هل هزت المظاهرات العراقية عرش إيران ببغداد؟

سحر رمزي

رؤيـة – سحر رمزي

أثارت المظاهرات العراقية اهتمام  العالم، بين عبارات الإدانة والاستنكار وبين من يرى أن الحكومة لا ترغب في حلول عادلة ترضي الشعب العراقي، وأن النهاية مزيد من الفساد الحكومي يقابله سخط شعبي، وفي الوقت نفسه هناك من يرى أنه ربما ينجح الشعب في إسقاط النظام، ومن جانبها  ترى منظمات المجتمع الدولي أن الشعب أصيب بخيبة أمل وأن ما يحدث في العراق يحتاج لتدخل لحماية الشعب.

في هولندا

تحشد الجالية العراقية للتظاهر يوم السبت القادم أمام السفارة العراقية، وسوف تشهد المظاهرة إدانة لاستخدام الأسلحة النارية الحية ضد أبناء الشعب العراقي، وأيضا تضامنًا مع أسر الضحايا والمصابين حيث استشهد حتى الآن 20 شهيدا وهناك المئات من الجرحى المظاهرات ستنطلق تحت شعار “كلنا العراق” وذلك حسب تصريحات ثائر المهداوي ناشط مدني مستقل وعضو حزب العمل الهولندي، وعضو منظم بمظاهرة لاهاي. وقد استنكر المهداوي اعتقال وضرب الصحفيين الذين  ينقلون للعالم بان بالعراق ثورة شعبية سلمية لإسقاط النظام الفاسد العميل إرهاب إيران.

الإعلام الغربي

يرى الإعلام  الهولندي أن هناك حالة من العنف الغير مبرر يمارسها النظام العراقي ضد المتظاهرين، ويؤكد أن ما لا يقل عن 20 قتيلا في احتجاجات عنيفة. وأوضح أن الاحتجاجات بدأت بسلام، لكن قوات الشرطة والأمن تدخلت بقوة في أماكن مختلفة. باستخدام الغاز المسيل للدموع، وكذلك الرصاص الحي، ورغم أنها بذلت محاولات لتفريق المظاهرات ولكنها لم تفلح مما اضطرها إعلان حظر التجول الآن في العاصمة وفي المقاطعات الجنوبية. هذا يعني أن الناس ربما لم يعودوا في الشارع، لكن المتظاهرين لم يحققوا ما خرجوا له.

كما أكدت “أر تي أل نيوز” الهولندية، أن الحكومة العراقية قد أدانت العنف بعد اجتماع لمناقشة الأزمة أعلنت عن تدابير لتحسين الوضع. وأكملت لكن هل هذا يكفي للمتظاهرين، وأكملت يجب أن ينظر إلى مطالب الشعب جيدا وبشكل جاد في الأيام المقبلة. ولكن وللأسف لا يوجد استجابة واليوم أيضا خرج كثير من الناس إلى الشوارع مرة أخرى، ومن المؤكد أنها علامة سيئة.

وأوضح الإعلام الهولندي، أن العراق  يتعرض منذ فترة طويلة للعنف. منذ الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كانت البلاد تعاني من حروب مختلفة. وأعقب ذلك غارة أمريكية بريطانية أخرى في عام 2003، وبعدها سقطت البلاد في حرب أهلية. في السنوات الأخيرة، تمكنت جماعة داعش الإرهابية من احتلال أجزاء كبيرة من العراق وقت انتهى كل هذا الآن ، لكن البلاد لا تزال غير جيدة. الخوف هو أنه إذا استمرت الاحتجاجات، سيواجه العراق فترة جديدة من العنف وعدم الاستقرار.

وذلك على إثر ما أوردته الأنباء الدولية عن اندلاع مواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في ساحة الطيران وسط العاصمة بغداد، وإطلاق نار في الهواء والغاز المسيل للدموع في منطقة الزعفرانية جنوب بغداد.

فرنسا

كما علق الإعلام الفرنسي على أحداث العراق بالقول، أنه قد  قرر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وضع ثقله في ميزان الاحتجاجات، داعيا أنصاره الذين سبق أن شلوا مفاصل البلاد في العام 2016 باحتجاجات في العاصمة، إلى تنظيم “اعتصامات سلمية” و”إضراب عام”، ما أثار مخاوف من تضاعف التعبئة في الشارع.

أعلن مجلس محافظة بغداد أنّه قرّر تعطيل العمل الخميس في كل الدوائر التابعة له، الأمر الذي سيسمح لقوات الأمن بتعزيز نفسها وتشديد قبضتها في مواجهة المتظاهرين.

وأضافت يبدو أن الحكومة العراقية، التي اتهمت “معتدين” و”مندسين” بالتسبب “عمدا بسقوط ضحايا بين المتظاهرين”، قد اتخذت خيار الحزم. ويعد هذا اليوم الجديد اختبارا حقيقيا لحكومة عادل عبد المهدي، التي تكمل في نهاية الشهر الحالي عامها الأول في السلطة.

فيما تتواصل الاحتجاجات، التي توسعت خارج بغداد، ولاسيما في منطقة الجنوب. ويحتج المتظاهرون ضد البطالة والخدمات المتردية.

“بي بي سي”: إيران تطالب مواطنيها تأجيل السفر إلى العراق

ومن جانبها نقلت “بي بي سي” الأحداث وعلقت على حالة العنف كما تناولت ما أصدرته طهران من بيانً تطالب فيه من الإيرانيين تأجيل عدم التوجه للعراق في الوقت الحالي، تزامنا مع إحياء الشيعة ذكرى أربعينية الإمام الحسين هذا العام. وحسب “بي بي سي” حثت وزارة الخارجية الإيرانية المواطنين على الالتزام بتحذيرات الحكومة الإيرانية، في ظل الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية المندلعة في عدد من المحافظات العراقية منذ الثلاثاء. ويزور ملايين الإيرانيين العراق كل عام للمشاركة في إحياء أربعينية الإمام الحسين في مدينة كربلاء، كما نقل الإعلام الغربي انقطاع خدمة الإنترنت عن أغلب أنحاء العراق، حيث انقطعت خدمة الإنترنت في أغلب أنحاء العراق اليوم، تزامنا مع المظاهرات التي تشهدها العاصمة بغداد وبعض المحافظات.

ويقول موقع “نت بلوكس”، المتخصص في رصد الرقابة على الإنترنت، إن خدمات الإنترنت تم تقييدها من قبل الشركات المشغلة للاتصالات في العراق باستثناء المناطق الخاضعة لإقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، ولديه بنية تحتية مختلفة عن المركز في بغداد. ولم يفلح الكثير من العراقيين في استخدام مواقع تواصل اجتماعي فيسبوك وتويتر وإنستجرام.

منظمات دولية والأوروبي يستنكرون أحداث العنف  بالعراق

استنكرت منظمات المجتمع المدني العنف ضد المتظاهرين في العراق، وكذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والعالم أجمع تصرفات الأجهزة القمعية ضد المتظاهرين العزل لأنه أثبتت زيف الديمقراطية التي أسستها أمريكا بعد احتلالها للعراق، وأمريكا التي سمحت لإيران بالتدخل في الشأن العراقي وتخريب حياة الشعب ولذلك خرجت  أصوات المظاهرات “بغداد حرة حرة … إيران برة برة”.

والجميع شاهد حرق العلم الإيراني من قبل المتظاهرين ببغداد وتم أيضا حرق مكاتب الميليشيات بمحافظات الجنوب، وترى منظمات المجتمع الدولي أن الشعب أصيب بخيبة أمل وأن ما يحدث في العراق يحتاج للتدخل لحماية الشعب.

الجالية العربية بالخارج: المظاهرات العراقية هزت عرش إيران ببغداد

وفي السياق نفسه أشاد العديد من أبناء  الجالية العراقية والعربية بأوروبا بـ الناشطات والناشطين العراقيين الذين قاموا  بتنظيم مظاهرات، وقد وصفت المظاهرات بانها هزت عرش إيران ببغداد، وقالوا مظاهرات سلمية نشأت من وسائل التواصل الاجتماعي ولكن للأسف قوبلت  بالعنف المفرط من قبل حكومة الفساد ببغداد التابعة لإرهاب إيران للجيش العراقي الباسل الذي قام بحماية الحراك السلمي واصيب اكثر من جندي على يد ميليشيات ايرانية “قذرة”.

كما أشادوا  بالمرأة العراقية البسيطة التي خرجت لتوزيع سندويشات بسيطة وعراقية أخرى فقيرة صماء “لا تتكلم” توزع علب المناديل بدون مقابل على المتظاهرين الأبطال لمسح العرق والدماء الغالية.

وفي المقابل، تعاملت ميليشيات الحكومة الفاسدة باستعمال سيارات الإسعاف للقبض على الثوار السلميين وتزرع مرتزقة لها بمستشفى ببغداد بلباس أطباء لقتل المتظاهرين.

ربما يعجبك أيضا