وساطة إثيوبية.. هل ينجح آبي أحمد في رأب الصدع بين الفرقاء السودانيين؟

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

عقب تتويجه بالسلطة في إثيوبيا، أتخذ آبي أحمد مسار تعزيز النفوذ الإثيوبي داخل القارة السمراء، عبر سبل التفاوض والتسوية السلمية مع كافة خلافات بلاده الإقليمية، بل ولتعظيم دور آديس آبابا في أفريقيا للوساطة بين الفرقاء، واليوم تدخل الرئيس الإثيوبي على خط الثورة السودانية؛ التي تعاني تصدع كبير بين المجلس العسكري وقوى المعارضة، لاسيما عبر فقدان الكثير من المواطنيين في احداث العنف التي شهدها مقر القيادة العامة بالعاصمة.

دعا رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الذي يزور الخرطوم للوساطة بين المجلس العسكري الانتقالي وقادة الحركة الاحتجاجية، الجمعة، إلى انتقال “ديمقراطي سريع” في السودان، لافتا إلى أن المحادثات اتسمت بـ”المسؤولية العالية والوعي بخطورة المرحلة”.

الدعوة لتأسيس مسار ديمقراطي

وقال آبي أحمد في بيان: “يجب أن يتحلى الجيش والشعب والقوى السياسية بالشجاعة والمسؤولية، باتخاذ خطوات سريعة نحو فترة انتقالية ديمقراطية وتوافقية في البلد”.

ووصل أحمد، الجمعة، إلى الخرطوم، للقيام بوساطة بين المجلس العسكري الانتقالي وقادة الحركة الاحتجاجية (قوى الحرية والتغيير)، وذلك في محاولة لتسوية النزاع بين الطرفين، خاصة بعد أحداث ميدان الاعتصام التي راح ضحيتها العشرات.

وتأتي الزيارة عقب طلب مجلس السلم والأمن الأفريقي، الخميس، من الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) ببذل جهود في الإطار، والتواصل مع السودان من أجل استعادة السلام والاستقرار، حيث تترأس بلاده الهيئة.

وطالب أحمد “كافة الأطراف في السودان بالسير سريعا نحو اتفاق يؤسس لمرحلة انتقالية ديمقراطية”، مضيفا أنه “على الجيش السوداني والقوى السياسية الابتعاد عن الاتهامات”، وأضاف: “واجب الجيش السوداني والمنظومة الأمنية كلها هو أن تركز جهودها للدفاع عن حرمة الوطن وسيادته وأمن المواطنين وممتلكاتهم، كما أن وأجب القوى السياسية هو أن تركز على مصير البلاد في المستقبل، وليس أن تبقى رهينة العقبات ومعوقات الماضي البائدة”.

وتابع: “على الشعب السوداني أن يتحلى بالشجاعة المعهودة لديه وبالشرف والعزة، وهي قيمة ثابتة في تاريخه المجيد من أجل أن ترتكز جهود الجيش والشعب والقوى السياسية على مستقبل الأمة”،واستطرد رئيس الوزراء الإثيوبي حديثه قائلا: “في هذا الصدد، فإن الفاعلين السياسيين السودانيين مطالبون باتخاذ قراراتهم بشأن مصيرهم الوطني في استقلالية تامة، بعيدا عن أي طرف غير سوداني”.

وتعليقات على المحادثات التي أجراها مع المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، قال أحمد إن المحادثات اتسمت بـ”المسؤولية العالية والوعي بخطورة المرحلة”.

أعلنت قوى الحرية والتغيير في السودان الجمعة قبول وساطة رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد وفق شروط قبل الدخول في أي محادثات مستقبلية مع المجلس العسكري الحاكم.

المعارضة تقبل الوساطة بشروط

وقال تحالف المعارضة إن على المجلس العسكري “الاعتراف بمسؤولية فض الاعتصام” أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم والذي أسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات.

وطالب تحالف قوى المعارضة بتشكيل “لجنة دولية للتحقيق في أحداث فض الاعتصام”، و”إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وأسرى الحرب”، ومن الشروط أيضًا “إنهاء المظاهر العسكرية في الشوارع في كل أنحاء السودان”، و”رفع الحظر عن خدمة الانترنت” في البلاد.

تعليق عضوية السودان

وكان الاتحاد الأفريقي قد علق عضوية السودان فيه وحتى تتولى إدارة البلاد سلطة مدنية انتقالية، وقال بيان صادر عن مجلس الأمن والسلم في الاتحاد إن هذه هي الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة.

وأيد الاتحاد الأوروبي قرار الاتحاد الأفريقي وقال إنه “يؤسس لمعايير واضحة لإستعادة عملية سياسية سلمية ونزيهة” في السودان.

كما حث المجلس القوى الأجنبية على عدم التدخل في شؤون السودان ودعا للإفراج عن، ياسر عرمان، نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال الذي اعتقل في الخرطوم يوم الأربعاء.

وأصدرت قوى إعلان الحرية والتغيير بيانا أكدت فيه أنها لن تعود للمفاوضات مع المجلس العسكري وقالت: “تبقى مطالبنا واضحة: محاسبة المجلس الإنقلابي وكل من تورط في جرائمه منذ الحادي عشر من أبريل وتسليم السلطة الانتقالية كاملة للمدنيين.

كما طالب البيان بالحل الفوري لمليشيا الجنجويد وتسليم سلاحها للجيش، وإنهاء استباحتها لشوارع المدن” في إشارة لقوات الدعم السريع التي قادت مداهمة مخيم الاعتصام.

وقالت وزارة الصحة السودانية إن 61 شخصا لقوا حتفهم، من بينهم ثلاثة من قوات الأمن، طعنوا حتى الموت، بحسب ما قالته الوزارة.
لكن لجنة الأطباء المركزية، المرتبطة بحركة احتجاج المعارضة، تقول إن أكثر من 100 مدني قد قتلوا، بعد إطلاق قوات الأمن النار عليهم.

وكانت منظمة العفو الدولية حملت قوات الدعم السريع المسؤولية عن أعمال العنف التي وقعت هذا الأسبوع.

ووصلت المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة إلى طريق مسدود، في ظل خلافات عميقة بشأن من ينبغي أن يقود المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية، ومدتها ثلاث سنوات.

واقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في وسط الخرطوم، يوم الإثنين الماضي، وقامت بفضه بالقوة. وبحسب لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بالمعارضة، ارتفع عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ الاقتحام إلى أكثر من 100 شخص، حسب مصادر المعارضة، بينما تقول السلطات السودانية بأن العدد لا يتجاوز الستين قتيلا.

ربما يعجبك أيضا