يبدو أن إيران قد فضلت إخفاء قاآني خشية تعرضه لعملية اغتيال قد تضر بعزيمة حلفائها في المنطقة، في ظل التصعيد الدائر مع إسرائيل.
في مشهد دراماتيكي، عاد قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني إلى الظهور مجددًا بعد غياب دام أكثر من أسبوعين، وسط تأكيدات إسرائيلية بمقتله خلال عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
لكن طهران قد نفت منذ اللحظات الأولى لتلك العملية عملية اغتياله، بينما غيابه الطويل وضع الكثير من الأسئلة عن أسباب هذا الاختفاء، ومنها بينها تعرضه لإصابات خطيرة.
تمهيد للظهور
وسط الأسئلة المتكررة بشأن مصير قائد فيلق القدس، نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية، الأربعاء 9 أكتوبر، عن إبراهيم جباري، مستشار قائد الحرس الثوري، أن إسماعيل قاآني بخير، وسيستلم وسام الفتح من المرشد الأعلى، علي خامنئي قريبًا، وهو ما رفع من مستوى التكهنات والحرب النفسية المتبادلة بين إيران وإسرائيل التي تؤكد مقتله في بيروت.
وكان مقال مدير صحيفة “كيهان” المقربة من معسكر المرشد الأعلى، حسين شريعتمداري، في عدد الاثنين 14 أكتوبر، بعنوان: “أين القائد قاآني؟!”، بمثابة تمهيد جديد لظهوره، وذلك في إطار مواجهة الحرب النفسية التي تشنها الدولة العبرية.
فكتب شريعتمداري: “أفخر أن الحرس الثوري في معسكر الحرب الناعمة كالساحات الأخرى من الحرب الصلدة قد ظهر بنجاح باهر يستحق الثناء، وبينما لا تخفى عن ناظره شيء لم يجب على أي من الشائعات، تاركًا العدو في حالة من الحيرة”.
في جنازة نيلفروشان
ظهر قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، وسط جنازة مهيبة لنائبه في عمليات لبنان، عباس نيلفروشان، الذي تم اغتياله مع نصر الله، ولم يتم استخراج جثته إلا مؤخرًا وتم تشييعه أمس الثلاثاء 15 أكتوبر.
وكان هذا الظهور بمثابة هدر لكل الدعاية النفسية التي شنتها إسرائيل على إيران، فكتب صحيفة “طهران تايمز” الموجهة بالإنجليزية على صفحتها الأولى “أطلق قاآني رصاصة الرحمة على الشائعات الغربية”.
التركيز على محور المقاومة
قالت وكالة “إيسنا” الطلابية، اليوم الأربعاء 16 أكتوبر، إن الجانب الإسرائيلي والغربي ركز على رسم صورة اغتيال قائد فيلق القدس، بوصفه القائد الفعلي لكافة فصائل ساحات المقاومة، وتمثل عملية اغتياله انتصارًا للجانب الإسرائيلي الذي يستهدف قادة المقاومة.
وكتبت الوكالة الإيرانية: “الهدف الأول من التركيز على مسألة اختفاء قاآني كان تعطيل دوره المهم كقائد ميداني لمحور المقاومة في ظل غياب السيد حسن نصر الله في لبنان”.
مضيفةً: “جزء من هذه الحرب النفسية كان يهدف إلى تحويل الانتباه عن عملية الوعد الصادق2 وإنجازاتها”، أي إن إسرائيل تسعى للتخفيف من الضربة الصاروخية التي وجهتها إيران إلى تل أبيب في الأول من أكتوبر 2024.
قبل ضربة منتظرة
ظهر إسماعيل قاآني قبل ضربة عسكرية منتظرة من إسرائيل، كلما اقترب موعد الانتخابات الأمريكية (في الخامس من نوفمبر المقبل).
ويبدو أن طهران قد فضلت إخفاء قاآني خشية تعرضه لعملية اغتيال قد تضر بعزيمة حلفائها في المنطقة، في ظل التصعيد الدائر مع إسرائيل، وهذا يطرح احتمالًا بشأن تكرار الأمر نفسه مع زعيم حزب الله الجديد، هاشم صفي الدين، الذي ادعت إسرائيل اغتياله في إطار خطتها لتصفية كوادر حزب الله اللبناني.
لكن ظهور قاآني مجددًا يوحي بجدية التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة لإيران، بينما طهران لا تزال في حاجة إلى فصائلها في المنطقة لإدارة حرب رمادية مع إسرائيل.
تهديدات جادة
تبع ظهور قائد فيلق القدس تهديدات جادة من إيران بإعادة توجيه ضربة قاسية، إذا ما تعرضت لضربة عسكرية إسرائيلية تضر بمصالحها وأمن مؤسساتها الداخلية ومنشآتها النفطية والنووية.
فحسب وكالة “تسنيم”، أمس الثلاثاء 15 أكتوبر، أكد نائب القائد العام للحرس الثوري، العميد علي فدوي، أن “إسرائيل بحجم إحدى المحافظات الصغيرة في إيران.. إذا أردنا يمكننا القضاء على كل الصهاينة”.
وفي خطوة لتأكيد طهران على حقها في الرد على أية عملية إسرائيلية، أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أمس الاثنين اتصالًا هاتفيًا مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أكد له ” أن إيران رغم جهودها الشاملة لحماية السلام والأمن في المنطقة، مستعدة تمامًا للرد الحاسم، والذي يبعث على الندم على أي مغامرة من قبل إسرائيل”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2014765