جز العشب والفرقة 210.. لماذا تستهدف إسرائيل مزارع شبعا؟

إسراء عبدالمطلب

في ظل التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وحزب الله، تبرز منطقة مزارع شبعا كواحدة من النقاط الساخنة في الصراع.

وتعتبر هذه المنطقة الاستراتيجية هدفًا مهمًا لإسرائيل التي تسعى إلى توسيع عملياتها العسكرية فيها، وتقوم بذلك باستخدام قواتها البرية والجوية لتحقيق أهداف بعيدة المدى، ومن بين تلك القوات، تأتي الفرقة 210 كعنصر محوري في الخطط الإسرائيلية، حيث تمت الاستعانة بها للقيام بعمليات عسكرية محددة في هذه المنطقة الحيوية.

منطقة استراتيجية في الصراع بين إسرائيل وحزب الله

تعتمد إسرائيل على ما يُعرف باستراتيجية “جز العشب”، وهي تكتيك طويل الأمد يهدف إلى استنزاف قدرات حزب الله العسكرية بشكل مستمر، وفي تصريح خاص لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، حول التوغل الإسرائيلي في لبنان، تناول أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبو لحية، الأهداف والاستراتيجيات التي تتبعها إسرائيل في هذا السياق.

قال أبو لحية إن إسرائيل تسعى من خلال توسيع عملياتها في لبنان إلى التوغل لأبعد نقطة ممكنة بواسطة الدبابات الإسرائيلية، تحت غطاء جوي من الطائرات الحربية، بهدف إبعاد حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني بالقوة، مضيفًا أن هناك نية إسرائيلية للبقاء داخل الحدود اللبنانية وعدم الانسحاب، وذلك لتحقيق الهدف الرئيسي وهو عودة المستوطنين إلى المستوطنات في شمال إسرائيل.

الدكتور جهاد أبو لحية

الدكتور جهاد أبو لحية

أهداف إسرائيل من التوغل في لبنان

أشار أبو لحية إلى أن إسرائيل حشدت خمس فرق عسكرية، بما في ذلك الفرقة 210 التي أُعلن عن ضمها مؤخرًا، بهدف محاصرة الحدود اللبنانية من جميع الاتجاهات والتقدم من عدة نقاط لتحقيق اختراق للحدود. ومع ذلك، تواجه هذه القوات مقاومة شديدة من حزب الله الذي يمنع أي تقدم لقوات الاحتلال.

وتطرق أبو لحية إلى استراتيجية “جز العشب” التي تعتمدها إسرائيل، موضحًا أن هذه الاستراتيجية تعني أن إسرائيل تدرك صعوبة القضاء على حزب الله وقدراته العسكرية في فترة قصيرة، ما يتطلب حربًا طويلة الأمد. وتقوم هذه الاستراتيجية على استنزاف قدرات حزب الله تدريجيًا وقطع جميع الإمدادات العسكرية الخارجية، بهدف إضعافه إلى الحد الذي لا يشكل فيه تهديدًا مستقبليًا.

ولفت أبو لحية إلى أن هذه الاستراتيجية، مثل غيرها من الاستراتيجيات السابقة، فشلت في لبنان وفشلت كذلك في غزة، مشيرًا إلى أن الأساس الخاطئ لهذه الاستراتيجيات يكمن في الاعتقاد بأن القوة العسكرية وحدها يمكن أن تقضي على حق الشعوب في النضال ضد الاحتلال، الذي لا يشكل تهديدًا للبشر فقط، بل يمتد تأثيره على الأرض والطبيعة أيضًا.

ربما يعجبك أيضا