كيف يؤجج الإعلام الأمريكي الصراع في أوكرانيا؟

محمد النحاس
الحرب الروسية الأوكرانية

كيف تتعامل وسائل الإعلام الأمريكية مع الحرب الروسية الأوكرانية؟


قبل أشهر، طلبت القوات الأوكرانية الحصول على موافقة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لاستخدام أسلحة غربية بعيدة المدى لضرب أهداف أعمق في الأراضي الروسية.

هذه الخطوة قد تُعتبر تصعيدًا واضحًا في النزاع القائم، وقد حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن هذا التحرك سيمثل “خطًا أحمر” بالنسبة له، وأعلن مؤخرًا عن تخفيف قيود عقيدة روسيا فيما يتعلق باستخدام الأسلحة النووية، في المقابل كانت استجابة الإعلام الأمريكي دافعًا في اتجاه تعزيز الحرب.

مخاوف من التصعيد

علاوةً على المخاطر المُرتبطة بهذا التصعيد، هناك قلة من الأدلة تشير إلى أن ذلك سيؤدي إلى تحول الحرب لصالح أوكرانيا.

وتجاهلت وسائل الإعلام الأمريكية مقاومة الرئيس الأمريكي جو بايدن العلنية لفكرة تخفيف القيود لتمكين القوات الأوكرانية من ضرب العمق الروسي باستخدام أسلحة غربية، ليصبح النهج الإعلامي أقرب إلى الدعوة لتأجيج الصراع وإشعال مزيدٍ من التوترات، وفق ما نشرت مجلة “ريسبونسبل ستيت كرافت” في 16 أكتوبر 2024.

تحذيرات بوتين

في 25 سبتمبر 2024، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أي هجوم تقليدي على روسيا بدعم من قوة نووية سيُعتبر هجومًا مشتركًا.

هذا التصريح يأتي بعد أن زودت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى مثل ATACMS، لكن بايدن حصر استخدامها في المناطق الحدودية، واتبعته بريطانيا وفرنسا.

تطورات جديدة

في الشهر الماضي، وفي ضوء تقدم القوات الروسية في أوكرانيا، شنت أوكرانيا غزوًا مفاجئًا للأراضي الروسية في منطقة كورسك.

وفي أعقاب ذلك، زاد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من ضغوطه على الولايات المتحدة للحصول على مزيد من الصواريخ بعيدة المدى، مما دفع بوتين إلى التصعيد في تهديداته النووية.

استجابة وسائل الإعلام

في الصحافة الأمريكية، تم تجاهل مخاطر الحرب النووية أو ردود فعل بوتين، حيث ضغطت العديد من وسائل الإعلام على إدارة بايدن لتقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.

وعلى سبيل المثال، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن بوتين سيتخذخطوات تصعيدية في ظل الظروف الحالية، مستندةً إلى تجارب سابقة حيث لم ينفذ تهديداته.

أما مجلة “بوليتيكو” فأكدت أن طلب زيلينسكي للحصول على صواريخ بعيدة المدى يعد “عادلًا”، نظرًا للوضع العسكري الحالي.

تحذيرات جديدة

رغم مواقف الصحف ووسائل الإعلام بأمريكا، تعتقد وكالات الاستخبارات الأمريكية أن روسيا قد ترد بقوة أكبر ضد الولايات المتحدة وحلفائها إذا تم منح أوكرانيا إذنًا لاستخدام هذه الأسلحة.

العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، تجاهلت تمامًا تحذيرات أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وعلى صعيد آخر لم تتوفر معلومات واضحة بشأن مدى تأثير الصواريخ بعيدة المدى على مجريات الصراع.

ربما يعجبك أيضا