“إني أختنق”.. تصاعد الاحتجاجات بـ”مينيابوليس” وتويتر: ترامب يمجد العنف

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

تجددت الاحتجاجات في مدينة مينابوليس الأمريكية، تنديدًا بعنف الشرطة والعنصرية، بعد مقتل جورج فلويد، وهو أمريكي من أصل أفريقي يبلغ من العمر 46 عامًا، أثناء محاولة توقيفه، حيث اقتحم المتظاهرون مقر الشرطة للضباط المتورطين في وفاته، بينما هدد الرئيس الأمريكي باستخدام العنف لقمع الاحتجاجات.

وحمل المحتجون لافتات كتب عليها “إني أختنق”، وهي آخر كلمات نطق بها فلويد قبل وفاته في حجز الشرطة بعد أن قام ضابط بتقييد يديه، ثم جثا على رقبته لعدة دقائق وقال فلويد بأنه “يختنق ولا يستطيع التنفس”.

انتشر الحرس الوطني الأمريكي في المدينة، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، بينما ألقى المتظاهرون الحجارة ورسموا جداريات، فضلا عن وقوع عمليات نهب لعدد من المحال التجارية.

وانتشرت التظاهرات ضد وحشية الشرطة ضد الأمريكيين من أصل أفريقي إلى أجزاء أخرى من الولايات المتحدة بما في ذلك نيويورك ودنفر وشيكاغو وأوكلاند.

وأعلنت الشرطة الأمريكية فصل 4 من عناصرها شاركوا في توقيف “فلويد”، ودعت شقيقة “فلويد” إلى توجيه تهمة القتل العمد إلى المتورطين في وفاته.

ومن جانبه قال رئيس بلدية مدينة مينيابوليس إن البشرة السمراء “لا تستوجب عقوبة إعدام”.

تمجيد العنف

في تدخل من موقع وسائل التواصل الاجتماعي “تويتر”، اتهم ترامب بتمجيد العنف وألحق بتغريدة له تتعلق بالاضطرابات في منيابوليس تنبيهًا يفيد بأن الموقع يخلي مسؤوليته عن التغريدة التي قال إنها تنتهك قواعده.

وكان ترامب قد كتب في تغريدته “هؤلاء الرعاع يشوهون ذكرى جورج فلويد ولن أسمح بحدوث ذلك، تحدثت للتو مع الحاكم تيم والز وأخبرته بأن الجيش معه قلبًا وقالبًا، سنسيطر على أي صعوبة لكن عندما يبدأ السلب والنهب يبدأ إطلاق الرصاص، شكرًا لكم”.

وقال تويتر في سلسلة تغريدات إنه اتخذ هذا القرار “بهدف منع الآخرين من استلهام أفكار لارتكاب أعمال عنف”، وأشار إلى أنه لم يعد ممكنًا قراءة رسالة ترامب دون الضغط على تنبيه يقول “هذه التغريدة تنتهك قواعد تويتر المتعلقة بتمجيد العنف، لكن تويتر قرر أن بقاء هذه التغريدة متاحة قد يكون في الصالح العام”.

وأضاف أن مستخدمي الموقع لا يزال يمكنهم “إعادة نشر التغريدة مع التعليق عليها لكن لا يمكنهم الإعجاب بها أو الرد عليها أو إعادة نشرها فحسب”.

وجاء رد فعل “تويتر” بعد ساعات من إعلان ترامب أنه سيسعى لسن تشريع قد يلغي أو يضعف قانونًا يحمي شركات الإنترنت ومنها تويتر وفيسبوك في محاولة غير مألوفة لتنظيم منصات التواصل الاجتماعي التي يتعرض عبرها للنقد.

تصاعد الغضب

وسط الاحتجاجات المتزايدة في مينيابوليس، بثت شبكة “سي إن إن” لقطات حية لأحد فرقها تضمنت اعتقال مراسل من أصل أفريقي من قبل الشرطة كان هناك لتغطية الاضطرابات، وقالت المنصة الإخبارية على تويتر: “تم اعتقال مراسل من أصل أفريقي من شبكة سي إن إن أثناء تغطيته القانونية للاحتجاجات في مينيابوليس”.

مع تصاعد الغضب من قتل الشرطة للأمريكان من أصل أفريقي على يد الشرطة، تم إطلاق النار على ما لا يقل عن سبعة أشخاص في لويزفيل بولاية كنتاكي، حيث تحول المتظاهرون للمطالبة بالعدالة لبرونا تايلور، وهي امرأة من أصل أفريقي أطلقت الشرطة النار عليها في منزلها في مارس الماضي.

في دنفر، ظهرت لقطات فيديو لسيارة تسير بسرعة فائقة وسط حشد من المتظاهرين، الذين تجمعوا وسط غضب على وفاة فلويد في مشهد يذكر بقتل هيذر هاير في تجمع يميني متطرف في شارلوتسفيل، فيرجينيا في 2017.

ومع ذلك، ظل مركز الغضب في مدينتي مينيسوتا وسانت بولز، اللتين شهدتا العديد من عمليات القتل الأخرى المثيرة للجدل على يد الشرطة ضد الأمريكان من أصل أفريقي – بما في ذلك إطلاق النار على فيلاندرو كاستيل في عام 2016.

قال حاكم ولاية مينيسوتا تيمفالز “لقد حان الوقت لإعادة بناء المدينة، وإعادة بناء نظام العدالة لدينا، وإعادة بناء العلاقة بين تطبيق القانون والأشخاص المكلفين بحمايتهم، وفاة جورج فلويد يجب أن تؤدي إلى العدالة والتغيير النظامي، وليس المزيد من الموت والدمار، وفقا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

وقفت ماري جونسون، التي وصفت نفسها على أنها جزء من الأمريكيين الأصليين من أصل أفريقي، وهي تراقب أعمال النهب: “إني غاضبة حقًا بشأن جورج فلويد لأننا مررنا بكل هذا مع مايكل براون (الذي قتلته الشرطة في فيرغسون بولاية ميسوري في 2014) ولا يبدو أن هناك أي تغيير، لكنني لست في سلام مع هذا أيضًا، أنا أتفهم أن الناس غاضبون ولكن يبدو أن الكثير من الناس هنا ينتهزون الفرصة للتسوق مجانًا”.

قال واد تشين، متطلعًا إلى العدد الكبير من الأشخاص الذين يواصلون حمل ما تبقى في متجر: “هذا أمر مزعج، ليست هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تعمل بها الاحتجاجات، القيام بذلك يضر مجتمعنا، درس التغيير هو أنه يأتي باستخدام القوة الاقتصادية، وليس بالدمار، وليس بالعنف، لا شيء من ذلك يساعد، يجب استخدم قوتك الاقتصادية للمقاطعة”.

لكن آخرين اختلفوا، وأمسك شاب الميكروفون، وقال “قبل أن تذكر الحشود بتأثير أعمال الشغب في لوس أنجلوس بعد صدور حكم رودني كينغ قبل نحو ثلاثة عقود: “سنقوم بأعمال شغب حتى نحصل على إجابة”.

ربما يعجبك أيضا