تخفيضات تصل لـ100 ألف جنيه.. فرصة لا تعوض لامتلاك سيارة!

حسام عيد – محلل اقتصادي

ما من يوم إلا وتشهد فيه أسعار السيارات في مصر تخفيضا جديدا يضاف إلى سلسلة التخفيضات التي طالت السواد الأعظم من السيارات سواء المستوردة أو المجمعة محليا منذ مطلع 2019.

تخفيضات وصلت في بعض طرازات السيارات إلى نحو 100 ألف جنيه تأثرا بإلغاء الجمارك على واردات السيارات الأوروبية والتركية، وانعكاسا للتراجع الكبير في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.

ارتباك بسوق السيارات المصري

يشهد سوق السيارات في مصر حالة من الارتباك مع تراجع الأسعار بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وبحسب بيانات مجلس معلومات سوق السيارات، شهد عام 2019 تراجعًا في مبيعات السيارات الجديدة بنسبة 5.7% لتصل إلى 182 ألف سيارة، حيث انخفضت مبيعات سيارات الركوب الخاصة بنسبة 13% لتصل إلى 127 ألف سيارة.

كما انخفضت مبيعات السيارات المجمعة محليا بنسبة تناهز 9.5% مسجلة 84 ألف سيارة.

وتراجعت مبيعات السيارات المستوردة بنحو 2% لتصل إلى 97 ألف سيارة.

ويتوقع الكثيرون أن يشهد عام 2020 انتعاشا لمبيعات السيارات بعد قرار البنك المركزي برفع الحد الأقصى لنسبة أقساط القروض الشخصية والسيارات من الدخل الشهري للأفراد إلى 50% بدلا من 35%.

وعلى الرغم من تراجع أسعار السيارات بشكل ملموس خلال الفترة الماضية إلا أن قرار الشراء لدى كثير من المواطنين لا يزال حائرا بين اقتناص الفرصة والشراء بالأسعار الحالية أو انتظار المزيد من التخفيضات.

وشملت قائمة التخفيضات 9 سيارات تحمل علامات تجارية يابانية وأمريكية وصينية وكورية، وتنوعت بين طرازات سيدان صغيرة ومتوسطة الحجم وأخرى SUV رياضية متعددة الاستخدامات وثالثة MPV عائلية سباعية المقاعد.

الدولار والجمارك كلمة السر

قال علاء السبع -عضو الشعبة العامة للسيارات بالغرفة التجارية- إن أسعار السيارات انخفضت بنسبة كبيرة على مدار الأشهر الماضية نتيجة انخفاض أسعار الدولار والذي انخفض بنسبة ما يقرب من 13% على مدار الفترة الماضية.

وأضاف السبع: إن السوق شهد حالة كبيرة من التعافي خلال الفترة الحالية نتيجة انخفاض أسعار الدولار، بالإضافة إلى القرار بإعفاء السيارات الأوروبية من الجمارك، وهي الفترة التي شهدت خفض أسعار العديد من السيارات.

وأوضح أن الدولار الأمريكي بدأ رحلة هبوط أمام الجنيه المصري منذ مطلع العام الحالي، أسهمت في تحريك أسعار العديد من السلع، إذ افتتح العام عند متوسط سعري 17.9 جنيه للدولار، ووصل في فبراير الماضي إلى متوسط 15.60 جنيه للدولار.

وأشار إلى أن السيارات المستوردة في مصر تأثرت بسبب انتشار فيروس كورونا، خاصة أن عددا كبيرا من السيارات يدخل في تصنيعها مكون مستورد؛ مشيرا إلى عدم وجود مشكلة حقيقية في السوق المحلي تجاه السيارات الصينية نظرًا لأن الوكلاء لديهم مخزون يكفي لما يزيد على شهرين، ما سيحول دون وجود أي تأثير سلبي على المبيعات.

وأوضح السبع أن المشكلة الحقيقية تكمن في الصعوبة التي يواجهها المستوردون في شحن السيارات بسبب تعليق العديد من الشركات الصينية العمل.

انعكاس على سوق المستعمل

وبدروه، قال العميد إبراهيم إسماعيل، المدير التنفيذي لسوق السيارات المستعملة بمحافظة القاهرة، إن أسعار الكثير من السيارات انخفضت بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الأخير مقارنة بالأسابيع الماضية.

وأضاف إسماعيل: إن العديد من تجار السيارات المستعملة بالسوق خضعوا للمعطيات الجديدة التي يفرضها السوق، موضحًا أن التجار أعادوا تسعير سياراتهم بعد تقليص هوامش أرباحهم.

وأكد أن بعض السيارات الجيدة التي لا تتجاوز قيمتها 60 ألف جنيه متوفرة حاليًا بالسوق، ما يعكس تراجع الأسعار مقارنة بالأسابيع المنقضية التي لم يكن الباحث عن سيارة جيدة بأقل من 100 ألف جنيه يجد فيها ضالته.

ووفقًا لمدير “سوق الجمعة”، فإن الانخفاضات التي يشهدها سوق المستعمل تعد انعكاسًا لموجة التخفيضات المتواصلة منذ بداية 2020 في سوق السيارات “الزيرو” الجديدة.

ولفت إلى أن السيارات التي كانت تباع خلال نشاط السوق يومي الجمعة والأحد الماضيين في سوق المستعمل بـ100 ألف جنيه، وصل سعرها هذا الأسبوع إلى 85 ألف جنيه.

ووجه مدير سوق المستعمل رسالة إلى المستهلكين مطالبًا إياهم بالانتظار قليلًا وستتجلى نتيجة انتظارهم بالأسعار.

وكان إسماعيل قد أكد في تصريحات سابقة أن السيارات المزودة بمحركات سعاتها اللترية تتراوح بين 1 و1.6 لتر، تلقى رواجًا ملحوظًا بالسوق، مضيفًا أن نوع العلامة التجارية ومدى رواجها بالسوق ومدة سريان الترخيص عوامل ترفع من أسهم بيع السيارة.

توقعات بارتفاع المبيعات 25%

وقد كشف وكيل سيارات فيات وألفاروميو في مصر عن استهداف زيادة مبيعات الشركة في مصر خلال العام الحالي 2020 خاصة موديل فئات تيبو الذي سيشهد انخفاضًا واضحًا في الأسعار.

وتشهد الفترة المقبلة محاولات جادة للوصول إلى حصة سوقية تبلغ 5% من مبيعات السوق المصري، وذلك نتيجة لإلغاء الجمارك على السيارات التركية ما ترتب عليه انخفاض أسعار السيارات الأوروبية وهو ما سيفتح المجال أمام زيادة مبيعاتها خاصة بعد تخفيضات فيات في بداية العام.

وكان موديل فئات تيبو هو الحائز على التخفيض الأكبر من بين موديلات الشركة حيث تعد تيبو السيارة الأكثر طلبًا من فيات حاليًا، إذ انخفض سعرها بين 18 إلى 25 ألف جنيه.

وتسبب تراجع مبيعات تيبو في زيادة الطلب عليها وارتفاع الطلب على سيارات فيات بشكل عام، كما تعمل الشركة على زيادة مبيعات ألفاروميو خلال الفترة المقبلة في ظل انخفاض الدولار أمام الجنيه.