أطفال فلسطين تسلية قناصة الاحتلال

محمود

كتب – محمد عبد الكريم

القدس المحتلة – “لقد كنت أجلس أمام منزل عائلتي أشاهد الجنود ولم أعلم ما الذي حدث، الآن أنا أقاتل من أجل البقاء على الحياة، ربما لن أنجح، لكن أتمنى منكم أن تعتنوا بأصدقائي”.

رسالة نشرها منسق المسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، مراد شتيوي، يشرح فيها ظروف إصابة الطفل عبد الرحمن شتيوي (10 أعوام) الذي أصيب برصاصة متفجرة أصابته بتهتك في رأسه ودماغه، حيث يصارع الموت للبقاء على قيد الحياة.

كان يمكن لنهار عبد الرحمن شتيوي أن ينتهي بشكل مفرح كما بدأ، في يوم الجمعة 12 تموز 2019، بعد ان تناول بعض المثلجات، ويلعب بهاتف اخيه الذكي لعبة “الببجي”الشهيرة، لكن ما ظنه الطفل مجرد لهو انقلب حقيقة بعد ان استهدفه قناص من قوات الاحتلال وهو يلهو، نحو الساعة الثانية بعد الظهر.

تفيد شهادات متطابقة من أهل القرية أن إطلاق النار على الطفل جرى بعيدا عن مركز المواجهات.

من المكان الذي اتحد فيه الجنود الإسرائيليون وضعية القنص حتى المكان الذي كان يقف فيه الطفل اشتيوي يمكن تقدير المسافة التي يمكن رؤية أطرافها الدقيقة بالعين المجردة بنحو (200 متر).

يقول رياض شتيوي” شاهدت جنديا ينبطح أرضا ويتأهب لإطلاق النار(…)  لحظة سقط الطفل أرضا(…) نظرت إلى نفسي والى أطفالي. تفقدنا أجسامنا وكان الدم يسيل من رأس عبد الرحمن ويتدفق على الأرض”.

ويضيف رياض الذي يحاول العودة إلى حياته الطبيعية بعد يومين من حمله الطفل الجريح بين يديه” القرية حزينة. لكن الناس هنا يكتمون حزنهم”.

وأحصى الأطباء ما بين (60-70 شظية) داخل الدماغ تفتت من الرصاصة”.

رسالة شتيوي وأن كتبت قبل ايام قليلة، فإنها تفصل واقع حال الطفولة في فلسطين المحتلة.

فقد استشهد 84 فلسطينيًا، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال النصف الأول من العام الجاري، ثلثهم تقريبا من الأطفال، فيما شهد العام المنصرم استشهاد 312 فلسطينياً (60 منهم اطفال) وأصابة 31 ألفاً و500 آخرين بجروح.

الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال: الاحتلال يسعى لتحويل أطفال فلسطين إلى معاقين

وقالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال/ فلسطين إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى تحويل أطفال فلسطين إلى معاقين، من خلال تعمد استهدافهم بالرصاص الحي، والمتفجر.

ووثقت الحركة العالمية، عدة حالات في قطاع غزة لأطفال أصيبوا بإعاقات دائمة جراء استهدافهم بشكل مباشر من قبل جنود الاحتلال، خلال مشاركتهم في المسيرات السلمية.

وفي ختام البيان، أكدت الحركة العالمية أن القانون الدولي الإنساني يلزم دولة الاحتلال بفتح تحقيقات جدية، ومهنية، وشفافة، ومحايدة، في كل حوادث إطلاق النار، مشددة على ضرورة محاسبة جنود الاحتلال الذين يستهدفون الأطفال بقصد قتلهم أو التسبب بإعاقات دائمة لهم.

وأشارت إلى أن ما يجري من استهداف للأطفال بقصد قتلهم أو التسبب بإعاقات دائمة لهم هو “دليل على أن جنود الاحتلال يستمدون تغولهم من عدم مساءلتهم ومظلة الحماية التي توفرها دولة الاحتلال لهم”.

فيديو يظهر قتل قناص احتلالي لشاب فلسطيني منشغل بهاتفه

أظهر تسجيل فيديو، قبل عامين استهداف قناص صهيوني من قوات الاحتلال الإسرائيلي، النار على الشاب محمد العمصي (22 عاما) خلال اقتحام مخيم الفوار بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، منتصف شهر أغسطس/أب الماضي.

ويوثق الفيديو قتل قناص الاحتلال للشاب العمصي، بدم بارد وهو يلهو بهاتفه ودون أن يشكل أدنى خطر على قوات الاحتلال.

شواهد على تعطش جنود الاحتلال لدماء الأبرياء

وتؤكد حادثة إعدام الفتاة وصال الشيخ خليل (15 عامًا) من قطاع غزة كانت ترفع علم وطنها على السياج الفاصل مع كيان الاحتلال الغاصب، ليعاجلها القناص في قدمها، فأبت إلا أن تستمر في مسيرها، لتستقر الرصاصة الثانية في الرأس، تلذذ قوات الاحتلال بقتل الأطفال والأبرياء في المسيرات السلمية.

وفضحت “القوة المفرطة” التي استخدمها الجيش الإسرائيلي، بأوامر عليا من قيادته، الأسلوب الذي تفضله دوما الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع الاحتجاجات السلمية، وهو ما دفع ذلك المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، إلى توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى إسرائيل، باقترافها أعمال قتل متعمدة ترتقي لمستوى جرائم الحرب خاصة وأن أطفالا كانوا من بين ضحايا عمليات القتل المتعمدة على الحدود، والتي شارك فيها الفلسطينيون العزل، الذين تسلحوا فقط بالإرادة الرافضة لاستمرار الاحتلال والحصار.

وأكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها، أن إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي على المتظاهرين في غزة كان “بشكل غير قانوني” منوهة إلى أنها سبق أن طلبت من المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق رسمي في الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي مقطع فيديو بث أواخر شهر مارس، يسمع صوت جندي (أو ضابط) وهو يسأل قناص على الحدود مع غزة : “هل لديك عيار في فوهة البندقية؟ ثم يضيف: “هيا، أعطه”. وبعد ذلك يُسمع صوت جندي آخر وهو يقول: “لا أستطيع الرؤية بسبب الأسلاك الشائكة”.

ويضيف آخر: “هناك ولد صغير”. وبعد ذلك يطلق القناص النار ويصيب الفلسطيني فيهتف رفاقه فرحين بحماسة. ويصرخ أحدهم: “واو.. يا له من فيلم! تم الأمر!” ثم يضيف: “يا ابن العاهرة. يا له من فيلم ! اركضوا لإخلائه. من المؤكد أنني صورت ذلك”. وبعد ذلك يُسمعُ صوت يقول: “واو، أصابوا أحدهم في رأسه”، “يا له من فيلم، أسطورة !”، “لقد طار بالجو مع قدمه” وأيضا “اذهبوا يا أولاد العاهرات”.

مشاهد سبقها نشر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، مقطع فيديو يظهر فرحة جندي إسرائيلي إثر قنصه فتىً فلسطينياً برصاصة مطاطية.

وتُظهر المشاهد، 3 جنود إسرائيليين على مسافة من متظاهرين فلسطينيين، قرب مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

ويقوم أحد الجنود، كما يظهر في الفيديو، بتوجيه سلاحه صوب المتظاهرين، فيما يقول له جندي آخر: “الأبيض يبدو أكثر شجاعة، سيقترب شيئاً ما، انتظر حتى يقترب”. ويتابع: “ينبغي علينا إطلاق طلقة جيدة تعلمهم ألا يرموا الحجارة”.

وبعد اقتناص الجندي الأول للفلسطيني، بدأ بإطلاق صرخات فرح وشتائم للضحية، فيما دعاه الجندي الآخر بأن يكون “مهنياً” ويكف عن إظهار الفرح.

كما يُسمع في الفيديو تعليق جندي آخر، يقول فيه: “طلقة حية وكل شيء ينتهي”.

وتسبب حذف شركة “يوتيوب” مقطع فيديو يصور قيام جنود إسرائيليين بقتل أطفال فلسطينيين بغزة، في ردود فعل غاضبة؛ ما اضطرها لإعادة نشره لكن مع تقييد الفئة العمرية التي يحق لها مشاهدته.

الفيديو المذكور تبلغ مدته 4 دقائق و40 ثانية، وكان قد نشره الباحث الأمريكي اليهودي “نورمان فينكلشتاين”، بالتعاون مع الناشطة الفلسطينية سناء قاسم، بهدف تسليط الضوء على جرائم قتل الأطفال الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية بغزة.

ربما يعجبك أيضا