“أخميم” تحيا من جديد.. مقبرة أثرية من العصر البطلمي

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

ما زالت مصر تبهر العالم يومًا بعد يوم، باكتشافات أثرية رائعة، تصل عمرها لآلاف السنوات، ففي أعماق رمال مدينة “أخميم” بمحافظة سوهاج، في صعيد مصر، كشفت وزارة الآثار المصرية، أمس الجمعة، أحد أكثر الاكتشافات إثارة في المنطقة، وهي مقبرة حديثة، بألوان زاهية، تضم العشرات من الحيوانات المحنطة ومومياواتين، يعود تاريخها للعصر البلطمي قبل 2500 عام.

الاكتشاف عبارة عن مقبرة مزدوجة، محفوظة جيدًا، ومرسومة بدقة، يعود تاريخها إلى الحقبة البطلمية الأولى، وهي لشخص يدعى “توتو” وزوجته “تا شريت إيزيس” التي كانت تشغل منصب عازفة الصلاصل “الشخشيخة” الخاصة بالآلهة حتحور، هذا بالإضافة إلى بقايا آدمية ومجموعة من دفنات لطيور وحيوانات، مثل أبومنجل والذي يشبه أبوقردان، ونسر، وصقر، والعديد من مومياوات القوارض.

كما تظهر جدران المقبرة الملونة مواكب جنازات وصورا للمالك العامل في الحقول، بالإضافة إلى علم الأنساب لعائلته المكتوب بالهيروغليفية، حيث صور على جانبي مدخلها، مشهدان تصور صاحب غرفة الدفن، توتو، وهو يقدم ويتلقى الهدايا من الآلهة، وكذلك الأمر مع زوجته، مع اختلاف يتمثل في وجود نصوص من كتاب الموتى، بالإضافة إلى منظر المحاكمة أمام الإله أوزوريس وخلفه الابنتين إيزيس ونفتيس، كما تحمل النقوش أيضًا أسماء لبعض أفراد عائلة صاحبي المقبرة، ومنها أسماء كل من والدها ووالدتها، ووالد ووالدة زوجها.

بهذا الاكتشاف، بالطبع تعود محافظة سوهاج بقوة إلى خريطة السياحة العالمية، خاصة أن بها العديد من المناطق الأثرية التي تعبر عن تاريخ مصر، في كافة العصور، حيث تضم آثارا فرعونية وقبطية وإسلامية، واليوم افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار، مشروع ترميم وإعادة رفع تمثال الملك رمسيس الثاني، بمكان عرضه الأصلي، بجانب تمثال الملكة ميريت آمون، بمعبدها بتلك المنطقة.

وعن المعالم الأثرية التي تعود للحقب الثلاث، منها الآثار الفرعونية، “معبد رمسيس الثاني”، و”مقابر الحواويش”، و”مقابر السلاموني”، ومن الآثار القبطية “كنيسة أبوسيفين”، و”دير السيدة العذراء”، و”دير ماري جرجس”، و”دير الأنبا بسادة”، و”دير الملاك”، ومن الآثار الإسلامية: “مسجد الأمير حسن” و” مسجد وضريح الشيخ كمال الدين عبدالظاهر”، و”مسجد ومئذنة الأمير محمد”.

الاكتشاف يقع في منطقة “الديابات” في سوهاج، وعثر عليه أثناء عملية القبض على أحد العصابات خلال محاولتها الحفر خلسة، وفور انتهاء شرطة السياحة والآثار من التحقيقات، تسلمت وزارة الآثار الموقع و بدأت أعمال التنقيب الأثري والعلمي عن طريق بعثة أثرية مصرية برئاسة دكتور مصطفى وزيري الأمين العام بالمجلس الأعلى للآثار، أسفرت أعمال الحفر عن العثور على باقي أجزاء المقبرة بداخلها بقايا آدمية ومجموعة من الطيور والحيوانات.

ربما يعجبك أيضا