية لدى المسؤولين والشعب الإسرائيلي على حد سواء، من إمكانية تكرار مثل هذه الهجمات في المستقبل وما قد يترتب عليها من خسائر في الأرواح والممتلكات، ومع هذا القصور الأمني، يتساءل الكثيرون عن مدى فعالية أنظمة الدفاع الإسرائيلية في مواجهة التهديدات المتزايدة التي تشكلها المسيرات والأساليب الهجومية المتطورة.

ربما يعجبك أيضا