احتجاجات بيلاروسيا.. مظاهرات حاشدة والسلطات ترد بحملات عنيفة

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي  

تظاهر عشرات الآلاف من المعارضين في مينسك، اليوم الأحد، في تحرك حاشد جديد مناهض لإعادة انتخاب ألكسندر لوكاشنكو رئيساً لبيلاروسيا، واحتشد المحتجون وسط العاصمة مينسك رغم الانتشار الأمني الكثيف، ملوحين بأعلام المعارضة الحمراء والبيضاء وهاتفين “إرحل”.

احتجاجات عارمة

أغلقت قوات الأمن البيلاروسية المنافذ بمعدات خاصة ومنعت الاقتراب من مقر إقامة الرئيس البيلاروسي في قصر الاستقلال بالعاصمة مينسك، وفرض رجال الأمن طوقاً أمنياً بالقرب من القصر الرئاسي، وهم يقفون في عدة صفوف مدعمين بمعدات خاصة.

في الوقت نفسه، أغلق رجال الأمن الممر أمام المحتجين في شارع الاستقلال قرب تقاطع شارع “لينين”، وفي وقت سابق، وقع اشتباك بين رجال أمن كانوا يرتدون ملابس مدنية ومتظاهرين. واعتقلت وزارة الداخلية البيلاروسية في مينسك 125 شخصا لمشاركتهم في مسيرة احتجاجية، وقبل ذلك، جرى الإبلاغ عن بدء الانقطاعات في عمل الإنترنت عبر الهاتف المحمول في العاصمة البيلاروسية.

وبدأت اليوم الأحد، حركة احتجاجية أخرى غير مصرح بها في وسط العاصمة مينسك، وبعد ساعات من بدء الاحتجاج، قرر المتظاهرون التوجه إلى قصر الاستقلال حيث يقيم الرئيس البيلاروسي، كما حدث قبل أسبوع.

سحب اعتماد صحفيين  

سحبت السلطات في بيلاروسيا اعتماد عدد من الصحفيين، الذين يغطون الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ومن بين الصحفيين المتضررين اثنان يعملان في خدمة بي بي سي الروسية. ويأتي ذلك عشية احتجاجات واسعة النطاق، متوقعة غدا الأحد.

وقالت بي بي سي، في بيان لها السبت، إنها تدين “بأشد العبارات الممكنة هذا التضييق على الصحافة المستقلة”. ودعت الحكومة في بيلاروسيا إلى التراجع عن قرارها. 

وقال البيان: “نعتقد أنه من المهم للغاية، أن يحصل شعب بيلاروسيا على معلومات محايدة ومستقلة، عن الأحداث في بلادهم. خدمة بي بي سي الروسية، التي تصل إلى أكثر من خمسة ملايين شخص في الأسبوع، كانت مصدرا رئيسيا للأخبار بالنسبة للناس في بيلاروسيا وروسيا، خلال الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات”.

وقال المتحدث باسم حكومة بيلاروسيا، أناتولي غلاز، لوكالة فرانس برس: إن هذا الإجراء اتخذ، بناء على توصية من وحدة مكافحة الإرهاب في البلاد. ووصفت وزارة الخارجية النمساوية الإجراء ضد الصحفيين بأنه “محاولة سافرة، لقمع الصحافة الموضوعية”.

وفقد ما لا يقل عن 10 صحفيين محليين وعدد من الصحفيين الروس تصريحاتهم اليوم السبت، ويعمل هؤلاء مع راديو ليبرتي، وكالة فرانس برس، رويترز، نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، دويتشه فيله إلى جانب منصات إعلامية أخرى.

اقتصاد هش  

وتهدد تلك الاضطرابات السياسية بتقويض اقتصاد هشّ بالفعل. ويصطف المواطنون في نقاط الصرافة لتبديل العملة المحلية بالدولار واليورو اللذين تقول المصادر إنهما شحيحان. وقال تاجر عملة في مينسك: “هناك موجة من الفزع الآن، والطلب على العملة الأجنبية مرتفع للغاية”.

وتوقعت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية، الأسبوع الماضي، مزيداً من الضغوط على العملة المحلية إذا تدهور الوضع السياسي أكثر، معرقلاً الأنشطة الاقتصادية. وحذرت “فيتش” من أن تدهور قيمة الروبل سيضرّ بالقطاع المالي، المعتمد بشدة على الدولار، ويقلص احتياطات البنك المركزي.  

واندلعت الاضطرابات في بيلاروسيا في وقت سابق من هذا الشهر، بسبب انتخابات يعتقد على نطاق واسع أنها زورت لصالح الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، الذي يتولى السلطة منذ 1994، وهربت مرشحة المعارضة الرئيسية، سفيتلانا تيخانوفسكايا، إلى ليتوانيا بعد التصويت ودعت منذ ذلك الحين إلى الاحتجاجات. 

وشهدت البلاد مظاهرات معارضة غير مسبوقة، ونظم العمال إضرابات في مؤسسات الدولة الكبرى. وتم القبض على الآلاف ووردت تقارير عديدة عن وحشية الشرطة. وقتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب المئات. ورفض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نتائج الانتخابات، باعتبارها غير حرة ولا نزيهة، ويستعد لفرض عقوبات على المسؤولين، الذين يتهمهم بتزوير النتيجة لصالح لوكاشينكو، وتضييق الخناق على حركة المعارضة.

ربما يعجبك أيضا