بـ”سفينة ثانية”.. تركيا تستفز قبرص في المتوسط

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

ما زالت تركيا تواصل سياستها الاستفزازية برا وبحرا وجوا؛ فنجدها اليوم تعلن عن بدء مرحلة جديدة للتنقيب عن الغاز قبالة قبرص، رغم انتقادات الاتحاد الأوروبي، الذي يندد بـ”الأنشطة غير القانونية” لأنقرة.

وسلطت اكتشافات الغاز في شرق المتوسط خلال السنوات الأخيرة الضوء على التوترات ومزاعم السيادة المتداخلة بين البلدين اللذين لا توجد علاقات دبلوماسية بينهما.

كانت تركيا قد أرسلت في 20 يونيو، سفينة ثانية لاستطلاع حقول الغاز قبالة قبرص، والتي تشكل مصدر توتر بين تركيا وجمهورية قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي.

استفزاز تركي جديــــد

وزير الطاقة التركي، قال: إن سفينة تركية ثانية ستبدأ التنقيب عن الغاز قبالة قبرص الأسبوع المقبل، موضحا أن السفينة “يافوز” ستعمل في منطقة قبالة شبه جزيرة كارباس، التي تقع شمال شرقي الجزيرة، أي في الشطر الذي تسيطر عليه جمهورية شمال قبرص التركية، التي لا تعترف بها سوى أنقرة.

وكانت سفينة الحفر التركية “فاتح” التي أرسلت قبل بضعة أشهر، قد بدأت عمليات تنقيب في هذه المنطقة، التي تطالب جمهورية قبرص بالسيادة عليها.

وتمركزت على بعد 40 ميلاً بحرياً تقريباً إلى الغرب من شبه جزيرة أكاماس، و83 ميلا بحريا من السواحل التركية، داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة، والجرف القاري لقبرص.

الاتحاد الأوروبي يهدد

وبعد إعلان إرسال “يافوز” في 20 يونيو، هدد الاتحاد الأوروبي تركيا بعقوبات، وندد قادته الـ28 خلال اجتماعهم في بروكسل، بـ”أنشطة التنقيب غير القانونية”.

وأصدرت السلطات القبرصية مذكرات توقيف بحق أفراد طاقم السفينة، لكن تركيا تشدد على أن هذه الأنشطة “مشروعة” وتنسجم تماما مع القانون الدولي.

من جانبه أشار المتحدث باسم الحكومة القبرصية إلى الموقف الواضح والمشترك للاتحاد الأوروبي، موضحا أنه يجب على تركيا أن تحترم القانون الدولي والحقوق السيادية لجمهورية قبرص.

قبرص تقاضي تركيـــا

قالت قبرص إنها ستحشد الدعم من دول الاتحاد الأوروبي وغيرها، لمواجهة مسعى تركيا للتنقيب عن الغاز في المياه التي تتمتع فيها الدولة الواقعة في شرق البحر المتوسط بحقوق اقتصادية حصرية.

وقال مسؤول بالخارجية القبرصية: إن بلاده ستتخذ إجراءات قانونية إذا قامت سفينة تركية ثانية بالتنقيب عن الغاز في مياه بالبحر المتوسط لقبرص حقوق اقتصادية حصرية فيها، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

ووصف المسؤول القبرصي الذي رفض كشف هويته مطالب تركيا في المنطقة الاقتصادية الحصرية لقبرص بأنها “مضللة ولا تقوم على أي أساس وغير قانونية”.

وفي مايو أصدرت قبرص نحو 20 مذكرة اعتقال دولية بحق ثلاث شركات تدعم التنقيب المستمر الذي تقوم به سفينة تركية على مسافة 42 ميلا قبالة ساحل قبرص الغربي.

وقال المسؤول: إن قبرص “مصممة” على القيام بالمثل في حال بدأت السفينة “يافوز” في التنقيب جنوب شبه جزيرة كارباس القبرصية.

وقالت تركيا إنها تحمي حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك في الشمال الانفصالي من قبرص المقسمة، في مخزونات المنطقة من الهيدروكربون.

من جهته قال وزير الدفاع القبرصي: إن “الانتهاك التركي الصارخ يجب أن ينتهي، وأن الرسالة التي نقلت هي أن هذا يؤثر على قبرص وأوروبا ككل”.

وردا على سؤال حول إصدار أمر توقيف دولي ضد طاقم سفينة الحفر الثانية، قال الوزير: “سنتبع نفس الإجراء الذي اتبعناها مع السفينة “الفاتح”.

حقوق الغاز الطبيـــعي

المتحدث باسم الحكومة القبرصية برودروموس برودرومو، علق على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بشأن حقوق القبارصة الأتراك في الغاز الطبيعى للجمهورية.

وأوضح برودرومو أن “الرئيس القبرصي لم يقل أن حقوق القبارصة الأتراك غير مكفولة بل على العكس من ذلك فقد تم تبنى تشريعات لضمان ذلك حيث تم تحقيق تقارب بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك خلال المحادثات القبرصية وأنه لم يتم إثارة هذه المسألة من قبل في مؤتمر الأمم المتحدة لحل القضية القبرصية في كران – مونتانا”.

وأضاف، أن التقارب الذي تم بين الطرفين جعل إدارة الثروات الطبيعية بما في ذلك الغاز الطبيعي مسألة ضمن اختصاص الحكومة الفيدرالية وبالتالي هي ملك للمواطنين القبارصة جميعهم وأن العائدات ستكون كذلك.

ولفت إلى أنه بعد انتهاء المؤتمر الذي وصل إلى طريق مسدود، تم اعتماد تشريع ينص على أنه لا يحق لأي حكومة التصرف بالعائدات في البلاد وأن أي تصرف لن يتم إلا من خلال صندوق استثمار وطني خاص”.

ربما يعجبك أيضا