ما حقيقة إيقاف رواتب إمامة المساجد في السعودية؟

وليد أبوالمعارف

رؤية
البداية كانت من هاشتاج أطلقه مجموعة من النشطاء تحت اسم #إيقاف_رواتب_إمامة_المساجد، زعم فيه النشطاء أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد قامت بإيقاف رواتب الأئمة في المساجد السعودية نهائياً، الأمر الذي أثار جدلا كبيرا بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

وسرعان ما نفت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، مؤكدة عدم صحة ما يشاع من إيقاف مكافآت أئمة المساجد والمؤذنين الشهر الجاري.

وقال الدكتور عبدالرحمن بن علي العسكر المستشار بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، “إن الوزارة لم يسبق لها أن أوقفت مكافآت منسوبي المساجد لا سابقاً ولا حالياً”.

وبين المستشار بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أن من أطلق الشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي غاب عنه الإجراءات الجديدة بشأن آلية الصرف.

وكشف العسكر، أن الإجراءات الجديدة تهدف لربط صرف المكافآت بالأبراج وليس بالأشهر، ولذلك تأخر الصرف هذا الشهر على غير الوقت المعتاد لدى منسوبي المساجد.

وأوضح أن الوزارة تسير في جميع إجراءاتها وفق ما يضعه ولي الأمر من تنظيمات في كافة الشؤون الإدارية والمالية.

وكان مغردون قد تداولوا أخباراً عن اعتزام الوزارة وقف صرف رواتب أئمة المساجد والمؤذنين في عدد من المناطق وهو ما نفته الوزارة.

وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها تداول شائعة وقف رواتب المؤذنين والأئمة وفي كل مرة تنفي الوزارة هذه الشائعات ومع ذلك لا يتورع البعض في اختلاقها وترديدها بهدف خلق حالة من التشكيك والفوضى بين المواطنين.

وفي وقت سابق كشفت وزارة المالية عن آلية تطبيق قرار مجلس الوزراء القاضي بأن يتم صرف رواتب موظفي الدولة في  اليوم الخامس من كل برج هجري شمسي.

هذا الأمر دفع المواطنين إلى التساؤل عن طبيعة تلك الأبراج الشمسية، الذي يعود في الحقيقة بحسب خبراء إلى التقويم الهجري الشمسي، هو تقويم شمسي (أي مرتبط بدورة الشمس) مكون من 365 يومًا في السنة البسيطة و 366 يوما في سنته الكبيسة.

الأبراج الشمسية تنقسم إلى 12 شهرًا، الأشهر الستة الأولى منه تكون 31 يومًا والخمسة أشهر التي تليها تكون 30 يومًا، أما الشهر الأخير، أي الشهر الثاني عشر فيكون 29 يومًا في السنة البسيطة و30 يومًا في السنة الكبيسة، تبدأ السنة الشمسية في الاعتدال الربيعي يوم 21 مارس حسب التقويم الجریجوری الميلادي غالبًا وفي بعض السنوات في ‌20 مارس المیلادي، حسب تطور الكبيسة.

العلماء والمؤرخون أكدوا أن هذا التقويم العالم الخرساني المسلم عمر الخيام بمعاونة سبعة من علماء الفلك، وذلك في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي, وتمثل السنة الأولى لهذا التقويم سنة الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة .

ويعتبر أدق التقاويم المعمول بها على وجه الأرض حالياً حيث تبلغ نسبة الخطأ فيه يومًا واحدًا فقط لكل 3.8 مليون سنة، في مقابل نسبة خطأ التقويم الميلادي البالغة يومًا واحدًا لكل 3300 سنة.

وتستخدمه بعض الدول الإسلامية ويمثل جزءًا من تقويم أم القرى لتحديد فصول شمسية للسنة والأوقات الشرعية (الصلوات).

وفور إعلان هذه الآلية ضجت موقع تويتر بالتعليقات، ويرى المغردون، أن هذا القرار من شأنه إلغاء راتب شهر كامل من شهور السنة، نظرا لاختلاف تقويم السنة الميلادية عن السنة الشمسية.

وأعرب  المحلل المعلوماتي، والمتخصص في مجال تأسيس وإدارة مواقع الإنترنت والحوكمة الإلكترونية، فيصل الصويمل، عن تأييده لقرار صرف رواتب موظفي الدولة وفقا للتقويم الهجري الشمسي (الأبراج).

وأوضح الصويمل، عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة (تويتر)، أن التقويم بالأبراج هو الأدق بين كل التقاويم في العالم، لأنه يعتمد على دورة الشمس بنسبة خطأ أقل كثيرا من نظيرتها في التقويم الميلادي.

وأضاف أن التقويم الهجري الشمسي أسسه العالم المسلم عمر الخيام، ويبدأ حسابه من هجرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، وعدد الأشهر فيه 12 تبدأ بالحمل.

ولفت الصويمل إلى أن كلا من إيران وأفغانستان تعتمد التقويم الهجري الشمسي (الأبراج) رسميًا، ورغم ذلك ظل مقترنا في العقل العربي بالتنجيم، ما جعل الأنظمة المحاسبية العربية غير متوافقة معه حتى الآن.

وسرعان ما شكك مغردون آخرون في الأشخاص الذين غردوا على هذا الهاشتاج، وتسأل الجميع عن الغرض من إطلاقه في هذا التوقيت، خاصة مع عدم وجود قرار رسمي يؤكده، أو يوضح أسبابه وتداعياته.

وقال المغردون: بالتدقيق في صفحات أغلب أصحاب التغريدات المصاحبة للهاشتاج، يؤكد أنهم من المغرضين والعملاء والدول المتربصة بأمن واستقرار بلاد الحرمين الشريفين.

ربما يعجبك أيضا