بالفيديو.. الإرهاب الزراعي الإسرائيلي بقرى مدينة رام الله

مراسلو رؤية

رؤية- محمد عبد الكريم

القدس المحتلة – 7 آلاف و122 شجرة اقتلعت وجرفت عام 2018، وبذلك يبلغ عدد الأشجار التي اقتلعت أكثر من مليون شجرة منذ العام 2000 وحتى نهاية العام 2018، بفعل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما لم تسجل المعطيات أي توثيق جرائم المستوطنين التي قد تزيد عن هذا الرقم.

معطيات تدفع الفلسطينيين إلى مسابقة الزمن لقطف محاصيلهم في غير موعدها، لحصاد المزروعات التي لم تنضج بشكل كامل بعد، خشية أن تطالها الحرائق التي عمد المستوطنون على إشعالها.

ففي شمال مدينة رام وفي ريفها النائي قرب الحدودو الأردنية، ياتخذ أهالي قرية المغير قرارا بضرورة إطلاق موسم الحصاد بعد تصعيد المستوطنين هجماتهم على أراضي المواطنين، حيث حرقوا عشرات الدونمات الزراعية، وأكثر من 250 شجرة زيتون خلال عيد الفطر.

ومن المتوقع أن تنتج القرية نحو 300 طن من الحبوب بمختلف أنواعها هذا العام، حيث زرع أهالي القرية أكثر من 5 آلاف دونم بالحبوب المختلفة، وهو موسم ممتاز وأفضل بكثير من الأعوام السابقة، حسب عضو اللجنة الزراعية في القرية كاظم الحج محمد.

وتبلغ مساحة المغير 26 ألف دونم، وهي محاطة بأربع بؤر استيطانية، ومعسكر لجيش الاحتلال.

وتتعرض المغير لانتهاكات من قبل قوات الاحتلال بشكل شبه يومي، حيث يصادر ويمنع البناء في 80 % من أراضي القرية بحجة أنها مناطق “ج”، خصوصا الأراضي الواقعة شرق القرية، ويعتبرها الاحتلال منطقة عسكرية مغلقة يُمنع المواطنون من الوصول إليها والاعتناء بمزروعاتهم، حتى إنه يحرم الثروة الحيوانية من رزقها هناك، كما يقع معظم البناء في المغير في حدود كيلو متر مربع واحد، بينما يوجد 17 بيتا منذرة بالهدم.

وفي عام 2017 وضع الاحتلال بؤرة استيطانية شرق المغير، الأمر الذي واجهه أهالي القرية بالاعتصام في المنطقة على مدار أسبوعين متواصلين، وهددوا وقتها بإغلاق الطريق الاستيطاني الذي يمر بمحاذاة القرية، الأمر الذي أجبر الاحتلال على الرضوخ وإخلاء البؤرة.

ووفق الحج محمد، “منذ عام 2018 استشهد مواطنان في القرية، واعتقل 80 آخرون، كما فرضت على المواطنين غرامات بآلاف الشواقل”.

“قريتنا تقع فيها مواجهات يومية مع المستوطنين في النهار، وفي الليل يتولى جيش الاحتلال المهمة ويهاجم منازل المواطنين، ويعتقل الشبان”، يضيف الحج محمد.

وكانت المغير هدفا لمطامع الاحتلال منذ البداية، ففي العام 1970، أي بعد 3 أعوام من احتلال الضفة الغربية، سلمت سلطات الاحتلال كتابا لأهالي القرية بمصادرة أراض شرقها لتكون “موقعا للتدريب العسكري ويمنع الاقتراب منه”.

ومنذ 3 سنوات تحول المعسكر شيئا فشيئا لبؤرة استيطانية، حيث أقدمت مجموعة من المستوطنين ومعهم نحو 500 رأس غنم، على الإقامة في المعسكر، وبدأوا برعي أغنامهم في الأراضي الزراعية، ومنعوهم من الوصول لأراضيهم.

غسان بني فضل الذي يعمل في مؤسسة دولية لمساندة المواطنين في أراضيهم المهددة بالمصادرة، يقول: “نتواجد في هذه المنطقة منذ عامين، ونساند الرعاة في الوصول إلى مراعيهم رغم هجمات المستوطنين اليومية”.

ويضيف: “في مرة قال لنا أحد المستوطنين إن لديهم قناعة عقائدية بأن هناك أحقية لكل مستوطن بأن يملك 2000 دونم من أراضي الضفة”.

ويروي المواطن عامر أبو عليا الذي يرابط في أرضه منذ عدة سنوات فصول الانتهاكات والمضايقات التي يتعرض لها، حيث منع من زراعة 500 دونم كان معتادا على زراعتها.

وقال: “جاء مستوطن منذ 3 سنوات إلى المنطقة، وبحماية من جيش وشرطة الاحتلال ومنعنا من الزراعة في تلك الأرض، كما حرمنا من استغلال آبارنا المائية، فيما يقوم بإلقاء غنمه التي تنفق داخل الآبار”.

وتعرض أبو عليا للاعتقال أكثر من مرة، وفي كل مرة يعود إلى الأرض، رغم ما يفرض عليه من غرامات مالية باهظة.

ويعتمد 70 % من سكان المغير البالغ عددهم 4 آلاف نسمة، على الزراعة والثروة الحيوانية، حتى أن الموظفين وعمال البناء يتجهون إلى فلاحة أرضهم.

منظمة “بيتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية، ترى أنّ النتيجة بعيدة المدى لأعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون هي سلب مناطق آخذة بالازدياد من أيدي الفلسطينيّين في جميع أنحاء الضفّة الغربيّة وهو الأمر الذي يسهّل على الدولة السّيطرة على الضفّة الغربيّة ومواردها.

وتشمل أعمال العنف هذه – التي ينتج عنها انتهاك لحياة الفلسطينيّين وسلامة أجسادهم وممتلكاتهم وأراضيهم – مجموعة واسعة من الممارسات، بدءًا بإغلاق الطّرقات ورشق الحجارة على السيارات والمنازل، مرورًا بمداهمة القرى والأراضي وإحراق حقول الزيتون والمحاصيل وتدمير وإتلاف الممتلكات وصولاً إلى الاعتداءات الجسدية وأحياناً الزجاجات الحارقة (المولوتوف) وإطلاق النار.

وأظهر شريط فيديو بثته منظمة “بتسيلم”، عددا من المستوطنين وهم يشعلون الحرائق في حقول تعود للفلسطينيين، التقطه فلسطينيون خلال المواجهات، حيث شوهد المستوطنون يقفون بالقرب من منزل في قرية فلسطينية يشعلون الحرائق ويلقون الحجارة على المنازل القريبة.

ويظهر التسجيل المصور 4 جنود إسرائيليين يقفون بين المستوطنين ولا يفعلون شيئا لمنعهم.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال في وقت سابق، إنه عمل على إخماد “حريق أشعله فلسطينيون بالقرب من عصيرة القبلية” في محافظة نابلس، وكان الحريق “يقترب من مستوطنة يتسهار وموقع عسكري”.

ويظهر مقطع فيديو “بتسيلم” اثنين من المستوطنين على الأقل وهم يشعلون النار في الحقول، وأظهر فيديو آخر مستوطنين آخرين يضرمون النار في حقول قرب مستوطنة يتسهار.

وبعد أن غير الجيش الإسرائيلي روايته عن الحادثة، ذكر أن “العديد من الحرائق قد اندلعت وانتشرت بسرعة” في الضفة الغربية، وأنه في الوقت نفسه اندلعت مواجهات في أطراف قرية عصيرة القبلية.

وأقام الجيش الإسرائيلي سياجا بين مستوطنتي يتسهار وعريف، بعد أن هاجم مستوطنون فلسطينيين في 13 أبريل الماضي.

وفي تلك الحادثة، تم تصوير المستوطنين وهم يرمون الحجارة على سيارة تقودها عائلة فلسطينية.

ربما يعجبك أيضا