بحيل قانونية.. هاني رحال يعيد آلاف الهواتف المسروقة

سهام عيد

سهام عيد – شيرين صبحي

الصدفة وحدها هي التي قادته ليتخصص في مجال آخر غير القانون الذي درسه، هو المحامي المصري هاني رحال.

فقد رحال هاتفه المحمول قبل عامين في حادث سرقة، واستغل دراسته للقانون واتبع الإجراءات اللازمة حتى نجح في استعادته، فسعى إلى مساعدة الآخرين ونجح في استعادة أكثر من 30 ألف هاتف محمول خلال 3 سنوات.

انتشر صيته من شمال مصر لجنوبها، ومن شرقها لغربها وخصص وقته وخبرته لخدمة الملايين.

يشدد رحال على المواطنين بعدم التهاون في حوادث السرقة وأن يبحثوا عن هواتفهم ويتبعوا الإجراءات اللازمة، مؤكدًا: “الي اتسرق بيرجع تاني، الموضوع ملوش علاقة بالواسطة”.

يناشد رحال المواطنين بمساعدته بالمعلومات اللازمة حتى يكونوا إيجابيين ولا يقعوا تحت طائلة القانون، مشيرًا إلى أن عقوبة جنحة السرقة من شهر إلى 3 سنوات.

وقدم نصيحة إلى المواطن المصري بعدم شراء أي هاتف محمول بدون العبوة الخاصة به، مشيرًا إلى أن العبوة ورقم السيريال الخاص به هي بمثابة “ملكية” للهاتف وبدونها يعتبر الهاتف بدون هوية، وقد يكون مسروقا أو متورطا في جريمة”.

يشار إلى أن نسبة السرقة بالإكراه في مصر بلغت نسبة 350% في آخر إحصائيات وزراة الداخلية العام الماضي، فيما يعاقب السارق في القانون بالحبس من شهر إلى 3 سنوات.

فكر هاني في خوض مجال السيارات، ونجح في استعادة 3 سيارات فقط مزودة بأجهزة تتبع واتبع نفس الإجراءات القانونية التي اتبعها في استعادة الهواتف، إلا أن الوضع بالنسبة للسيارات غير المزودة بأجهزة تتبع يصعب استرجاعها فاقتصر عمله على الهواتف فقط.

وفيما يتعلق بالإجراءات القانونية لاسترجاع الهاتف المحمول، يقول رحال: “يجب على الشخص الذي تعرض لواقعة السرقة أن يتوجه إلى قسم الشرطة لتسجيل محضر سرقة، ثم يتوجه برقم المحضر إلى النيابة العامة لطلب إذن تتبع من شبكات المحمول للاستعلام عن المستخدم الحالي للجهاز، ثم التوجه إلى مباحث التليفونات للقبض على السارق”.

“لما تليفوني اتسرق مني زي كل الناس، كنت متأكد إنه مش هيرجع تاني، وإن مفيش حاجة بتتسرق وترجع، جاتني معلومة من أحد الأشخاص المحامين اللي كنت شغال معاهم، إن فيه تتبع ولو عملت إجراءاتي هعرف تليفوني مع مين، خضت في التجربة من منطلق السبب، هعمل اللي عليا وخلاص، عملت محضر الشرطة، وبعد 10 أيام روحت للنيابة العامة عملت إذن تتبع لمعرفة المستخدم الحالي للجهاز من شبكات المحمول، وبالفعل وصلت له وقدرت أرجع تليفوني بكل سهولة”، هكذا قال الرحال.

بعد أن نجح رحال في استعادة هاتفه، ساعد 5 من أصدقائه وأقاربه المسروقين في استعادة هواتفهم من محافظات مختلفة، من هنا بدأ يفكر رحال في أن يتخصص في مجال استعادة الهواتف المسروقة ويخدم أكبر عدد ممكن، وفي نفس الوقت يخفف الأعباء عن الجهات المسؤولة.

“اللي خلى الموضوع يكبر ونفكر في الموضوع بشكل أوسع، إن الناس الي كانت حواليا بتأكد لي إن التليفون مش هيرجع كانت مسروقة وحاجتهم مرجعتلهمش، أنا بدأت بالناس دي، بدأت بالدايرة اللي حواليا، بدأت بأخويا وأصدقائي، وقدرت أرجع 5 تليفونات مسروقين في محافظات مختلفة، فالموضوع بالنسبة لي كان اختبار صعب جدا، ومن هنا بدأت الشهرة وبدأت الناس تعرفني”، هكذا أضاف رحال.

في البداية، تحمل هاني الأعباء المادية كلها واستعاد الهواتف الخمس المسروقة بالمجان لإثبات حسن نيته، وكسب ثقة الجميع ثم بدأ يفكر بالأمر كمشروع يدر له دخلًا شهريًا، لا سيما بعد أن انتشر صيته بين عدد كبير من الناس، وحدد نسبة 25% من ثمن الهاتف المسروق بعد استعادته بحالة جيدة.

نجح المحامي السكندري خلال ثلاث سنوات في استعادة حوالي 31 ألف هاتف محمول مسروق، بمعدل يومي من 30 إلى 35 هاتفًا يوميًا من جميع محافظات مصر، بفريق عمل مكون من 8 أشخاص.

ولتقليل نسبة معدل الجريمة في مصر، ولتجنب حدوث المشاكل، فضل رحال عدم كشف هوية السارق للمجني عليه واكتفى بإمكانية استعادة الهواتف المسروقة لأصحابها، وذلك بعد الحالات التي صادفتها حيث كان السارق من درجة القرابة الأولى للضحية.

ربما يعجبك أيضا