في زمن كورونا.. قلق العودة للحياة الطبيعية مشروع

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

على الرغم من الحالة التي يمر بها العالم بسبب فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، حيث أصاب الملايين وتخطى عدد الوفيات نصف مليون إلا أن هذه الأرقام تأتي في إطار تقييد الحركة في مختلف دول العالم، ولكن كيف ستكون الأعداد بعد إجراءات إنهاء الإغلاق، هكذا جاء السؤال في بعض بلدان العالم في صورة احتجاجات على عودة الحياة لطبيعتها رغم وجود “كورونا”.

قافلة عمال ديزني

احتج عاملون بمنتجع ديزني لاند في كاليفورنيا من داخل سياراتهم بدعوى أن شركة والت ديزني لم توافق على توفير الحماية الكافية للموظفين عند عودة الوجهة الترفيهية للعمل في ظل انتشار جائحة، حيث شكلت نحو 200 سيارة قافلة خارج المنتجع في الاحتجاج الذي نظمه (تحالف الاتحادات العمالية للمنتجع) وهو كيان مؤلف من 11 اتحادًا يمثلون 17 ألف عامل في ديزني لاند.

وكانت الشركة تخطط لاستقبال الضيوف في ديزني لاند ومتنزه كاليفورنيا ادفنشر المجاور بدءا من 17 يوليو لكنها أرجأت الأمر لموعد غير محدد.

وقالت ديزني هذا الأسبوع إنها ستحدد موعدا جديدا لإعادة الافتتاح بعد أن تصدر الولاية الإرشادات العامة بشأن كيفية عودة متنزهات الألعاب لاستئناف نشاطها بأمان في خضم تفشي فيروس كورونا بالعالم.

ودعت الاتحادات الشركة إلى الالتزام بتوفير فحوص ميدانية للكشف عن كوفيد-19 وهو المرض الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وكانت ديزني بدأت في إغلاق متنزهاتها في يناير كانون الثاني مع انتشار فيروس كورونا. وأعادت فتح متنزهات في شنغهاي وهونج كونج أمام أعداد محدودة من الضيوف. وتعتزم الشركة فتح متنزه والت ديزني وورلد في فلوريدا يوم 11 يوليو تموز.

خرق القيود

أعلن وزير الصحة النيوزيلندي ديفيد كلارك، استقالته من منصبه، بعد تعرضه لضغوط سياسية متراكمة منذ أبريل الماضي 2020، عندما اعترف بخرق القيود المفروضة آنذاك للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد وذهب إلى الشاطئ، رغم منع الحكومة لذلك، حسبما نقلت سي إن إن.

ولم تقبل رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، استقالته في ذلك الوقت، مستندة إلى رغبتها في عدم إحداث اضطراب محتمل في القطاع الصحي في البلاد، خلال مواجهة الوباء.

واليوم الخميس، قدم الدكتور كلارك استقالته، وكتب “لقد أوضحت رئيسة الوزراء في ذلك الوقت، أنه في الظروف العادية، كانت ستقبل هذه الاستقالة، لكنها لم تكن تريد اضطرابًا كبيرًا في النظام الصحي في منتصف حالة الطوارئ وقتها”.

وأضاف كلارك، “لقد أصبح من الواضح لي بشكل متزايد أن استمراري في هذا الدور ينتقص من استجابة الحكومة الشاملة للوباء العالمي”، “لقد قدمت هذا الصباح رسميا استقالتي كوزير للصحة، وقبلتها رئيسة الوزراء”.

وبحسب إحصائيات الحكومة في نيوزيلندا، فإنه لا تزال 22 حالة إصابة بفيروس كورونا، نشطة في البلاد، من بينها حالة وحيدة في المستشفى، فيما أعلنت السلطات احتواء انتشار الفيروس في البلاد، قبل أسابيع، ليتوقف العدد الإجمالي للوفيات نتيجة الإصابة بالمرض حتى الخميس، عند 22 حالة فقط، بينما وصلت اعداد الإصابات إلى 1528 حالة.

خطة ملموسة

 في أواخر الشهر الماضي قام نحو ألف متظاهر بمسيرة سلمية في وسط العاصمة النيبالية، مطالبين بإجراء المزيد من اختبارات فحص الإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وتوفير مرافق أفضل وخطة ملموسة لاحتواء الوباء، وذلك في أكبر مظاهرة تشهدها العاصمة النيبالية كاتمندو منذ فرض الإغلاق في البلاد في 24 من مارس الماضي.

ودعا آخرون إلى إعادة العمال النيباليين – الذين يمكن أن يكونوا بالملايين – والذين تقطعت بهم السبل أثناء عملهم في أماكن مختلفة بسبب القيود المفروضة على رحلات السفر العالمية نتيجة للوباء.


مراقبة محكمة

توصلت دراسة حديثة إلى أن عمليات الإغلاق بسبب تفشي وباء كوفيد-19 يجب ألا تنتهي إلى أن يتم العثور على لقاح للفيروس.

وتعتقد الدراسة، التي قامت بها جامعة هونج كونج، أن على الدول التي ترغب في إنهاء الإغلاق والسماح بحرية حركة الناس وعودتهم للعمل ثانية أن تراقب عن كثب أي حالات عدوى جديدة وتعدّل الضوابط والقيود التي اتخذتها حتى يتم إيجاد لقاح لفيروس كورونا الجديد.

وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة “لانسيت” الطبية، فقد أدت القيود الصينية المشددة على الحياة اليومية إلى إنهاء ما يعتقد أنها الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا الجديد، غير أنها حذرت من أن خطر اندلاع موجة ثانية من تفشي الفيروس يظل حقيقيا وقائمًا.

يقول الأستاذ في جامعة هونغ كونغ “جوزيف تي وو”، الذي أشرف على الدراسة “في حين يبدو أن تدابير المكافحة هذه قد قللت من عدد الإصابات إلى مستويات منخفضة للغاية، دون مناعة القطيع ضد الفيروس، فإنه من السهل أن تظهر حالات مع استئناف الشركات وعمليات المصانع والمدارس تدريجيًا وزيادة الاختلاط الاجتماعي، لا سيما بالنظر إلى المخاطر المتزايدة من الحالات المستوردة من الخارج مع استمرار تفشي كوفيد-19 عالميًا”.

ونجحت الصين في خفض العدد التكاثري، أي عدد الأشخاص في المتوسط الذين سيصابون بالعدوى من شخص مريض بكوفيد-19، من شخصين أو 3 إلى أقل من واحد، حيث يتقلص الوباء بشكل فعال، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.

غير أن الباحثين يحذرون من أنه إذا سمح باستئناف الحياة الطبيعية بسرعة كبيرة ورفعت الضوابط والقيود، فسوف يرتفع العدد التكاثري مرة أخرى، وطالبوا الحكومات بمراقبة ما يحدث عن كثب بعد رفع تلك القيود.

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة غابرييل إم ليونغ “حتى في المدن الكبرى الأكثر ازدهارا وذات الموارد الجيدة مثل بكين وشنغهاي، فإن موارد الرعاية الصحية محدودة، وستواجه الخدمات زيادة مفاجئة في الطلب. تسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء على أهمية التأكد من أن أنظمة الرعاية الصحية المحلية لديها ما يكفي من الموظفين والموارد لتقليل الوفيات المرتبطة بكوفيد-19”.

وتحذر الدراسة أيضا من أن السماح لمعدل الإصابة بالارتفاع مرة أخرى “قد يتسبب في خسائر صحية واقتصادية أعلى بشكل كبير”، حتى لو أعيدت الإجراءات الصارمة لخفض عدد الحالات.

ويخلص الباحثون إلى أنه، على الأرجح، أن الاستراتيجية المثلى هي ربما ينبغي الاحتفاظ بالقيود والضوابط المشددة إلى أن يصبح اللقاح الفعال متاحا على نطاق واسع.

ربما يعجبك أيضا