تركيا تبدأ جولة من المحادثات للاستثمار في النفط السوداني

يوسف بنده

رؤية

دخلت العلاقات التركية – السودانية في مرحلة جديدة ترتكز فيها على المصالح الاقتصادية ومغلفة بالمواقف والتوجهات السياسية المتقاربة على المتوى الرسمي والشعبي.

فقد أكد السفير التركي بالسودان، عرفان نذير أوغلو، أن العلاقات بين بلاده والخرطوم “متينة في المجالات المختلفة”.

وامتدح السفير التركي مواقف السودان تجاه تركيا، موضحًا أن السودان كان من أوائل البلدان التى هنأت الرئيس أردوغان بفوزه بفترة رئاسية جديدة، حسب وكالة الأنباء السودانية.

وتعهد أوغلو خلال استقباله وفدا من الاتحاد الوطنى للشباب السوداني “بعقد شراكات في المجالات الثقافية والتعليمية لتطوير العلاقة بين البلدين”.

وقد أجرى الرئيس البشير اتصالا هاتفيًا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهنأه بفوزه الكبير في الانتخابات، متمنيا له التوفيق في المرحلة القادمة وللشعب التركي المزيد من الازدهار والنمو”.

وأكد سفير دولة تركيا في وقت سابق أن الرئيس التركي أصدر توجيهات بالاهتمام الكبير بالعلاقات السودانية التركية.

استثمار تركي في النفط

وكان الرئيس التركي قد أنهى زيارة إلى السودان في 26 ديسمبر 2017، برفقة 200 رجل أعمال، في إطار جولة إفريقية، وشهدت الزيارة توقيع 21 اتفاقية في مجالات مختلفة.

وكان مجال الاستثمار النفطي أحد المجالات التي اتفق عليها الجانبان التركي والسوداني، حيث من المفترض أن تلعب تركيا دوراً محورياً في تطوير صناعة النفط في السودان، عبر مباحثات شراكة للتنقيب والاستكشاف والاستخراج خلال الفترة المقبلة.

ونقلت وكالة الأناضول تقريراً ذكرت فيه أن وزير النفط والغاز السوداني، أزهري عبد القادر، أعلن عن إطلاق جولة مفاوضات جديدة مع وفد فني من شركة النفط الحكومية التركية، في غضون شهر، لإكمال مباحثات الشراكة بقطاع النفط بين البلدين.

وكان وفد فني رفيع المستوى من شركة النفط التركية، زار الخرطوم، في 19 يونيو الجاري، بناءً على الاتفاقية التي وقعت بين وزارة النفط والغاز وشركة النفط التركية لدخول الاستثمار النفطي التركي إلى السودان.

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة الأناضول، قال أزهري عبد القادر إن الزيارة الأخيرة للوفد الفني التركي، جاءت ضمن أحد مقررات مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين بلاده والجانب التركي في أنقرة منتصف الشهر الجاري.

وأضاف: “حتى الآن ما تم الاتفاق عليه في مذكرة التفاهم، نفذ بنسبة 100 بالمائة، وهو ما يعد مؤشراً جيدا على مستقبل العلاقة بين البلدين في مجال النفط”.

ويعد السودان، مصدراً محتملاً وكبيراً للنفط، إذ تنتشر مربعات ومناطق امتياز غير مكتشفة، سواء على أراضيه أو داخل مياهه الإقليمية.

وزار عبد القادر تركيا منتصف الشهر الجاري، ضمن وفد ترأسه وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، محمد عثمان الركابي، وضم محافظ البنك المركزي السوداني.

تعاون وتمويل

عبد القادر، اعتبر أن “التعاون مع تركيا في المجال النفطي، لا يحده حدود في ظل ترحيب الجانب التركي”.

وأضاف أن بلاده عرضت على تركيا، كل ما هو متاح من مربعات (حقول) منتجة، وأخرى في مراحل استكشافية مختلفة، ومشروعات خطوط نقل ومصاف.

ونقلت الأناضول عن الوزير السوداني كشفه عن وجود خطة جاهزة للتعاون مع تركيا في قطاع النفط، بعد زيارة الوفد الفني التركي لدراسة المعطيات النفطية في السودان.

وأوضح أن الفريق الفني مكث في السودان لفترة خمسة أيام، وتمكن من دراسة وفحص معلومات تتعلق بمربعات محددة مملوكة للحكومة السودانية.

وأردف: “مستقبل العلاقات السودانية التركية في قطاع النفط جيد جدا، وفقا للمؤشرات والمعطيات التي دفعتها زيارة الرئيس التركي إلى السودان”.

وشدد “عبد القادر” على أن العلاقات السودانية التركية في مجال النفط ستكون مميزة، في المستقبل القريب، وستفتح آفاقاً ربما لم تصلها بلاده مع أي دولة أخرى.

وفي مجال تدريب الكوادر، أشار وزير النفط السوداني إلى أن فرص التدريب ستكون في المجالات الفنية التي يتفوق فيها الجانب التركي، مثل التدريب في المجسات الإلكترونية لقياس مواصفات الصخور تحت الأرض.

وتابع قائلاً: “نتوقع دخول عدد من الشركات التركية للاستثمار النفطي، خلال الفترة القادمة، بعد فتح آفاق التعاون بين البلدين.. لدينا خطة للدفع بالإنتاج النفطي في البلاد، تلعب فيها دولة تركيا دورا محوريا”.

وشدد وزير النفط على وفرة الخام بالسودان، لكنه قال إنه يحتاج إلى التمويل “حتى نستطيع إرجاع الإنتاج إلى ما كان عليه”.

وأشار إلى أن التمويل هو المدخل للتعامل مع شركاء الإنتاج النفطي وفي مقدمتهم تركيا، عبر التمويل المباشر أو عن طريق الدخول في الشراكات المختلفة عبر نسبة مساهمة.

وفي هذا الصدد، كشف عبد القادر عن وجود خطة جاهزة تشمل عدداً من الآبار النفطية التي يتعين حفرها وربط هذه الآبار والمنشآت المطلوبة لزيادة الإنتاج من خطوط الأنابيب والمصافي.

وقال إن الخطة ستعرض على الفريق التركي، بعد أن يدقق في المعلومات التي أتيحت له في زيارته الأخيرة للسودان واختيار المربعات، مؤكداً أنه سيكون هناك تناسق وتوافق على تنفيذ الخطة.

وأعلن، عن طرح السودان على الجانب التركي الاستثمار في مجال المصافي، لاسيما مصفاة بورتسودان (متوقفة عن العمل منذ 1999)، التي تعد استثماراً ناجحاً.

جدير بالذكر، أن تركيا والسودان أعلنتا نهاية 2017م، عن توقيع 22 اتفاقية مع السودان، إضافة إلى عزم البلدين زيادة حجم التجارة بينهما إلى 10 مليارات دولار.

أيضًا، ينتج السودان حاليًا 115 ألف برميل نفط يومياً، بعد انفصال جنوب السودان في 2011، وانتقال ملكية 75 في المائة من الآبار النفطية لجوبا.

ودخلت عدة اكتشافات جديدة دائرة الإنتاج النفطي أواخر العام الماضي، وأصبح السودان يمتلك منشآت نفطية ضخمة تمثل ركيزة الاقتصاد، ما دفع وزارة النفط والغاز للتوسع في العمليات الاستكشافية من أجل زيادة الإنتاج.

وبعد أن رفعت الولايات المتحدة عقوباتها عن السودان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أبدت شركات عالمية رغبتها في الاستثمار في 15 مربعاً نفطياً كان السودان قد طرحها للاستثمار.

ربما يعجبك أيضا