في اليمن.. السعودية بين الحسم والإنسانية

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

عاشت اليمن على مدار سنوات الحرب بين قوات التحالف العربي وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران كوارث إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ فالمعاناة التي يتكبدها المدنيون اليمنيون هي الأسوأ في التاريخ وفقا لمنظمة “أوكسفام” الإنسانية البريطانية، وعلى الرغم من تواجد المملكة السعودية ضمن صفوف قوات التحالف العربي إلا أنها لم تنس دورها الاجتماعي والخيري من أجل الشعب اليمني الذي يدفع ثمن الطمع الإيراني.

المملكة هي الأولى

تصدرت المملكة العربية السعودية الدول المانحة لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن للعام 2018م ، وأوضح التقرير الذي أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA عن مستوى التمويل الدولي للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2018م ، أن المملكة تصدرت الدول المانحة داخل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بمبلغ 530.4 مليون دولار من المبلغ الإجمالي 1.54 مليار دولار. كما تصدرت الدول المانحة خارج خطة الاستجابة الإنسانية لليمن بمبلغ 196 مليون دولار من المبلغ الإجمالي 466.4 مليون دولار، مشيرا إلى أن إجمالي التمويل داخل وخارج خطة الاستجابة الإنسانية بلغ 2.010.3 مليون دولار.

وبين التقرير أن خطة الاستجابة الإنسانية حسب المجموعة القطاعية بلغت أعلى نسبة في الأمن الغذائي والزراعة، الصحة، المياه والنظافة والصرف الصحي، التغذية الصحية، المأوى والتعليم وغيرها.

تأتي هذه الخطة كأكبر نداء تطلقه الوكالات الإنسانية لليمن، حيث تتمثل الأهداف الاستراتيجية لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن في إنقاذ الأرواح؛ وحماية المدنيين؛ وتعزيز التكافؤ في الحصول على المساعدات؛ وضمان أن العمل الإنساني يدعم قدرات المرونة والتحمُّل والانتعاش المستدام.

حتى انتهاء الأزمة

يقول الدكتور عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده جعل السعودية تتبوأ صدارة المانحين للعمل الإنساني في اليمن، وفقا لتقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ولفت المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة إلى أن المركز خصص لليمن مشروعات إغاثية وإنسانية ونوعية منذ تأسيسه بلغت 269 مشروعا متنوعا استهدفت اليمنيين بجميع المحافظات دون تمييز، ومن تلك المشروعات برامج الغذاء والتغذية والدواء والحماية والرعاية والإصحاح البيئي والنظافة والصرف الصحي والمأوى وتطعيمات الأطفال والاهتمام بالأم اليمنية وكبار السن وتقديم التعليم، بالإضافة إلى البرامج النوعية منها حماية الأطفال الذين جندتهم ميليشيات الحوثي الإرهابية، وكذلك مشروع مسام لنزع الألغام، وكذلك مكافحة وباء الكوليرا الذي اجتاح اليمن ودعم المستشفيات الحكومية والخاصة وتشغيلها، كما يعمل المركز بالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية لضمان الاستجابة الإنسانية المثلى وفق خطط الاستجابة الإنسانية التي تصدر سنويا من الأمم المتحدة وبالتعاون مع الشركاء المحليين وبالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة اليمنية.

إلى ذلك، أفاد الدكتور سامي الجطيلي، المتحدث الرسمي باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بأن تصدر السعودية يدلل على حرص البلاد على جلب الاستقرار واستعادة الشرعية في اليمن بالتوازي مع تخفيف المعاناة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني سواء أكانت في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية أو تحت سيطرة الميليشيا الانقلابية.

وأضاف “الجطيلي” بأن المركز يعمل منذ إنشائه على دعم جميع الاتفاقيات التي تكفل الاستقرار باليمن بالتنسيق مع المنظمات الدولية والمؤسسات المدنية العاملة في اليمن، كما أن السعودية تدعم جميع الجهود التي تكفل استقرار اليمن سواء أكان من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو البنية التحتية، منوهاً في هذا الصدد إلى أن إجمالي ما قدمته السعودية منذ بداية الأزمة نحو 13 مليار دولار وتوزعت على قطاعات مختلفة.

وقال المتحدث إن تلك الأموال ستذهب لتمويل خطة الاستجابة التي تم ذكرها، آملاً أن يؤدي هذا التمويل السخي إلى صناعة فارق في حياة المواطن اليمني، والاستفادة من حصولها على 60 في المائة من تمويل خطة الاستجابة وأن يتم تحقيق الإنجازات التي تتواكب مع حجم التمويل.

وأشار “الجطيلي” إلى حوادث المصادرات وعمليات النهب والسرقة التي قامت بها الميليشيات الحوثية، مبيناً أن الانقلابيين تعرضوا لـ85 سفينة مساعدات، 124 قافلة غذائية، 628 شاحنة مساعدات، 5500 سلة غذائية، و6000 كيس من دقيق القمح.

“الحوثي” الإرهابية هي المسؤولة

 في ذات السياق حمل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ميليشيا الحوثي الإيرانية مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن.

وأضاف :”إن”الحوثيين انتهكوا جميع القوانين الدولية، واستهدفوا أراضي المملكة، مشيرا أنهم يتحملون انهيار الوضع الإنساني”.

وأشار إلى أن بلاده تسعى مع شركائها لمحاربة الإرهاب ووقف تمويل الجماعات الإرهابية، مؤكدا دعم المملكة لجهود المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، مارتن غريفيث، للوصول إلى حل للأزمة.

وأوضح مبارك العاتي، الكاتب والمحلل السياسي السعودي، أن “السعودية انطلقت منذ بداية عاصفة الحزم من قرارات الشرعية الدولية وهي تطبق قرار مجلس الأمن 2216، وهي ما زالت تتعاون مع الأمم المتحدة ومبعوثيها الثلاثة سواء ابن عمر أو ولد الشيه أو حتى المبعوث البريطاني الجديد مارتن غريفيث”.

من سيئ إلى أسوأ

تطورات الحرب في اليمن تمضي من سيئ إلى أسوأ على كل المستويات: حصيلة القتلى تجاوزت 14 ألف مدني بينهم 5 آلاف طفل وامرأة فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 22 ألفا بينهم 5000 طفل وامرأة أيضا، هذا إضافة الى وفاة أكثر من 2100 وإصابة أكثر من 800 ألف جراء تفشي داء الكوليرا في البلاد.

منظمة أوكسفام الإنسانية البريطانية، والتي أوردت هذه الاحصائيات قبل شهور، وصفت الوضع الانساني في اليمن بأنه الأسوأ في التاريخ، وقالت إن أكثر من 11 مليون طفل يمني يتضورون جوعا وباتوا مهددين بخطر المجاعة.

ربما يعجبك أيضا